قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ٢٠ ]

55/355
*

ومهما يكن من أمر ، فإنهم استدلوا على النصر في مؤتة بما يلي :

دلائل انتصار خالد :

وقالوا أيضا : والأكثرون على أن خالدا ومن معه قاتلوا المشركين حتى هزموهم.

ففي حديث أبي عامر عند ابن سعد وغيره : أن عبد الله بن رواحة لما قتل «انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط. (في كل وجه) ، حتى لم أر اثنين جميعا. ثم أخذ اللواء رجل من الأنصار ، (يقال له : ثابت بن أرقم ، فجعل يصيح بالأنصار) ، ثم سعى به حتى إذا كان أمام الناس ، ركزه ثم قال : إليّ أيها الناس.

فاجتمع إليه الناس ، حتى إذا كثروا مشى باللواء إلى خالد بن الوليد.

فقال له خالد : لا آخذه منك ، أنت أحق به.

فقال الأنصاري : والله ما أخذته إلا لك.

فأخذ خالد اللواء من الأنصاري ، و «حمل على القوم ، فهزمهم الله أسوأ هزيمة رأيتها قط. حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاءوا ، (وأظهر الله المسلمين)» (١).

فأتيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأخبرته ، فشق ذلك عليه ،

__________________

(١) الطبقات الكبرى ج ٢ ص ١٣٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧ عن ابن سعد ، وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٢ والبحار ج ٢١ ص ٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٦٨ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ١٤ وج ١١ ص ١٠٧.