بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الله وعترة نبي الله.(١)

٤٠ ـ أقول : روى ابن بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي باسناده عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : نحن ولد عبدالمطلب سادة أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي.(٢)

٤١ ـ ل : الخليل بن أحمد عن ابن منيع عن مصعب عن مالك عن أبي عبدالرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري أو عن هريرة قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سبعة يظلهم الله عزوجل في ظله(٣) يوم لا ظل إلا ظله :

إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله عزوجل ، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجلان كانا في طاعة الله عزوجل فاجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجل ذكر الله عزوجل خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال : إني أخاف الله. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق بيمنه.(٤)

٤٢ ـ ل : المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن الحسين بن اشكيب عن محمد بن علي الكوفي عن أبي جميلة عن أبي بكر الحضرمي عن سلمة بن كهيل رفعه عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله بأدنى تغيير.(٥)

٤٣ ـ ثو : أبي عن سعد عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن فضالة عن سليمان بن درستويه عن عجلان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب : إمام عادل وتاجر صدوق وشيخ أفنى عمره في طاعة الله.(٦)

بيان : أقول : يحتمل أن يكون المراد بالامام العادل في الخبرين إمام الجماعة

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٩.

(٢) العمدة : ٢٦.

(٣) في نسخة : في ظل عرشه.

(٤ و ٥) الخصال ٢ : ٢ و ٣.

(٦) الحديث موجود في الخصال ٦ : ٤ وكتاب ثواب الاعمال ليس موجودا عندى.

٢٦١

بقرينة النظائر ، وظاهر القوم أنهم حملوه على إمام الكل.

٤٤ ـ لى ، ن : الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال : نحن سادة في الدنيا وملوك في الآخرة(١)

٤٥ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن علي بن إسحاق عن عثمان بن عبدالله عن أبي لهيعة عن أبي ذرعة الحضرمي عن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال : قال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ياعلي بنا يختم الله الدين كمابنا فتحه ، وبنا يؤلف الله بين قلوبكم بعد العداوة والبغضاء(٢).

٤٦ ـ عد : اعتقادنا(٣) أن حجج الله عزوجل على خلقه بعد نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الائمة الاثنا عشر : أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الحجة القائم المنتظر صاحب الزمان وخليفة الرحمان صلوات الله عليهم أجمعين.

واعتقادنا فيهم أنهم اولو الامر الذين أمر الله بطاعتهم ، وأنهم الشهداء على الناس ، وأنهم أبواب الله والسبيل إليه والادلة عليه ، وأنهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده ، وأنهم معصومون من الخطأ والزلل ، وأنهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأن لهم المعجزات والدلائل وأنهم أمان أهل الارض كما أن النجوم أمان أهل السمآء ، وأن مثلهم في هذه الامة كمثل سفينة نوح من ركب نجا ، وكباب حطة ، وأنهم عباد الله المكرمون الذي لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون.

ونعتقد أن حبهم إيمان وبغضهم كفر ، وأن أمرهم أمر الله ونهيهم نهيه و طاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته ، وولي الله وليهم وعدو الله عدوهم.

__________________

(١) الامالى : ٣٢٣ عيون الاخبار : ٢١٩.

(٢) امالى ابن الشيخ : ١٣ و ١٤.

(٣) اخذ الصدوق رحمه‌الله الاوصاف الاتية من الاخبار الواردة في فضائل الائمة عليهم‌السلام.

٢٦٢

ونعتقد أن الارض لا تخلو من حجة لله على الخلق ظاهر(١) أو خاف مغمور و نعتقد أن حجة الله في أرضه وخليفته على عباده في زماننا هذا هو القائم المنتظر ابن الحسن ، وأنه هو الذي أخبر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عزوجل باسمه ونسبه ، و أنه هو الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه هو الذي يظهر الله به دينه على الدين كله ولو كره المشركون.

وأنه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الارض ومغاربها حتى لا يبقى في الارض مكان إلا ينادى فيه بالاذان ، ويكون الدين كله لله ، وأنه هو المهدي الذي أخبر النبي (ص) به : أنه إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه‌السلام فصلى خلفه ، ويكون إذا صلى خلفه مصليا خلف رسول الله لانه خليفته.

ونعتقد أن لا يكون القائم غيره باق في غيبته لان النبي والائمة عليهم‌السلام باسمه ونسبه نصوا ، وبه بشروا صلوات الله عليه.(٢)

٤٧ ـ كنز الفوائد للكراجكي : حدثني أبوالحسن محمد بن أحمد بن شاذان عن أحمد بن متويه عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن عثمان عن محمد بن فرات عن محمد بن علي عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجة الله وحجتي وباب الله وبابي وصفي الله وصفيى وحبيب الله وحبيبي وخليل الله وخليلى وسيف الله وسيفي.

وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ومبغضه مبغضي ووليه وليي وعدوه عدوي وزوجته ابنتي وولده ولدي وحزبه حزبي وقوله قولي وأمره أمري ، وهو سيد الوصيين وخير امتي.(٣)

٤٨ ـ وحدثنا أبوالحسن بن شاذان عن خال امه جعفر بن محمد بن قولويه عن

__________________

(١) استظهر المصنف في هامش الكتاب ان الصحيح : ظاهر مشهور.

(٢) اعتقادات الصدوق : ١٠٧ و ١٠٨.

(٣) كنز الفوائد : ١٨٥ و ١٨٦.

٢٦٣

علي بن الحسين عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمدبن محمد عن محمد بن فضيل عن الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله (ص) : إن الله فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي وأوجب عليكم اتباع أمري وفرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من طاعتي ، ونهاكم عن معصيته وجعله أخي ووزيري ووصيي ووارثي ، وهو مني وأنا منه حبه إيمان وبغضه كفر ، محبه محبي ومبغضه مبغضي ، وهو مولي من أنا مولاه ، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة ، وأنا وهو أبوا هذه الامة(١).

٤٩ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان : روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري عليه‌السلام : أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا الله رب الارباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف(٢) الحساب ، ولظى والطامة الكبرى ونعيم دار الثواب فنحن السنام الاعظم ، وفينا النبوة والولاية والكرم ، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ، والانبيآء كانوا يقتبسون من أنوارنا ، ويقتفون من آثارنا ، وسيظهر حجة الله على الخلق بالسيف المسلول لاظهار الحق. وهذا خط الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين.

٥٠ ـ وروي أنه وجد أيضا بخطه عليه‌السلام ما صورته : قد صعدنا ذرى(٣) الحقائق بأقدام النبوة والولاية ، ونورنا(٤) سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية ، فنحن ليوث الوغى(٥) وغيوث الندى وطعان العدى ، وفينا السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٨٥ و ١٨٦.

(٢) لعل الصحيح : ومواقف الحساب.

(٣) الذرى جمع الذروة : العلو. والمكان المرتفع. أعلى الشئ.

(٤) في نسخة : [ ونورنا سبع طبقات النبوة والهداية ] وفى اخرى : سبع طبقات اعلام الفتوة والهداية.

(٥) الوغى : الحرب.

٢٦٤

والحوض في الآجل ، وأسباطنا حلفاءالدين وخلفاء النبيين ومصابيح الامم ومفاتيح الكرم.

فالكليم ألبس حلة الاصطفآء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة(١) ذاق من حدائقنا الباكورة(٢) ، وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا ، وعلى الظلمة إلبا(٣) وعونا ، وسينفجر لهم(٤) ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام آل حم وطه والطواسين من السنين ، وهذا الكتاب درة من درر الرحمة(٥) وقطرة من بحر الحكمة ، وكتب الحسن بن علي العسكري في سنة أربع وخمسين ومائتين.(٦)

أقول : روى البرسي أيضا مثل الخبرين ، وسيأتي تأويل آخر الخبر الثاني في باب النهي عن التوقيت من كتاب الغيبة إنشاء الله تعالى.

٥١ ـ نوادر الراوندي باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : اعطينا أهل البيت سبعة(٧) لم يعطهن أحد كان قبلنا ولا يعطاهن أحد بعدنا : الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة والعلم والحلم والمحبة في النسآء(٨).

٥٢ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : نحن شجرة النبوة ومحط الرسالة و مختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحكم ، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ، و

__________________

(١) في نسخة : الصاغورة.

(٢) الباكورة : اول ما يدرك من الفاكهة.

(٣) الالب : القوم تجمعهم عداوة واحدة.

(٤) في نسخة : وسيسفر لنا.

(٥) في نسخة : من جبل الرحمة.

(٦) المحتضر :

(٧) في نسخة : سبعا.

(٨) نوار الراوندى :

٢٦٥

عدونا ومبغضنا ينتظر السطوة.(١)

٥٣ ـ وقال عليه‌السلام في بعض خطبه : نحن الشعار والاصحاب والخزنة والابواب لا تؤتى البيوت إلامن أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا ، فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا وإن صمتوا لم يسبقوا.(٢)

٥٤ ـ وقال عليه‌السلام في خطبة يذكر فيها آل محمد عليهم‌السلام : هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه(٣) وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية ، وإن(٤) رواة العلم كثير ورعاته قليل.(٥)

__________________

(١) نهج البلاغة ١ : ٢١٥.

(٢) نهج البلاغة ١ : ٢٧٨ و ٢٧٩.

(٣) في نسخة : إلى نصابه.

(٤) في نسخة : فان.

(٥) نهج البلاغة : ٤٦٧.

٢٦٦

٦

باب

*(تفضيلهم عليهم‌السلام على الانبياء وعلى جميع الخلق وأخذ)*

*(ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق ، وان اولى)*

*(العزم انما صاروا اولى العزم بحبهم صلوات الله عليهم)*

١ ـ فس : أبي عن الاصبهاني عن المنقري عن حفص عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان مما ناجى الله موسى عليه‌السلام : إني لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي وألزم قلبه خوفي ، وقطع نهاره بذكري ، ولم يبت مصرا على خطيئته ، (١) وعرف حق أوليآئي وأحبائي ، فقال موسى : يا رب تعني بأوليائك وأحبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟ فقال : هم كذلك ، (٢) إلا أني أردت بذلك من من أجله خلقت آدم وحوا ، ومن من أجله خلقت الجنة والنار ، فقال : ومن هو يارب؟

فقال : محمد ، أحمد ، شققت اسمه من اسمي ، لاني أنا المحمود وهو محمد ، فقال موسى : يارب اجعلني من امته ، فقال له : يا موسى أنت من امته إذا عرفت منزلته ومنزلة أهل بيته ، إن مثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان لا ينتشر(٣) ورقها ولا يتغير طعمها ، فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل علما ، وعند الظلمة نورا ، اجيبه قبل أن يدعوني واعطيه قبل أن يسألني الخبر.(٤)

مع : أبي عن سعد عن الاصبهاني مثله.(٥)

__________________

(١) في نسخة : على الخطيئة.

(٢) في نسخة : كذاك.

(٣) في نسخة : [ لا ينثر ] وفى اخرى : لا ييبس.

(٤) تفسير القمي : ٢٢٥ و ٢٢٦.

(٥) معانى الاخبار : ٢٠.

٢٦٧

٢ ـ فس : قال الصادق عليه‌السلام في قوله « وإذ أخذ ربك من بني آدم » الآية ، كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولامير المؤمنين والائمة بالامامة ، فقال : « ألست بربكم » ومحمد نبيكم وعلي إمامكم والائمة الهادون أئمتكم؟ « فقالوا : بلى » فقال الله : « أن تقولوا يوم القيامة » أي لئلا تقولوا يوم القيامة : « إنا كنا عن هذا غافلين ».(١)

فأول ما أخذ الله عزوجل الميثاق على الانبياء بالربوبية وهو قوله : « وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم » فذكر جملة الانبياء ثم أبرز أفضلهم بالاسامي فقال : « ومنك » يامحمد ، فقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لانه أفضلهم « ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم » (٢) فهؤلاء الخمسة أفضل الانبياء ، ورسول الله أفضلهم.

ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الانبياء له بالايمان ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين ، فقال : « وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم » يعني رسول الله (ص) « لتؤمنن به ولتنصرنه » (٣) يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا(٤) اممكم بخبره وخبر وليه من(٥) الائمة.(٦)

٣ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن موسى سأل ربه عزوجل فقال : يا رب اجعلني من امة محمد ، فأوحى الله تعالى إليه : ياموسى إنك لا تصل إلى ذلك.(٧)

__________________

(١) الاعراف : ١٧٢.

(٢) الاحزاب : ٨.

(٣) آل عمران : ٧٦.

(٤) في نسخة : فخبروا.

(٥) في نسخة : والائمة.

(٦) تفسير القمي : ٢٢٩ و ٢٣٠.

(٧) عيون أخبار الرضا : ٢٠٠.

٢٦٨

صح : عنه عليه‌السلام مثله.(١)

٤ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت يا علي وولدك خيرة الله من خلقه.(٢)

٥ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد ، فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة.(٣)

٦ ـ ع : أبي عن محمد بن العطار عن محمد بن أحمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : هل تدري ما كان الحجر؟ قال : قلت : لا ، قال كان ملكا عظيما من عظماء الملائكة عند الله عزوجل فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك ، فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الاقرار بالميثاق والعهد الذي أخذه الله عليهم ، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكر الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة.

فلما عصى آدم فاخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد ووصيه وجعله باهتا حيرانا ، فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض الهند ، فلما رآه آنس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة.

فأنطقه الله عزوجل فقال : يا آدم أتعرفني؟ قال : أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك ، وتحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم ، فقال لآدم : أين العهد والميثاق؟

فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له وقبله وجدد الاقرار بالعهد

__________________

(١) صحيفة الرضا : ٢٩.

(٢) عيون أخبار الرضا : ٢٢٠.

(٣) عيون أخبار الرضا : ٢٢٥.

٢٦٩

والميثاق ، ثم حول الله عزوجل إلى جوهر الحجر درة بيضآء(١) تضئ ، فحمله آدم على عاتقه إجلالا له وتعظيما ، فكان إذا أعيى حمله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة ، فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة.

ثم إن الله عزوجل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب ، وفي ذلك الموضع تراءى لادم حين أخذ الميثاق ، وفي ذلك الموضع القم الملك الميثاق ، فلتلك العلة وضع في ذلك الركن.

ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا ، وحوا إلى المروة وجعل الحجر في الركن فكبر الله وهلله ومجده ، فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا.

وإن الله عزوجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة ولعلي عليه‌السلام بالوصية اصطكت(٢) فرائص الملائكة ، وأول من أسرع إلى الاقرار بذلك(٣) الملك ، ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد منه ، فلذلك اختاره الله عزوجل من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق.(٤)

٧ ـ ل : محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام عن النبي (ص) أنه قال في وصية له : يا علي إن الله عزوجل أشرف(٥) على الدنيا فاختارني منها على

__________________

(١) في نسخة : درة بيضآء صافية.

(٢) اى تحركت فرائصهم واضطربت.

(٣) في نسخة : ذلك الملك.

(٤) علل الشرائع : ١٤٨.

(٥) اشرافه واطلاعه تعالى عبارة عن نظر لطفه واكرامه خلقه.

٢٧٠

رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ، ثم اطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدك على رجال العالمين بعدك ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نسآء العالمين(١).

٨ ـ فس : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم.

قال : هذه الواو زيادة في قوله : « ومنك » وإنما هو : « منك ومن نوح » فأخذ الله الميثاق لنفسه على الانبيآء ثم أخذ الله لنبيه على الانبياء والائمة ، ثم أخذ للانبيآء على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢)

٩ ـ فس : علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبدالله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال : سألت الصادق (ع) عن قوله : « فمنكم كافر ومنكم كاف ومنكم مؤمن » فقال : عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم عليهم‌السلام(٣).

١٠ ـ فس : علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبدالله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله : « وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير » (٤) قال : كذب الذين من قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم(٥) معشار ما آتينا محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين(٦).

١١ ـ ما : المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف

__________________

(١) الخصال ١ : ٩٦ و ٩٧.

(٢) تفسير القمى : ٥١٦ والاية في الاحزاب : ٨.

(٣) تفسير القمى : ٦٨٢ والاية في التغابن : ٣.

(٤) سبأ : ٤٦.

(٥) في المصدر : وما بلغ ما آتينا رسلهم.

(٦) تفسير القمى : ٥٤١.

٢٧١

عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته(١) من عصبته وأمرني أن اوصي.

فقلت : إلى من يارب؟ فقال : أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة ، وكتبت فيها أنه وصيك ، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ، ولك يا محمد بالنبوة ، ولعلي بن أبي طالب بالولاية.(٢)

١٢ ـ ما : المفيد عن المظفر بن محمد عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن محمد بن موسى الهاشمي عن محمد بن عبدالله البداري عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم‌السلام إن رسول الله (ص) قال لعلي عليه‌السلام : أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم : ألست بربكم؟ قالوا : بلى ، قال : ومحمد رسولي؟ قالوا : بلى ، قال : وعلي أمير المؤمنين؟ فأبى الخلق جميعا إلا استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل ، وهم أقل الاقلين وهم أصحاب اليمين.(٣)

١٣ ـ ما : المفيد عن الجعابي عن جعفر بن محمد بن سليمان عن داود بن رشيد عن محمد بن إسحاق الثعلبي قال : سمعت جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : نحن خيرة الله من خلقه ، وشيعتنا خيرة الله من امة نبيه.(٤)

١٤ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما ، وامهما أفضل نساء أهل الارض(٥)

__________________

(١) في المصدر : إلى أفضل عشيرته.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٦٣ و ٦٤.

(٣) امالى الشيخ : ١٤٦.

(٤) امالى ابن الشيخ : ٤٨.

(٥) عيون الاخبار : ٢٢٢.

٢٧٢

١٥ ـ ن : ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن الهروي قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوا ما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها ، فمنهم من يروي أنها الحنطة ، ومنهم من يروي أنها العنب ، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد ، فقال كل ذلك حق.

قلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال : يا أبا الصلت إن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدنيا.

وإن آدم لما أكرمه الله تعالى ذكره بإسجاد ملائكته له وبادخاله الجنة قال في نفسه : هل خلق الله بشرا أفضل مني؟ فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه فناداه : ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي ، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

فقال آدم عليه‌السلام : يارب من هؤلاء؟ فقال عزوجل : من ذريتك(١) وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والارض فاياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فاخرجك عن جواري.

فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم فتسلط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة عليها‌السلام بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما الله عزوجل عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الارض.(٢)

بيان : لعل المراد بنظر الحسد تمني أحوالهم والوصول إلى منازلهم ، وكان ذلك منهما ترك الاولى لانه مع العلم بأن الله تعالى فضلهم عليهما كان ينبغي لهما أن يكونا في مقام الرضا والتسليم وأن لا يتمنيا درجاتهم صلوات الله عليهم.

١٦ ـ مع : أبي عن سعد عن البرقى عن أبيه عن ابن سنان عن إبراهيم بن أبي

__________________

(١) في المصدر : هولاء من ذريتك.

(٢) عيون الاخبار : ١٧٠.

٢٧٣

البلاد عن سدير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول أمير المؤمنين عليه‌السلام إن أمرنا صعب مستصعب لا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فقال : إن في الملائكة مقربين وغير مقربين ، ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقر به إلا المقربون ، وعرض على الانبياء فلم يقر به إلا المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا الممتحنون ، قال : ثم قال لي : مر في حديثك.(١)

بيان : لعل المراد نفي الاقرار الكامل الذي يكون مع شوق ومحبة وإقبال كاملة لعصمتهم عليهم‌السلام.

١٧ ـ م ، ن : المفسر باسناده عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم‌السلام قال : جاء رجل إلى الرضا عليه‌السلام فقال له : يابن رسول الله أخبرني عن قوله عزوجل : « الحمد لله رب العالمين » ما تفسيره؟ فقال : لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه عليهم‌السلام أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن قول الله عزوجل : « الحمد لله رب العالمين » ما تفسيره؟

فقال : الحمد لله هو أن عرف(٢) عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ، لانها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين ، وهم الجماعات(٣) من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات ، فأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته ، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن يتهافت ، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ، ويمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره ، إن الله بعباده رؤوف رحيم.

__________________

(١) معانى الاخبار : ١١٥.

(٢) في التفسير : ان عرف الله.

(٣) في نسخة من التفسير : رب العالمين يعنى مالك العالمين وهم الجماعة.

٢٧٤

قال عليه‌السلام : ورب العالمين : مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ، فالرزق مقسوم.(١) وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ، ليس تقوى متق بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه وبينه وبينه ستر(٢) وهو طالبه ، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت ، فقال(٣) الله جل جلاله : قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا ، وذكرنا به من خير في كتب الاولين قبل أن نكون.

ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد عليهم‌السلام وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم(٤) وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجى بني إسرائيل وأعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من ربه عزوجل فقال : يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي ، فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن محمدا (ص) أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي؟

قال موسى : يارب فإن كان محمد أكرم(٥) عندك من جميع خلقك فهل في آل الانبياء أكرم من آلي؟ قال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين؟

فقال موسى : يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في امم الانبياء أفضل عندك من امتي؟ ظللت عليهم الغمام ، وأنزلت عليهم المن والسلوى ، وفلقت لهم البحر فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضله

__________________

(١) في المصدر. معلوم مقسوم.

(٢) في التفسير : شبر ( سر خ ل ).

(٣) في التفسير : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقال الله جل جلاله لهم.

(٤) في التفسير : على محمد وآل محمد عليهم‌السلام بما فضله وفضلهم وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم به على غيرهم.

(٥) في نسخة من التفسير : أفضل.

٢٧٥

على جميع خلقي.

فقال موسى : يارب ليتني كنت أراهم ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى إنك لن تراهم فليس هذا أوان ظهورهم ، ولكن سوف تراهم في الجنان جنات عدن والفردوس بحضرة محمد ، في نعيمها يتقلبون وفي خيراته يتبحبحون(١) ، أفتحب أن اسمعك كلامهم؟ فقال : نعم إلهي ، قال الله جل جلاله : قم بين يدي واشدد ميزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل.

ففعل ذلك موسى عليه‌السلام فنادى ربنا عزوجل : يا امة محمد ، فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك(٢) لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك(٣) لك ، لك ، قال : فجعل الله عزوجل تلك الاجابة(٤) شعار الحج.

ثم نادى ربنا عزوجل : يا امة محمد إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي.(٥) فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله ، وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، وأن أولياءه المصطفين المطهرين المبانين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخلته(٦) جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

قال : فلما بعث الله عزوجل نبينا محمدا (ص) قال : يا محمد وما كنت بجانب

__________________

(١) بحبح وتبحبح : تمكن في المقام والحلول.

(٢) في التفسير : اللهم لبيك لبيك لا شريك لك.

(٣) في التفسير والعيون : ان الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك لبيك.

(٤) في التفسير : تلك الاجابة منهم.

(٥) في التفسير : وعفوى سبق عقابى.

(٦) في التفسير : ادخله جنتى.

٢٧٦

الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة ، ثم قال عزوجل لمحمد (ص) : قل : الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة ، وقال لامته : قولوا أنتم : الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل.(١)

١٨ ـ يد : ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان عن الحسن بن يونس عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل « فطرة الله التي فطر الناس عليها(٢) » قال : التوحيد ومحمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين عليه‌السلام(٣).

١٩ ـ يد : الدقاق عن الاسدي عن البرمكي عن جذعان بن نصر عن سهل عن ابن محبوب عن عبدالرحمان ابن كثير عن داود الرقي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله عزوجل : « وكان عرشه على الماء » (٤) فقال لي : ما يقولون؟ قلت : يقولون : إن العرش كان على الماء والرب فوقه ، فقال : فقد كذبوا ، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ، (٥) ولزمه أن الشئ الذي يحمله أقوى منه.

قلت : بين لي جعلت فداك ، فقال : إن الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر ، فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم : من ربكم؟ فكان أول من نطق رسول الله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم ، فقالوا : أنت ربنا ، فحملهم العلم والدين ، ثم قال للملائكة : هؤلآء حملة علمي وديني وامنائي في خلقي وهم المسؤلون.

ثم قيل لبني آدم : أقروا لله بالربوبية ، ، ولهؤلآء النفر بالطاعة ، فقالوا ربنا أقررنا ، فقال للملائكة : اشهدوا ، فقالت الملائكة : شهدنا على أن لا يقولوا(٦) إنا

__________________

(١) تفسير العسكرى : ١١ و ١٢ عيون الاخبار : ١٥٦ و ١٥٨.

(٢) الروم : ٣٠.

(٣) توحيد الصدق : ٣٤٢.

(٤) هود : ٩.

(٥) في نسخة : بصفة المخلوق.

(٦) في المصدر : على ان لا يقولوا غدا.

٢٧٧

كنا هذا غافلين ، أو يقولوا : إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق(١).

٢٠ ـ فر : جعفر بن محمد الاودي معنعنا عن جابر الجعفي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : متى سمي أمير المؤمنين؟(٢) قال : قال لي : أو ما تقرأ القرآن؟ قال : قلت : بلى قال : فاقرأ قلت : وما أقرء قال : اقرأ : « وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست(٣) بربكم » فقال لي : هيه إلى أيش؟ ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين ، فثم سماه يا جابر أمير المؤمنين(٤).

بيان : قوله عليه‌السلام : هيه بالهاء للسكت ، أي هي الآية التي أردت ، لكن لا تعرف أنها انتهت إلى أيش ، أي إلى أي شئ ، ثم ذكر تتمة الميثاق ، ويحتمل أن يكون هيه منعا للقراءة وأمرا بالسكوت ليذكر تتمة الميثاق ، في القاموس : يقال لشئ يطرد : هيه هيه ، بالكسر ، وهي كلمة استزادة أيضا.

٢١ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما(٥) » قال : عهد إليه في محمد والائمة من بعده فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا(٦) وإنما سمي اولو العزم اولو العزم لانه عهد إليهم في محمد والاوصيآء من بعده والمهدي وسيرته فأجمع عزمهم أن ذلك كذلك والاقرار به.(٧)

بيان : كأنه محمول على أنه لم يكن له عليه‌السلام من العزم والاهتمام التام والسرور

__________________

(١) توحيد الصدوق : ٣٣٤ ـ ٣٣٥.

(٢) في المصدر : متى سمى على امير المؤمنين.

(٣) الاعراف : ١٧١.

(٤) تفسير فرات : ٤٥.

(٥) طه : ١١٥.

(٦) في المصدر : ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا.

(٧) بصائر الدرجات : ٢١.

٢٧٨

بهذا الامر والتذكر له ما كان لاولي العزم ، وقد سبق الكلام فيه في أبواب أحواله عليه‌السلام.

٢٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا فامتزج الماء ان فأخذ طينا من أديم الارض فعركه(١) عركا شديدا فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون : إلى الجنة بسلام ، وقال لاصحاب الشمال يدبون : إلى النار ولا أبالي ، ثم قال : ألست بربكم؟ قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.

قال : ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال : ألست بربكم؟ ثم قال : وأن هذا محمد رسول الله ، وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا : بلى ، فثبتت لهم النبوة ، وأخذ الميثاق على اولي العزم أني ربكم ومحمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي ، وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها.

قالوا : أقررنا وشهدنا يارب ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله عزوجل : « ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما(٢) » قال : إنما يعني فترك.

ثم أمر نارا فتأججت فقال لاصحاب الشمال : ادخلوها ، فهابوها ، وقال لاصحاب اليمين : ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما ، فقال أصحاب الشمال : يارب أقلنا ، فقال : قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها ، فهابوها ، فثم ثبتت الطاعة والمعصية و الولاية(٣).

ورواه أيضا عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبدالله

__________________

(١) اى دلكه.

(٢) طه : ١١٥.

(٣) بصائر الدرجات : ٢١.

٢٧٩

عليه‌السلام مثله(١).

٢٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم » (٢) قال : أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة كالذر فعرفهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه ، وقال : ألست بربكم؟ قالوا : بلى ، وأن محمدا رسول الله وعليا أمير المؤمنين(٣).

٢٤ ـ ير : ابن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الانبيآء ، ولن يبعث الله نبيا إلا بنبوة محمد و وصيه(٤) على صلوات الله عليهما(٥).

بيان : كأن « لن » هنا للتأكيد لا للتأبيد كما جوزه الزمخشري فيه أن التأكيد أيضا للمستقبل ، ويمكن أن يكون من جملة المكتوب في الصحف(٦).

٢٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن العباس عن ابن المغيرة عن أبي حفص عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول(٧) : يا علي ما بعث الله نبيا إلا وقد دعاه إلى ولايتك طائعا أو كارها(٨).

٢٦ ـ ير : الحسن بن علي بن النعمان عن يحيى بن أبي زكريا عن أبيه و محمد بن سماعة عن فيض ابن أبي شيبة عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول :

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢١.

(٢) الاعراف : ١٧٢.

(٣) بصائر الدرجات : ٢١ ، ذكر الحديث في المصدر المطبوع مرتين وفى أحدهما : وعلى أمير المؤمنين خليفتى وامينى.

(٤) في نسخة : [ ووصية على ] والصحيح كما في المصدر : وولاية وصيه على.

(٥) بصائر الدرجات : ٢١. (٦) ويمكن ان يكون مصحف لم.

(٧) في المصدر : قال : رأيت رسول الله وسمعته يقول.

(٨) بصائر الدرجات : ٢١.

٢٨٠