بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

١

* «(باب)» *

* «(فضل زيارة الامامين الطاهرين المعصومين)» *

«(أبى الحسن موسى بن جعفر وأبى جعفر)»

«(محمد بن على صلوات الله عليهم ببغداد)»

* «(وفضل مشهدهما)» *

١ ـ قب : الخطيب في تاريخه باسناده ، عن علي بن الخلال قال : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه‌السلام وتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب (١).

٢ ـ ورأى في بغداد امرأة تهرول فقيل : إلى أين؟ قالت : إلى موسى بن جعفر ، فانه حبس ابني ، فقال لها حنبلي : إنه قد مات في الحبس فقالت : بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فاذا بابنها قد اطلق واخذ ابن المستهزي بجنايته (٢).

٣ ـ قب : ابن سنان ، قلت للرضا عليه‌السلام : ما لمن زار أباك؟ قال : له

__________________

(١) تاريخ بغداد : ج ١ ص ١٢٠.

(٢) مناقب ابن شهر اشوب ص ٤٢٢ طبع النجف الاشرف.

١

الجنة فزره (١).

٤ ـ زكريا ابن آدم ، عن الرضا عليه‌السلام : إن الله نجى بغداد بمكان قبر أبي الحسن عليه‌السلام ، وقال عليه‌السلام :

وقبر ببغداد لنفس زكية

تضمنها الرحمن في الغرفات

وقبر بطوس يالها من مصيبة

ألحت على الاحشاء بالزفرات (٢)

٥ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن ميسر ، عن ابن سنان قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ما لمن زار أباك؟ قال : الجنة فزره (٣).

٦ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن همام ، عن أبي جعفر أحمد بن ما بندار ، عن منصور بن العباس ، عن جعفر الجوهري ، عن زكريا بن آدم القمي عن الرضا عليه‌السلام قال : إن الله نجا بغداد لمكان قبور الحسينيين فيها (٤).

٧ ـ ن : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن محمد الحصيني ، عن علي بن محمد بن مروان ، عن إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه‌السلام أسأله عن زيارة أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام وعن زيارة أبي الحسن وأبي جعفر عليهما‌السلام فكتب إلى : أبوعبدالله عليه‌السلام المقدم وهذا أجمع وأعظم أجرا (٥).

٨ ـ مل : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن حمدان القلانسي مثله (٦).

٩ ـ كا ، يب : محمد بن يحيى ، عن حمدان القلانسي ، عن علي بن محمد الحصيني عن علي بن عبدالله بن مروان ، عن إبراهيم مثله (٧).

__________________

(١ ـ ٢) المناقب ج ٣ ص ٤٤٢.

(٣) التهذيب ج ٦ ص ٨٢.

(٤) التهذيب ج ٦ ص ٨١.

(٥) عيون اخبار الرضا (ع) ج ٢ ص ٢٦١.

(٦) كامل الزيارات ص ٣٠٠.

(٧) الكافى ج ٤ ص ٥٨٣ والتهذيب ج ٦ ص ٨٢.

٢

بيان : قوله عليه‌السلام : أبوعبدالله عليه‌السلام المقدم أي الحسين عليه‌السلام أقدم وأفضل وزيارته فقط أفضل من زيارة كل من المعصومين ومجموع زيارتيهما أجمع و أفضل. أوالمراد أن زيارة الحسين عليه‌السلام أولى بالتقديم ، ثم إن اضيفت إلى زيارته زيارة الامامين عليهما‌السلام كان أجمع وأعظم أجرا.

أو المعنى أن زيارتهما أجمع من زيارته عليه‌السلام وحدها ، لان الاعتقاد بامامتهما يستلزم الاعتقاد بامامته دون العكس ، فكأن زيارتهما تشتمل على زيارته ولان زيارتهما مختصة بالخواص من الشيعة كما سيأتى في زيارة الرضا عليه‌السلام ، و لا يخفى بعد الوجه الاخير.

١٠ ـ ثو : أبى ، عن سعد ، عن البرقى ، عن الوشا قال : قلت للرضا عليه‌السلام :

ما لمن زار قبر أبي الحسن عليه‌السلام؟ قال : له مثل ما لمن زار قبر أبي عبدالله عليه‌السلام (١)

١١ ـ مل : علي بن الحسين مثله (٢).

١٢ ـ مل : على بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشا قال :

سألت الرضا عليه‌السلام عن زيارة قبر أبى الحسن عليه‌السلام مثل زيارة قبر الحسين عليه‌السلام؟ قال : نعم (٣).

١٣ ـ مل : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى مثله (٤).

١٤ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن سلامة بن محمد ، عن أحمد بن علي ابن أبان القمي ، عن ابن عيسى مثله (٥).

١٥ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبي علي الوشا ، عن الحسين ابن يسار الواسطي قال : قلت للرضا عليه‌السلام : أزور قبر أبي الحسن عليه‌السلام ببغداد؟ فقال :

_________________

(١) ثواب الاعمال ص ٨٩ ذيل حديث.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٩٩.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٩٨.

(٤) كامل الزيارات ص ٢٩٩.

(٥) التهذيب ج ٦ ص ٩١.

٣

إن كان لابد منه فمن وراء الحجاب (١).

بيان : الامر بالزيارة خارج الجدار ومن وراء الحجاب للتقية من المخالفين.

١٦ ـ مل : محمد بن الحميرى ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن على بن حسان الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن الرضا عليه‌السلام في إتيان قبرأبي الحسن عليه‌السلام قال : صلوا في المساجد حوله (٢).

١٧ ـ مل : أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن الحسين بن يسار الواسطي قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام ما لمن زار قبر أبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : فقال : زوروه ، قال : قلت : وأي شئ فيه من الفضل؟ قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله صلى الله وعليه آله ، قلت : فان خفت ولم يمكني الدخول داخلا؟ قال : سلم من وراء الجدار (٣).

١٨ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن أحمد بن داود ، عن أحمد ابن جعفر المؤدب ، عن محمد بن أحمد ، بن يحيى ، عن ابن يزيد مثله إلا أن فيه : من وراء الجسر (٤).

١٩ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن ابن أبى الخطاب ، عن ابن بزيع ، عن الخيبري عن الحسين بن محمد الاشعري قال : قال الرضا عليه‌السلام من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلا أن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و أميرالمؤمنين عليه‌السلام فضلهما (٥).

٢٠ ـ مل : الكلينى ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن أبى الخطاب مثله (٦).

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٩٨.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٩٩.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٩٩.

(٤) التهذيب ج ٦ ص ٨٢.

(٥ ـ ٦) كامل الزيارات ص ٢٩٩.

٤

بيان : يعني كونهما أفضل من موسى عليه‌السلام لا ينافي مساواتهم في فضل الزيارة ، ويحتمل أن يكون المعنى إنهم مشتركون في أن لزيارتهم فضلا عظيما لكن زيارتهما أفضل لفضلهما ، والاول أظهر.

٢١ ـ أقول : ورواه في التهذيب ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن علي ابن حبشي بن قوني ، عن علي بن سليمان الرازي ، عن ابن أبي الخطاب مثله (١).

٢٢ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران قال :

سألت أبا جعفر عليه‌السلام عمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاصدا؟ قال : له الجنة ، ومن زار قبر أبي الحسن عليه‌السلام فله الجنة (٢).

٢٣ ـ مل : علي بن الحسين ، عن سعد مثله (٣).

٢٤ ـ مل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشا ، عن الرضا عليه‌السلام قال : زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه‌السلام (٤).

٢٥ ـ مل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أحمد بن عبدوس عن أبيه رحيم قال : قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه‌السلام ببغداد فيها مشقة وإنما نأتيه فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لمن زاره من الثواب؟ قال : فقال : له والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٥).

٢٦ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن على بن الحكم عن رحيم قال : قلت للرضا عليه‌السلام : إن زيارة قبر أبي الحسن عليه‌السلام ببغداد علينا فيها مشقة فما لمن زاره؟ فقال : له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه‌السلام من الثواب قال : ودخل رجل فسلم عليه وجلس ، وذكر بغداد ورداءة أهلها وما يتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء قال : فقمت لاخرج فسمعت أبا الحسن عليه‌السلام وهو يقول : أما أبوالحسن عليه‌السلام فلا (٦).

__________________

(١) التهذيب ج ٦ ص ٨١.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٩٩.

(٣) نفس المصدر ص ٣٠١.

(٤ ـ ٦) كامل الزيارات ص ٣٠٠.

٥

بيان : أي لا يصيب قبره الشريف مثل هذه الامور ، أو لا يدع أن يصيب أهل بغداد شئ من ذلك ، فهم ببركة قبره محروسون ، والاول أظهر لفظا و الثاني معنى.

٢٧ ق : أبوعلي بن همام ، عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال :

رأيت في سنة ستة وتسعين ومائتين وهي السنة التي تقلد فيها علي بن محمد بن موسى بن الفرات وزارة المقتدر أحمد بن ربيعة الانباري الكاتب وقد اعتلت يده العلة الخبيثة وعظم أمرها حتى راحت واسودت وأشار يزيد المتطبب بقطعها ولم يشك أحد مما رآه في تلفه.

فرأى في منامه مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فقال له : يا أميرالمؤمنين أما تستوهب لي يدي؟ فقال : أنا مشغول عنك ولكن امض إلى موسى بن جعفر فانه يستوهبها لك ، فأصبح فقال : ائتوني بمحمل ووطئوا تحتى واحملوني إلى مقابر قريش ، ففعلوا به ذلك بعد أن غسلوه وطيبوه وطرحوا عليه ثوبا ، وحملوه إلى قبر موسى بن جعفر صلوات الله عليه فلاذ به ، ودعا وأخذ من تربته وطلى به يده إلى الكتف وشدها ، فلما كان من الغد حلها وقد سقط كل لحم وجلد عليها حتى بقيت عظاما وعروقا وأعصابا مشبكة ، وانقطعت الرايحة ، وبلغ خبره الوزير فحمل إليه حتى نظر إليه ، ثم عولج فرجع إلى الديوان وكتب بها كما كان ، ففيه يقول صالح الديلمي :

وموسى قد شفى الكف

من الكاتب إذ زارا

٢٨ ـ قبس : أخبرنا الشيخ أبوالحسن أحمد بن محمد بن موسى بن جندي عن أبي علي محمد بن همام مثله.

٦

٢

* (باب) *

* «(كيفية زيارتهما صلى الله عليهما)» *

١ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عمن ذكزه عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : تقول [ببغداد] : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك يامولاي.

قال : وادع الله واسئل حاجتك ، وسلم بهذا على أبى جعفر محمد بن علي وقال : قل : إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ومحمد بن علي عليه‌السلام فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين ، وزر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ومحمد بن على بن موسى عليهم‌السلام وقل حين تصير عند قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك ياحجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يامن بدا لله في شأنه ، أتيتك زائرا عارفا بحقك معاديا لاعدائك ، مواليا لاوليائك ، اشفع لي عند ربك يا مولاي.

ثم سل حاجتك ، ثم سلم على أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام بهذه الاحرف وابدأ بالغسل وقل : الهم صل على محمد بن علي ، الامام البر التقي الرضي المرضي ، وحجتك على من فوق الارضين ومن تحت الثرى ، صلاة كثيرة نامية زاكية مباركة متواصلة مترادفة ، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نورالله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا إمام المؤمنين ، ووارث النبيين ، وسلالة الوصيين ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لاعدائك ، مواليا لاوليائك ، فاشفع لي عند ربك يامولاي.

٧

ثم سل حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى.

قال : وتقول عند قبر أبي الحسن عليه‌السلام ببغداد ويجزي في المواطن كلها أن تقول : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على امناء الله وأحبائه السلام على أنصارالله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على الادلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس ، وأبرأ إلى الله منهم ، وصلى الله على محمد وآله.

وهذا يجزي في الزيارات [المشاهد] كلها ، وتكثر من الصلاة على محمد وآله وتسمى واحدا واحدا بأسمائهم وتبرأ إلى الله من أعاديهم ، وتخير لنفسك من الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات (١).

٢ ـ بيان : روى في الكافي ، عن محمد بن جعفر الرزاز بهذا الاسناد إلى قوله :

وتسلم بهذا على أبي جعفر عليه‌السلام ، ثم قال : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن هارون بن مسلم ، عن علي بن حسان ، عن الرضا عليه‌السلام قال : سئل أبي عن إتيان قبر الحسين عليه‌السلام قال : صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها أن تقول :

السلام على أولياء الله وأصفيائه إلى آخر مامر (٢).

٣ ـ ورواه الشيخ في التهذيب : عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن هارون بن مسلم عن علي بن حسان قال :

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٣٠١.

(٢) الكافى ج ٤ ص ٥٧٨.

٨

سئل الرضا عليه‌السلام عن إتيان قبر أبي الحسن عليه‌السلام فقال : صلوا في المساجد حوله وذكرنحوه (١).

أقول : لعل التكرار في كلام ابن قولويه من جهة اختلاف الاسانيد ، قوله عليه‌السلام : يا من بدا لله ، يمكن أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض الاخبار أنه كان قد رله عليه‌السلام أنه القائم بالسيف ثم بدا لله فيه. وأن يكون إشارة إلى البداء الذي وقع في إسماعيل ، فان البداء في إسماعيل يستلزم البداء فيه عليه‌السلام كما لا يخفى.

لكن إجراؤه في أبي جعفر عليه‌السلام يحتاج إلى تكلف آخر بأن يقال : إنه لما تولد بعد يأس الناس منه فكأنما بدا لله فيه أو للوجه الاول الذي تقدم. وفي بعض النسخ : يا مريد الله في شأنه. من الارادة ، وفي بعضها بدأ لله بالهمز أي أراد الله إمامته أو بدأ بها قبل خلقه.

٤ ـ أقول : وذكر الشيخ في التهذيب في وداع أبي الحسن موسى عليه‌السلام :

تقف على القبر كوقوفك أول مرة للزيارة وتقول : السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام آمنا بالله و بالرسول وبما جئت به ودللت عليه ، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين (٢).

وقال في وداع أبي جعفر عليه‌السلام : تقف عليه كوقوفك عليه حين بدأت بزيارته وتقول : السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبرسوله وبما جئت به ودللت عليه اللهم اكتبنا مع الشاهدين. ثم تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك ، وادع بما شئت وقبل القبر وضع خديك عليه إنشاء الله (٣).

٥ ـ أقول : وقال الصدوق ـ رحمه‌الله ـ في الفقيه : إذا وردت بغداد إن شاء الله فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين وزر قبريهما وقل حين تصير إلى قبر موسى بن جعفر عليه‌السلام : السلام عليك يا ولي الله إلى آخر ما مر

__________________

(١) التهذيب ج ٦ ص ٨٢.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ٨٣.

(٣) التهذيب ج ٦ ص ٩١.

٩

في كلام ابن قولويه من زيارة الامامين عليهما‌السلام ثم قال : ثم صل في القبة التي فيها محمد بن علي عليه‌السلام أربع ركعات ركعتين لزيارة موسى عليه‌السلام وركعتين لزيارة محمد ابن علي عليه‌السلام ، ولا تصل عند رأس موسى عليه‌السلام فانه يقابل قبور قريش ولا يجوز اتخاذها قبلة (١).

٦ ـ أقول : وروى مؤلف المزار الكبير ، عن محمد بن جعفر الرزاز بالاسناد المتقدم إلى قوله : وسلم بهذا على أبي جعفر عليه‌السلام ثم قال : ثم تصلي صلاة الزيارة فاذا فرغت منها سبحت تسبيح الزهراء عليها‌السلام وتقول : اللهم إليك نصبت يدى ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل يا سيدي توبتي واغفر لي وارحمني واجعل لي في كل خير نصيبا وإلى كل خير سبيلا.

اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي ، وارحم تضرعي وتذللي و استكانتي وتوكلي عليك ، فأنا لك سلم ، لا أرجو نجاحا ولا معافاة ولا تشريفا إلا بك ومنك ، فامنن علي بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل ، وأنا معافى من كل مكروه ومحذور ، وأعنى على طاعتك وطاعة أوليائك الذين اصطفيتهم من خلقك.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وسلمني في ديني ، وامدد لى في أجلي ، وأصلح لي جسمي ، يا من رحمني وأعطاني ، وبفضله أغناني ، اغفرلي ذنبي و أتمم لى نعمتك فيما بقي من عمري ، حتى توفاني وأنت عني راض ، اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تخرجني من ملة الاسلام فاني اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك.

اللهم صل على محمد وآل محمد وعلمنى ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، واملا قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك ، اللهم إني أسئلك مسألة المضطر إليك المشفق من عذابك ، الخائف من عقوبتك ، أن تغفرلي وتغمدني وتحنن على برحمتك وتعود على بمغفرتك ، وتؤدي عني فريضتك ، وتغنينى بفضلك عن سؤال

__________________

(١) الفقيه ج ٢ ص ٣٦٣.

١٠

أحد من خلقك ، وتجيرني من النار برحمتك.

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج وليك وابن وليك وافتح له فتحا يسيرا وانصره نصرا عزيزا ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأظهر حجته بوليك وأحي سنته بظهوره حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك ، ولا يستخفي أحد بشئ من الحق.

اللهم إني أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة ، التي تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلنا فيها من الداعين إلى طاعتك ، والفائزين في سبيلك ، وارزقنا كرامة الدنيا والاخرة.

اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واستجب لنا جميع ما دعوناك وأعطنا جميع ما سألناك ، واجعلنا لانعمك من الشاكرين ، ولالائك من الذاكرين ، واغفر لنا يا خير الغافرين ، وافعل بنا وبالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ، ثم اسجد وعفر خديك وامض في دعة الله (١).

٧ ـ أقول : قال المفيد والشهيد ومؤلف المزار الكبير قدس الله أرواحهم :

إذا وردت إن شاء الله تعالى ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله والسلام على أولياء الله ، ثم امض حتى تتقبل قبر موسى بن جعفر عليهما‌السلام فاذا وقفت عليه فقل : السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا باب الله ، أشهد أنك أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى في جنبه محتسبا ، و عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين.

أشهد أنك أولى بالله وبرسوله ، وأنك ابن رسول الله حقا ، أبرأ إلى الله من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك. أتيتك يا مولاي عارفا بحقك مواليا

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٧٩.

١١

لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك.

ثم انكب على القبر وقبله وضع خديك وتحول إلى عند الرأس وقف وقل : السلام عليك يا ابن رسول الله ، أشهد أنك صادق أديت ناصحا ، وقلت أمينا ومضيت شهيدا ، لم تؤثر عمى على الهدى ، ولم تمل من حق إلى باطل ، صلى الله عليك وعلى آبائك وأبنائك الطاهرين.

ثم قبل القبر وصل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت واسجد وقل : اللهم إليك اعتمدت ، وإليك قصدت ، ولفضلك رجوت ، وقبر إمامى الذي أوجبت على طاعته زرت ، وبه إليك توسلت ، فبحقهم الذي أوجبت على نفسك اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يا كريم.

ثم اقلب خدك الايمن وقل : اللهم قد علمت حوائجي فصل على محمد و آل محمد واقضها.

ثم اقلب خدك الايسر وقل : اللهم قد أحصيت ذنوبي فبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد واغفرها وتصدق علي بما أنت أهله.

ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا مائة مرة ، ثم ارفع رأسك وادع بما شئت لمن شئت وأحببت.

ثم توجه نحو قبر أبي جعفر محمد بن على الجواد وهو بظهر جده عليهم‌السلام فاذا وقفت عليه فقل : السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك وعلى آبائك ، السلام عليك وعلى أبنائك ، السلام عليك وعلى أوليائك أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى في جنبه حتى أتاك اليقين ، أتيتك زائرا عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فاشفع لي عند ربك.

ثم قبل القبر وضع خديك عليه ثم صل ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما شئت

١٢

ثم اسجد وقل : ارحم من أسآء واقترف ، واستكان واعترف.

ثم اقلب خدك الايمن وقل : إن كنت بئس العبد ، فأنت نعم الرب ثم اقلب خدك الايسر وقل : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا كريم ، ثم عد إلى السجود وقل : شكرا شكرا مائة مرة ثم انصرف إنشاء الله (١).

٨ ـ ثم قالوا : زيارة اخرى لهما عليهما‌السلام جميعا قل :

السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الارض ، أشهد أنكما قد بلغتما عن الله ما حملكما ، وحفظتما ما استودعتما ، وحللتما حلال الله ، وحرمتما حرام الله ، وأقمتما حدود الله ، وتلوتما كتاب الله ، وصبرتما على الاذى في جنب الله محتسبين ، حتى أتاكما اليقين أبرء إلى الله من أعدائكما ، وأتقرب إلى الله بولايتكما أتيتكما زائرا عارفا بحقكما مواليا لاوليائكما ، معاديا لاعدائكما مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه عارفا بضلالة من خالفكما ، فاشفعا لى عند ربكما ، فان لكما عند الله جاها عظيما ومقاما محمودا.

ثم قبل التربة وضع خدك الايمن عليها وتحول إلى عند الرأس فقل :

السلام عليكما يا حجتي الله في أرضه وسمائه ، عبدكما ووليكما زائركما متقربا إلى الله بزيارتكما ، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين ، وحبب إلى مشاهدهم ، واجعلنى معهم في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين.

ثم صل لكل إمام ركعتين للزيارة وادع بما أحببت ، فاذا أردت الانصراف فودعهما عليهما‌السلام وقل بعد أن وقفت مثل ما وقفت أولا :

السلام عليكما يا وليى الله أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهما ، وارزقني مرافقتهما واحشرني معهما

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٧٧ ومزار الشهيد ص ٥٨.

١٣

وانفعني بحبهما ، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته (١).

٩ ـ وقال السيد رضي‌الله‌عنه : إذا أردت زيارة الامام موسى بن جعفر عليهما‌السلام فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدس وعليك السكينة والوقار فاذا أتيته فقف على بابه وقل : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الحمد لله على هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله ، اللهم إنك أكرم مقصود وأكرم مأتي ، وقد أتيتك متقربا إليك بابن بنت نبيك ، صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الطيبين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تخيب سعيي ، ولا تقطع رجائي واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين.

ثم تقدم رجلك اليمنى عند الدخول وتقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، اللهم اغفرلي ولوالدى ولجميع المؤمنين والمؤمنات.

فاذا وصلت إلى باب القبة فقف عليه واستأذن تقول : ءأدخل يا رسول الله ءأدخل يا نبي الله ، ء أدخل يا محمد بن عبدالله ، ءأدخل يا أميرالمؤمنين ، ءأدخل يا أبا محمد الحسن ، ءأدخل يا أبا عبدالله الحسين ، ءأدخل يا أبا محمد علي بن الحسين ، ءأدخل يا أبا جعفر محمد بن علي ، ءأدخل يا أبا عبدالله جعفر بن محمد ، ءأدخل يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر ، ءأدخل يا مولاي يا أبا جعفر ، ءأدخل يا مولاي يا محمد بن علي.

فاذا دخلت فكبر الله أربعا ، ثم تقف مستقبل القبر بوجهك والقبلة بين كتفيك وتقول :

السلام عليك يا ولى الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته السلام عليك يا صفي الله وابن صفيه ، السلام عليك يا أمين الله وابن أمينه ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام الهدى السلام عليك يا علم الدين والتقى ، السلام عليك يا خازن علم النبيين ، السلام

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٧٨ ومزار الشهيد ص ٥٩.

١٤

عليك يا خازن علم المرسلين ، السلام عليك يا نائب الاوصيآء السابقين ، السلام عليك يا معدن الوحي المبين ، السلام عليك يا صاحب العلم اليقين ، السلام عليك يا عيبة علم المرسلين ، السلام عليك أيها الامام الصالح ، السلام عليك أيها الامام الزاهد ، السلام عليك أيها الامام العابد ، السلام عليك أيها الامام السيد الرشيد السلام عليك أيها الامام المقتول الشهيد ، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن وصيه.

السلام عليك يا مولاي ياموسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما حملك ، وحفظت ما استودعك ، وحللت حلال الله ، وحرمت حرام الله ، وأقمت أحكام الله ، وتلوت كتاب الله ، وصبرت على الاذى في جنب الله ، و جاهدت في الله حق جهاده ، حتى أتاك اليقين.

وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون ، وأجدادك الطيبون والاوصياء الهادون ، الائمة المهديون ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق إلى باطل ، وأشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولاميرالمؤمنين ، وأنك أديت الامانة و اجتنبت الخيانة ، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصا مجتهدا محتسبا حتى أتاك اليقين فجزاك الله عن الاسلام وأهله أفضل الجزاء وأشرف الجزاء.

أتيتك يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك ، مقرا بفضلك ، محتملا لعلمك محتجبا بذمتك ، عائذا بقبرك ، لائذا بضريحك ، مستشفعا بك إلى الله ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، مستبصرا بشأنك ، وبالهدى الذي أنت عليه ، عالما بضلالة من خالفك ، وبالعمى الذي هم عليه.

بأبي أنت وامي ونفسي وأهلي ومالي وولدي يا ابن رسول الله ، أتيتك متقربا بزيارتك إلى الله تعالى ، ومستشفعا بك إليه ، فاشفع لي عند ربك ، ليغفرلي ذنوبي ويعفو عن جرمي ، ويتجاوز عن سيئاتي ، ويمحو عني خطيئاتي ، ويدخلنى الجنة ، و يتفضل علي بما هو أهله ، ويغفرلي ولابائي ولاخواني ولجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها بفضله وجوده ومنه.

١٥

ثم تنكب على القبر وتقبله وتعفر خديك عليه وتدعو بما تريد ، ثم تتحول إلى الرأس تقول :

السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك الامام الهادي ، والولي المرشد وأنك معدن التنزيل وصاحب التأويل ، وحامل التوراة والانجيل ، والعالم العادل ، والصادق العامل ، يا مولاي أنا أبرء إلى الله من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك ، فصلى الله عليك وعلى آبائك وأجدادك وأبنائك وشيعتك ومحبيك ورحمة الله وبركاته.

ثم تصلي ركعتين للزيارة تقرء فيهما سورة يس والرحمان أو ما تيسر من القرآن ثم تدعو بما تريد (١).

١٠ ـ زيارة اخرى لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام تستأذن بما تقدم ، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فاذا دخلت فكبر الله تعالى مائة تكبيرة و تقف مستقبل الضريح وتقول :

السلام عليك أيها العبد الصالح ، السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام عليك أيها القمر الطالع ، السلام عليك أيها الغيث النافع ، السلام عليك أيها الامام الكاظم ، السلام عليك يا ولي الله وحجته ، السلام عليك يا نورالله في الظلمات السلام عليك يا آل الله ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا خاصة الله السلام عليك يا سرالله المستودع ، السلام عليك يا صراط الله ، السلام عليك يا زين الابرار ، السلام عليك يا سليل الاطهار ، السلام عليك يا عنصر الاخيار السلام عليك يا محنة الخلق ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، السلام عليك يا وارث علم النبيين ، وسلالة الوصيين ، وشاهد يوم الدين.

أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين من بعدك موالي وأوليائي وأئمتي ، أشهد أنكم أصفياء الله وخيرته وحجته البالغة ، انتجبكم بعلمه و جعلكم أنصارا لدينه ، وقواما بأمره ، وخزانا لحكمه ، وحفظة لسره ، وأركانا لتوحيده ، ومعادن لكلماته ، وتراجمة لوحيه ، وشهودا على عباده ، استرعاكم

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٩٨ ـ ٢٠٠.

١٦

خلقه وآتاكم كتابه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، وأعطاكم فضائل التأويل ، وجعلكم تابوت حكمته ، وعصا عزه ، ومنارا في بلاده ، وأعلاما لعباده ، وأجرى فيكم من روحه ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم من الفتن.

بكم تمت النعمة واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة ، ولكم الطاعة المفترضة والمودة الواجبة ، وأنتم أولياء الله النجباء ، وعباده المكرمون ، أتيتك يا ابن رسول الله عارفا بحقك ، مستبصرا بشأنك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، بأبى أنت وامي صلى الله عليك وسلم تسليما (١).

(الصلاة عليه صلى الله عليه) اللهم صل على محمد وأهل بيته وصل على موسى بن جعفر وصي الابرار ، وإمام الاخيار ، وعيبة الانوار ، ووارث السكينة والوقار والحكم والاثار ، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر ، بمواصلة الاستغفار حليف السجدة الطويلة ، والدموع الغزيرة ، والمناجاة الكثيرة ، والضراعات المتصلة الجميلة ، ومقر النهى والعدل ، والخير والفضل ، والندى والبذل ، و مألف البلوى والصبر ، والمضطهد بالظلم ، والمقبور بالجور ، والمعذب في قعر السجون وظلم المطامير ، ذي الساق المرضوض بحلق القيود ، والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف ، والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وامه سيدة النساء ، بارث مغصوب ، وولاء مسلوب ، وأمر مغلوب ، ودم مطلوب و سم مشروب.

اللهم وكما صبر على غليظ المحن ، وتجرع (فيك) غصص الكرب ، واستسلم لرضاك ، وأخلص الطاعة لك ، ومحض الخشوع واستشعر الخضوع ، وعادى البدعة وأهلها ، ولم يلحقه في شئ من أوامرك ونواهيك لومة لائم ، صل عليه صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة امم من خلقك ، وقرون من براياك وبلغه عنا تحية وسلاما ، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ، ومغفرة و

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٠.

١٧

رضوانا ، إنك ذو الفضل العميم ، والتجاوز العظيم ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم تصلي ركعتي الزيارة وتقول عقيبهما وأنت قائم : اللهم إني أسئلك بحرمة من عاذ بك منك ، ولجأ إلى عزك واستظل بفيئك ، واعتصم بحبلك ، ولم يثق إلا بك ، يا جزيل العطايا ، يا فكاك الاسارى ، يامن سمى نفسه من جوده وهابا ، أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني من هذا المقام خائبا ، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام ، وترجى فيه الرحمة من الكريم العلام ، مقام لا يخيب فيه السائلون ، ولا يجبه فيه بالرد الراغبون مقام من لاذ بمولاه رغبة ، وتبتل إليه رهبة ، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين ، ذلك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وازلفت الجنة للمتقين ، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون ، لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب ، وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود

اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفرلي ولوالدي ولولدي يوم الدين ، وألحقني بالصالحين واخلف على أهلي وولدي في الغابرين ، واجمع بيننا جميعا في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.

وسلمني من أهوال ما بيني وبين لقائك ، حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أحبائك ، الذين عليهم دللت ، وبالاقتداء بهم أمرت ، واسقني من حوضهم مشربا رويا سائغا هنيئا ، لا أظما بعده ولا أحلا عنه أبدا ، واحشرني في زمرتهم وتوفني على ملتهم ، واجعلني في حزبهم ، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة ، فاجعلهم أئمتي وهداتي وولاتي في الدنيا و الاخرة ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين يا أرحم الراحمين آمين يا رب العالمين. وصل ما تختار وادع بما تريد (١).

١١ ـ (زيارة اخرى) يزار بها صلوات الله عليه تستأذن بما تقدم وتقف

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠١ ـ ٢٠٢.

١٨

على ضريحه وتقول :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام المتقين ، و وارث علم الاولين والاخرين ، السلام عليك يا سلالة الوصيين ، السلام عليك يا شاهد يوم الدين ، أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين يكونون من بعدك ، موالي وأوليائي وأئمتي وقادتي في الدنيا والاخرة.

وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته من خلقه وحجته البالغة ، انتجبكم لعلمه وجعلكم خزنة لسره ، وأركانا لتوحيده ، وتراجمة لوحيه ، ومعادن لكلماته وشهودا له على عباده ، واسترعاكم أمر خلقه ، وخصكم بكرائم التنزيل ، و أعطاكم التأويل وجعلكم أبوابا لحكمته ، ومنارا في بلاده ، وأعلاما لعباده ، و ضرب لكم مثلا من نوره ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس ، وآمنكم من الفتن ، فبكم تمت النعمة واجتمعت بكم الفرقة ، وبكم انتظمت الكلمة ، ولكم الطاعة المفترضة والمودة الواجبة الموظفة ، وأنتم أولياء الله النجباء ، أحيا بكم الصدق. فنصحتم لعباده ، ودعوتم إلى كتاب الله وطاعته ، ونهيتم عن معاصي الله وذببتم عن دين الله.

أتيتك يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر ، يا ابن خاتم النبيين ، وابن سيد الوصيين ، وابن سيدة نساء العالمين ، عارفا بحقك مستبصرا بشأنك ، مصدقا بوعدك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فعليك يا مولاي مني أفضل التحية والسلام.

ثم تقول : اللهم صل على حجتك من خلقك ، وأمينك في بلادك ، وخليفتك في عبادك ، ولسان حكمتك ، ومنهج حقك ، ومقصد سبيلك ، والسبب إلى طاعتك ، وصراطك المستقيم ، وخازنك والطريق إليك ، موسى بن جعفر فرط أنبيائك ، وسلالة أصفيائك ، داعي الحكمة وخازن الحلم ، وكاظم الغيظ ، و صائم القيظ ، وإمام المؤمنين ، وزين المهتدين ، الحاكم الرضي ، والامام الزكي

١٩

الوفي الوصي.

اللهم صل عليه وعلى الائمة من آبائه وولده ، واحشرني في زمرته ، و اجعلني في حزبه ، ولا تحرمني مشاهدته ، اللهم فكما مننت علي بولايته ، وبصرتني طاعته وهديتني لمودته ، ورزقتني البراءة من عدوه ، فأسئلك أن تجعلني معه ومع الائمة من آبائه وولده برحمتك ، ومع من ارتضيت من المؤمنين بولايته يارب العالمين وخير الناصرين.

ثم تصلي عليه بما تقدم في الزيارة الثانية ، وتصلي صلاة الزيارة وتدعو بعدها بالدعاء الذي تقدم عقيب صلاة تلك الزيارة ، ثم تمضي فتقف عند رجليه عليه‌السلام وتقول :

اللهم عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الارض ومنعت السماء ، وأنت يارب المستعان ، وإليك يارب المشتكى ، اللهم صل على محمد وآله ، الذين فرضت طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، وفرج عنا كربنا قريبا كلمح البصر أو هو أقرب ، يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين ، يا محمد يا علي يا علي يا محمد يا مصطفى يا مرتضى يا مرتضى يا مصطفى ، انصراني فانكما ناصراي واكفياني فانكما كافياي ، ياصاحب الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني.

تقول ذلك حتى ينقطع النفس ، ثم تسأل حاجتك فانها تقضى باذن الله (١).

ثم تقف على قبر الجواد صلوات الله عليه وتقبله وتقول :

السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البر التقي ، الامام الوفي ، السلام عليك أيها الرضي الزكي ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نجي الله ، السلام عليك يا سفير الله ، السلام عليك يا سر الله ، السلام عليك يا ضياء الله السلام عليك يا سناء الله ، السلام عليك يا كلمة الله ، السلام عليك يا رحمة الله ، السلام عليك أيها النور الساطع ، السلام عليك أيها البدر الطالع ، السلام

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣.

٢٠