بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

أبواب

*(خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم)*

١

باب

*(بدو أرواحهم وأنوارهم وطينتهم عليهم‌السلام وأنهم من نور واحد)*

١ ـ مع : أبي عن محمد العطار عن الاشعري عن ابن هاشم عن داود بن محمدالنهدي عن بعض أصحابنا قال : دخل ابن أبي سعيد المكاري(١) على الرضا صلوات الله عليه فقال له : أبلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك؟ فقال له : مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك ، أما علمت إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران : أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى ، فعيسى من مريم ، ومريم من عيسى ومريم وعيسى شئ واحد ، وأنا من أبي ، وأبي مني ، وأناوأبي شئ واحد(٢).

فس : أبي عن داود النهدي قال : دخل أبوسعيد المكاري وذكر مثله(٣).

٢ ـ ختص : عنهم عليهم‌السلام أن الله خلقنا قبل الخلق بألفي ألف عام ، فسبحنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا(٤).

____________________

(١) لعل الصحيح : ابوسعيد المكارى.

(٢) معانى الاخبار : ٦٥ و ٦٦.

(٣) تفسير القمى : ٥٥١.

(٤) الاختصاص ...

١

٣ ـ كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه‌الله بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله (ص) إذ أقبل إليه رجل فقال : يارسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل لابليس : ( أستكبرت أم كنت من العالين ) فمن هم يارسول الله الذين هم أعلى من الملائكة؟ فقال رسول الله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين : كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزوجل آدم بألفي عام ، فلما خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم إلا ابليس فإنه أبى أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : « أستكبرت أم كنت من العالين » أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه.بنا يهتدي المهتدون.فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده(١).

٤ ـ فر : جعفر بن محمد الفزارى بإسناده عن قبيصة(٢) بن يزيد الجعفي قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام وعنده الدوس بن أبي الدوس وابن ظبيان والقاسم الصيرفي فسلمت وجلست وقلت : يابن رسول الله قد أتيتك مستفيدا قال : سل وأوجز ، قلت : أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية ، وأرضا مدحية أو ظلمة ونورا قال : ياقبيصة لم سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت؟ أما علمت أن حبنا قد اكتتم وبغضنا قد فشا ، وأن لنا أعداء من الجن يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الانس وإن الحيطان لها آذان كآذان الناس ، قال : قلت قد سألت عن ذلك ، قال : ياقبيصة كنا أشباح نور حول العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم فرغنا في صلبه فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهر حتى بعث خلق الله محمدا (ص) ، فنحن عروة الله الوثقى ، من استمسك بنا نجا ، ومن تخلف عنا هوى لا ندخله(٣) في باب ضلال ، ولا نخرجه من باب هدى. ونحن رعاة شمس الله ، ونحن

____________________

(١) فضائل الشيعه : ٧ و ٨. والاية في ص : ٧٥.

(٢) في المصدر : [ فيضة ] بالغاء وكذا فيما يأتى.

(٣) اى لا ندخل من استمسك بنا في باب ضلالة.

٢

عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن القبة التي طالت أطنابها ، واتسع فناؤها ، من ضوى إلينا نجا إلى الجنة ، ومن تخلف عنا هوى إلى النار ، قلت : لوجه ربي الحمد(١).

بيان : رعاة شمس الله ، أي نرعيها(٢) ترقبا لاوقات الفرائض والنوافل ، ويحتمل أن يراد بها النبي صلى الله وآله وسلم ، وضوى إليه كرمى : أوى إليه وانضم.

٥ ـ كنز : روى الصدوق رحمه‌الله في كتاب المعراج عن رجاله إلى ابن عباس(٣) قال : سمعت رسول الله (ص) وهو يخاطب عليا عليه‌السلام ويقول : يا علي إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ معه فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله ، فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدسه ونحمده ونهلله ، وذلك قبل أن يخلق السماوات والارضين ، فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة واحدة من طينة عليين وعجننا بذلك النور وغمسنا في جميع الانوار وأنهار الجنة ، ثم خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور ، فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم وقررهم(٤) بالربوبية ، فأول خلق(٥) إقرارا بالربوبية أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم و قربهم من الله عزوجل ، فقال الله تبارك وتعالى : صدقتما وأقررتما يا محمد ويا علي وسبقتما خلقي إلى طاعتي ، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما ، فأنتما صفوتي من خلقي ، والائمة من ذريتكما وشيعتكما وكذلك خلقتكم ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه ، فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبدالمطلب فافترق نصفين ، فخلقني الله من نصفه واتخذني نبيا ورسولا ، وخلقك من النصف

____________________

(١) تفسير فرات : ٢٠٧ و ٢٠٨.

(٢) في النسخة المصححة : مرعاها.

(٣) في المصدر : مرفوعا عن ابن عباس.

(٤) في المصدر : وقررهم بدينه.

(٥) فاول خلق الله خ ل. أقول : في المصدر : فاول من خلقه فاقر له بالربوبية.

٣

الاخر فاتخذك خليفة(١) ووصيا ووليا ، فلما كنت من عظمة ربي كقاب قوسين أو أدنى قال لي : يامحمد من أطوع خلقي لك؟ فقلت : علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال عزوجل : فاتخذه خليفة ووصيا فقد اتخذته صفيا ووليا ، يامحمد كتبت اسمك و اسمه على عرشي من قبل أن أخلق الخلق محبة مني لكما ولمن أحبكما وتولاكما وأطاعكما فمن أحبكما وأطاعكما وتولاكما كان عندي من المقربين ، ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي من الكافرين الضالين ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي فمن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة؟ فأنت أحق الناس بي في الدنيا والاخرة ، وولدك ولدي ، وشيعتكم شيعتي ، وأولياؤكم أوليائي ، وأنتم معي غدا في الجنة(٢).

٦ ـ كتاب المحتضر للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن الحسن بن محمد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن محمد بن ظهير عن أحمد بن عبدالملك عن الحسين بن راشد والفضل بن جعفر عن إسحاق بن بشر عن ليث بن أبي سليم عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به إلى السماء السابعة ثم أهبط إلى الارض يقول لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا على إن لله تبارك وتعالى كان ـ وساق الحديث مثل ما مر إلى قوله ـ وولدك ولدي ، وشيعتك شيعتي ، وأولياؤك أوليائي هم معك غدا في الجنة جيراني(٣).

٧ ـ ومما رواه من كتاب منهج التحقيق باسناده عن محمد بن الحسين رفعه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له : يابن رسول الله عدهم بأسمائهم فمن هؤلاء الاربعة عشر نورا؟ فقال : محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين « وتسعة من ولدالحسين ظ » وتاسعهم قائمهم ، ثم عدهم بأسمائهم

____________________

(١) خليفة على خلقه خ ل.

(٢) كنز الفوائد : ٣٧٤ و ٣٧٥.

(٣) المحتضر : ١٢٩.

٤

ثم قال : نحن والله الاوصيآء الخلفاء من بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن المثاني التي : أعطاها الله نبينا ، ونحن شجرة النبوة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ، ووديعة الله جل اسمه في عباده ، وحرم الله الاكبر وعهده المسؤل عنه ، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفره(١) فقد خفر ذمة الله وعهده ، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ، نحن الاسمآء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا ، ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، إن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه على عباده ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي عليه ، وخزان علمه وتراجمة وحيه و أعلام دينه والعروة الوثقى والدليل الواضح لمن اهتدى ، وبنا إثمرت الاشجار و أينعت الثمار وجرت الانهار ونزل الغيث من السمآء ونبت عشب الارض ، وبعبادتنا عبدالله ، ولولانا ما عرف الله ، وأيم الله لولا وصية سبقت وعهد اخذ علينا لقلت : قولا يعجب منه ، أو يذهل منه الاولون والآخرون(٢).

٨ ـ ومن كتاب الال لابن خالويه رفعه إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما خلق الله آدم وحوا عليهما‌السلام تبخترا في الجنة فقال آدم لحوا : ما خلق الله خلقا هو أحسن منا ، فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل : أن ائتني بعبدتي التي في جنة الفردوس الاعلى فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك(٣) من درانيك الجنة على رأسها تاج من نور ، وفي اذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها ، قال آدم : حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ فقال : هذه فاطمة(٤) بنت محمد (ص) نبي من ولدك يكون في آخر

____________________

(١) اى ومن نقض عهدنا فقد نقض عهد الله وغدر به.

(٢) المحتضر : ١٢٩.

(٣) الدرنوك : نوع من البسط له خمل.

(٤) لعل المراد مثالها النورى.

٥

الزمان ، قال فما هذا التاج الذي على رأسها؟ قال : بعلها علي بن أبي طالب ، قال : فما القرطان اللذان في اذنيها؟ قال : ولداها الحسن والحسين ، قال حبيبي جبرئيل أخلقوا قبلي؟ قال : هم موجودون في غامض علم الله عزوجل قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة(١).

٩ ـ ومن كتاب السيد حسن بن كبش مما أخذه من المقتضب ووجدته في المقتضب أيضا مسندا عن سلمان الفارسي رحمه‌الله قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر إلي قال : ياسلمان إن الله عزوجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا ، قال : قلت : يارسول الله قد عرفت هذا من الكتابين ، (٢) قال : يا سلمان فهل علمت نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للامامة من بعدي؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ياسلمان خلقني الله من صفآء نوره فدعاني فأطعته و خلق من نوري عليا فدعاه إلى طاعته فأطاعه ، وخلق من نوري ونور علي عليه‌السلام فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي ومن فاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا الله عزوجل بخمسة أسماء من أسمائه : فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله فاطر وهذه فاطمة ، والله الاحسان(٣) وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين.

ثم خلق من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سمآء مبنية أو أرضا مدحية ، أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه أنوارانسبحه ونسمع له ونطيع.

فقال سلمان : قلت : يارسول الله بأبي أنت وامي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال : يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم فوالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن ، قلت : يارسول الله يكون إيمان بهم بغير

____________________

(١) المحتضر : ١٣١ و ١٣٢.

(٢) اى التوراة والانجيل.

(٣) لعل الصحيح : والله ذو الاحسان ، او قديم الاحسان.

٦

معرفتهم وأسمآئهم وأنسابهم؟ فقال : لا يا سلمان.

فقلت : يا رسول الله فأنى لي بهم؟ قال : قد عرفت إلى الحسين ، ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله ، ثم علي بن موسى الرضا لامر الله ، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق الله ، ثم على بن محمد الهادي إلى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الامين العسكري ، ثم ابنه حجة بن الحسن المهدي الناطق القائم بأمر الله ، قال سلمان : فسكت.

ثم قلت : يا رسول الله ادع الله لي بإدراكهم ، قال : ياسلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم بحقيقة المعرفة ، قال سلمان : فشكرت الله كثيرا ، ثم قلت : يا رسول الله مؤجل في إلى أن أدركهم؟ فقال : ياسلمان اقرء : « فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا(١) ».

قال سلمان : فاشتد « بكائي وشوقي فقلت : يا رسول الله بعهد منك؟ فقال : إي والذي أرسل محمد إنه بعهد مني وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة وكل » من هو منا ومظلوم فينا إلى والله ياسلمان ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص والاوثار(٢) والتراث ولا يظلم ربك أحدا ونحن تأويل هذه الاية : « ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون(٣) » قال سلمان فقمت بين يدي رسول الله

____________________

(١) الاسراء ٥ و ٦.

(٢) هكذا في الكتاب ولعل الصحيح : الاثار : أو الاثار : جمع الثأر وهو أن تطلب المكافاة بجناية جنيت عليك.

(٣) القصص : ٥ و ٦.

٧

وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه.(١)

١٠ ـ ما : المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن محمد البرقي » عن فضالة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنا وشيعتنا خلقنا من طينة من عليين وخلق عدونا من طينة خبال من حمأ مسنون(٢).

بيان : قال الجزري : فيه من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة جآء تفسيره في الحديث أن الخبال عصاره أهل النار ، والخبال في الاصل : الفساد ، ويكون في الافعال والابدان والعقول.

١١ ـ ير : ابن عيسى عن ابن محبوب عن بشر بن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قال : أن الله خلق محمدا (ص) من طينة من جوهرة تحت العرش ، وإنه كان لطينته نضج فجبل طينة أميرالمؤمنين عليه‌السلام من نضج طينة رسول الله (ص) وكان لطينة أمير المؤمنين عليه‌السلام نضج فجبل طينتنا من فضل طينة أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وكانت لطينتنا نضج فجبل طينة شيعتنا من نضج طينتنا ، فقلوبهم تحن إلينا ، وقلوبنا تعطف عليهم تعطف الوالد على الولد ونحن خير لهم وهم خير لنا ، ورسول الله لنا خير ونحن له خير(٣).

١٢ ـ ير : محمد بن عيسى عن أبي الحجاج قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام يا أبا ـ الحجاج إن الله خلق محمدا وآل محمد (ص) من طينة عليين ، وخلق قلوبهم من طينة فوق ذلك ، وخلق شيعتنا من طينة دون عليين ، وخلق قلوبهم من طينة عليين ، فقلوب شيعتنا من أبدان آل محمد ، وإن الله خلق عدو آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من طين سجين وخلق قلوبهم من طين أخبث من ذلك ، وخلق شيعتهم من طين دون طين سجين ، وخلق قلوبهم من طين سجين فقلوبهم من : أبدان اولئك ، وكل قلب يحن إلى بدنه(٤).

بيان : قال الفيروزآبادي : سجين كسكين : الدائم الشديد ، وموضع فيه

____________________

(١) المحتضر : ١٥٢ و ١٥٣.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٩٢.

(٣ و ٤) بصائر الدرجات : ٥.

٨

كتاب الفجار وواد في جهنم ، اعاذنا الله منها ، أو حجر في الارض السابعة.

١٣ ـ ير : محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبدالغفار الجازي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة ، وخلق الناصب من طينة النار ، وقال : إذا أراد الله بعبد خيرا طيب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه ، ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره.

قال : وسمعته يقول : الطينات ثلاثة : طينة الانبيآء والمؤمن من تلك الطينة ، إلا أن الانبياء هم صفوتها وهم الاصل ولهم فضلهم ، والمؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لا يفرق الله بينهم وبين شيعتهم ، وقال : طينة الناصب من حمأ مسنون ، وأما المستضعفون فمن تراب ، لا يتحول مؤمن عن إيمانه ، ولا ناصب عن نصبه ولله المشية فيهم جميعا(١).

بيان : الظاهر أن الضمير في قوله عليه‌السلام : « فيهم » راجع إلى الجميع ، و يحتمل رجوعه إلى المستضعفين لانه عليه‌السلام لما ذكر حال الفريقين فالظاهر أن هذا حال الفريق الثالث ، لكن قوله : « جميعا » يأبى عن ذلك ، وليس في الكافي ، ولعله زيد من النساخ.

ثم اعلم أن هذا الخبر يدل على وجه جمع بين الايات الواردة في طينة آدم عليه‌السلام ووصفها مرة باللازب ، ومرة بالحمأ المسنون ، ومرة بالطين مطلقا بأن تكون تلك الطينات أجزاء لطينة آدم بسبب الاختلاف الذي يكون في أولادة ، فاللازب طينة الشيعة ، من لزب بمعنى لصق ، لانها تلصق وتلحق بطينة أئمتهم عليهم‌السلام ، أو بمعنى صلب ، فإنهم المتصلبون في دينهم ، والحمأ المسنون أي الطين الاسود المتغير المنتن طينة الكفار والمخالفين ، والطين البحث طينة المستضعفين ، وقد مر القول في تلك الاخبار في كتاب العدول وكتاب قصص الانبياء عليهم‌السلام.

١٤ ـ ير : ابن عيسى(٢) عن محمد البرقي عن أبي نهشل عن محمد بن إسماعيل

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٦.

(٢) في المصدر : احمد بن محمد عن.

٩

عن الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوي إلينا لانها خلقت مما خلقنا منه ، ثم تلا هذه الاية : « كلا إن كتاب الابرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون » وخلق عدونا من سجين ، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوي إليهم ، لانها خلقت مما خلقوا منه ، ثم تلا هذه الاية : « كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم(١) ».

بيان : اعلم أن المفسرين اختلفوا في تفسير عليين فقيل هي مراتب عالية محفوفة بالجلالة ، أو السماء السابعة ، أو سدرة المنتهى أو الجنة أو لوح من زبرجد أخضر معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه ، وقال الفراء : أي في ارتفاع بعد ارتفاع لا غاية له والسجين : الارض السابعة أو أسفل منها أوجب في جهنم ، وقال أبوعبيدة : هو فعيل من السجن.

فالمعنى أن كتابة أعمالهم أو ما يكتب منها في عليين ، أي في دفتر أعمالهم ، أو المراد أن دفتر أعمالهم في تلك الامكنة الشريفة ، وعلى الاخير فيه حذف مضاف أي وما أدراك ما كتاب عليين ، هذا ما قيل في الآية ، وأما استشهاده عليه‌السلام بها فهو إما لمناسبة كون كتاب أعمالهم في مكان اخذ منه طينتهم ، أو هو مبني على كون المراد بكتابهم أرواحهم إذ هي محل لارتسام علومهم.

١٥ ـ ير : ابن عيسى(٢) عن محمد البرقي عن فضالة عن البطائني عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة ، وخلق عدونا من طينة خبال من حمأ مسنون(٣).

____________________

(١) بصائر الدرجات ، ٥.في المطففين : ٧ ـ ٩ و ١٨ – ٢١.

(٢) في المصدر : احمد بن محمد.

(٣) بصائر الدرجات : ٥.

١٠

١٦ ـ ير : أحمد بن الحسين عن أحمد بن علي بن هيثم عن إدريس عن محمد بن سنان العبدي عن جابر الجعفي قال : كنت مع محمد بن علي عليه‌السلام فقال : يا جابر خلقنا نحن ومحبينا من طينة واحدة بيضآء نقية من أعلى عليين فخلقنا نحن من أعلاها وخلق محبينا(١) من دونها فإذا كان يوم القيامة التفت(٢) العليا بالسفلى ، وإذا كان يوم القيامة ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبينا ، وضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا ، فأين ترى يصير الله نبيه وذريته؟ وأين ترى يصير ذريته محبيها؟ فضرب جابر يده على يده فقال : دخلناها ورب الكعبة ثلاثا(٣).

١٧ ـ ير : عمران بن موسى عن إبراهيم بن مهزيار عن علي عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب(٤) الهاشمي عن حنان بن سدير(٥) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عجن طينتنا وطينة شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا ، فمن كان في خلقه شئ من طينتنا حن إلينا فأنتم والله منا(٦).

١٨ ـ ير : بهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن ميمون(٧) عمن أخبره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل خلقنا من عليين وخلق محبينا من دون ما خلقنا منه وخلق عدونا من سجين ، وخلق محبيهم مما خلقهم منه ، فلذلك يهوي كل إلى كل(٨).

١٩ ـ ير : محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم بن عبدالحميد عن

____________________

(١) في نسخة من الكتاب والمصدر : محبونا.

(٢) في نسخة : التقت.

(٣) بصائر الدرجات : ٦.

(٤) في نسخة : عن الحسن بن محمد الهاشمي.

(٥) في نسخة وفى المصدر : حنان بن منذر.

(٦) بصائر الدرجات : ٦.

(٧) الحسن بن شمون خ ل.

(٨ و ٩) بصائر الدرجات : ٦.

١١

أبيه عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : سمعته يقول : خلق الله الانبياء والاوصياء يوم الجمعة وهو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاقهم ، وقال : خلقا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ إلى يوم القيامة(١).

٢٠ – ير : ابن عيسى(٢) عن محمد البرقي عن صالح بن سهل قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام المؤمن من طينة الانبيآء عليهم‌السلام قال نعم(٣).

٢١ ـ ير : أحمد بن موسي عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله خلق محمدا وعترته من طينة العرش فلا ينقص منهم واحد ولا يزيد منهم واحد.(٤)

٢٢ ـ ير : يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن زياد العبدي عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال : دخلت على أبى عبدالله عليه‌السلام أنا وأبي عيسى فقال له : أمن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سلمان رجل منا أهل البيت؟ فقال : نعم ، فقال : أي من ولد عبدالمطلب؟

فقال : منا أهل البيت ، فقال له : أي من ولد أبي طالب؟ فقال : منا أهل البيت. فقال له : إني لا أعرفه ، فقال : فاعرفه ياعيسى فإنه منا أهل البيت.

ثم أومأ بيده إلى صدره ثم قال : ليس حيث تذهب ، إن الله خلق طينتنا من عليين ، وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك فهم منا ، وخلق طينة عدونا من سجين وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك وهم منهم ، وسلمان خير من لقمان(٥).

٢٣ ـ ير : بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن عبدالرحمان بن الحجاج قال : إن الله تبارك وتعالى خلق محمدا وآل محمد من طينة عليين ، وخلق قلوبهم من طينة فوق ذلك وخلق شيعتهم من طينة عليين وخلق قلوب شيعتهم من طينة فوق عليين(٦).

٢٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن أبي يحيي الواسطي عن بعض أصحابنا قال : قال

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٦.

(٢) في المصدر : احمد بن محمد.

(٣ ـ ٦) بصائر الدرجات : ٦ و ٧.

١٢

أبوعبدالله عليه‌السلام : خلقنا من عليين ، وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من عليين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم تحن إلينا(١).

بيان : الحنين : الشوق وتوقان النفس ، تقول منه : حن إليه حن حنينا فهو حان ذكره الجوهرى.

وفي الكافي : ومن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم ، وقلوبهم.(٢)

٢٥ ـ ير : عمران بن موسى عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وكرام عن محمد بن مضارب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى جعلنا من عليين ، وجعل أرواح شيعتنا مما جعلنا منه ، ومن ثم تحن أرواحهم إلينا وخلق أبدانهم من دون ذلك ، وخلق عدونا من سجين وخلق أرواح شيعتهم مما خلقهم منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك ، ومن ثم تهوي أرواحهم إليهم(٣).

٢٦ ـ ير : محمد بن عيسى عن محمد بن شعيب عن عمران بن إسحاق الزعفراني عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : خلقنا الله(٤) من نور عظمته ثم صور خلقنا(٥) من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين(٦) لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا ، وخلق أرواح شيعتنا من أبداننا(٧) ، وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك

____________________

(١ و ٣) بصائر الدرجات : ٧.

(٢) اصول الكافي ١ : ٣٨٩.

(٣) اى خلق الله ارواحنا.

(٥) لعل المراد الصورة المثالية.

(٦) نيرا خ ل.

(٧) أي من فاضل طينة أبداننا.

١٣

الطينة ، ولم يجعل الله لاحد في مثل ذلك الذي خلقهم منه نصيبا إلا الانبيآء والمرسلين فلذلك صرنا نحن وهم الناس و (١) سائر الناس همجا في النار وإلى النار(٢).

توضيح : في القاموس : الهمج محركة ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير والغنم المهزولة ، والحمقى انتهى.

أقول : لعل وجه تشبيههم بالهمج ازدحامهم دفعة على كل ناعق ، وتفرقهم عنه بأدنى سبب ، كما أنها تتفرق بمذبة ، والمراد بالناس أولا الانسان بحقيقة الانسانية ، وبه ثانيا ما يطلق عليه الانسان.

٢٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباته قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام فأتاه رجل فسلم عليه ثم قال : يا أميرالمؤمنين إني والله لاحبك في الله واحبك في السر كما احبك في العلانية ، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية ، وبيد أمير المؤمنين عليه‌السلام عود فطاطأ به رأسه ثم نكت(٣) بعوده في الارض ساعة ثم رفع رأسه إليه فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حدثني بألف حديث لكل حديث ألف باب ، وإن أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشام فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ويحك لقد كذبت ، فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الاسماء.

قال : ثم دخل عليه آخر فقال : يا أميرالمؤمنين إني احبك في الله ، واحبك في السر كما احبك في العلانية ، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين الله بها في العلانية قال : فنكت بعوده الثانية ثم رفع رأسه إليه فقال له : صدقت إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ ، ولا يدخل منها داخل من غيرها ، اذهب واتخذ للفقر جلبابا(٤) ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ياعلى والله الفقر أسرع

____________________

(١) في المصدر : وصار سائر الناس.

(٢) بصائر الدرجات : ٧.

(٣) نكت الارض بقضيب او باصبعه : ضربها به حال التفكر فاثر فيها.

(٤) اشارة إلى ما سيبتلى بعده الشيعة من الفقر والفاقة وضيق المعيشة في دولة المخالفين.

١٤

إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي(١).

بيان : تشاما أي شم أحدهما الاخر ، وقال في النهاية : في حديث علي عليه‌السلام من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا ، أي ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر والقلة ، والحجاب : الازار والرداء ، وقيل : هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها ، وجمعه جلابيب كنى به عن الصبر ، لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن.

وقيل : إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر ، أي فليلبس إزار الفقر ، ويكون منه على حالة تعمه وتشمله ، لان الغنى من أحوال أهل الدنيا ، ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت انتهى.

وفي القاموس : الجلباب كسرداب وسنمار : القميص وثوب واسع للمرأة دون الملحفة ، أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة ، أو هو الخمار.

٢٨ ـ ك : العطار عن أبيه عن الاشعري عن ابن أبي الخطاب عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال : سمعت على بن الحسين عليه‌السلام يقول : إن الله عزوجل خلق محمدا وعليا والائمة الاحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضيآء نوره ، يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبحون الله عزوجل ويقدسونه ، وهم الائمة الهادية من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين(٢).

٢٩ ـ ك : ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن الحسين بن زيد عن الحسن بن موسى عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن أبيه عن المفضل قال : قال الصادق عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا ، فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر؟ فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين عليهم‌السلام ، آخرهم القائم الذي يقوم

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١١٥.

(٢) اكمال الدين : ١٨٤.

١٥

بعد غيبته فيفتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم(١).

٣٠ ـ من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي بحذف الاسانيد عن أنس بن مالك قال : بينا رسول الله (ص) صلى صلاة الفجر ثم استوى في محرابه كالبدر في تمامه فقلنا : يا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا هذه الآية قوله تعالى : « اولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين(٢) » فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما النبيون فأنا ، وأما الصديقون فعلي بن أبي طالب ، وأما الشهداء فعمي حمزة ، وأما الصالحون فابنتي فاطمة وولداها الحسن والحسين.

فنهض العباس من زاوية المسجد إلى بين يديه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يارسول الله ألست أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من ينبوع واحد؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما وراء ذلك يا عماه؟ قال : لانك لم تذكرني حين ذكرتهم ، ولم تشرفني حين شرفتهم.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعماه أما قولك أنا وأنت وعلي والحسن والحسين من ينبوع واحد فصدقت ، ولكن خلقنا الله نحن حيث لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا عرش ولا جنة ولا نار كنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش فنور العرش من نوري ، ونوري من نور الله وأنا أفضل من العرش.

ثم فتق نور ابن أبي طالب فخلق منه الملائكة ، فنور الملائكة من نور ابن أبي طالب(٣) ونور ابن أبي طالب من نور الله ونور ابن أبي طالب أفضل من الملائكة وفتق نور ابنتي فاطمة منه فخلق السماوات والارض فنور السماوات والارض من نور ابنتي فاطمة ونور فاطمة من نور الله ، وفاطمة أفضل من السماوات والارض ، ثم فتق نور الحسن فخلق منه الشمس والقمر فنور الشمس والقمر من نور الحسن ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر ، ثم فتق نور الحسين فخلق منه الجنة والحور العين فنور الجنة والحور

____________________

(١) اكمال الدين : ١٩٢ و ١٩٣.

(٢) النساء : ٦٨.

(٣) في النسخة المصححة : فنور الملائكة من ابن أبى طالب.

١٦

العين من نور الحسين ، ونور الحسين من نور الله ، والحسين أفضل من الجنة والحور العين.

ثم إن الله خلق الظملة بالقدرة فأرسلها في سحائب البصر ، فقالت الملائكة : سبوح قدوس ربنا ، مذ عرفنا هذه الاشباح ما رأينا سوءا فبحرمتهم إلا كشفت ما نزل بنا فهنالك خلق الله تعالى قناديل الرحمة وعلقها على سرادق العرش فقالت : إلهنا لمن هذه الفضيلة وهذه الانوار؟ فقال : هذا نور امتي فاطمة الزهراء ، فلذلك سميت امتي(١) الزهراء لان السماوات والارضين بنورها ظهرت وهي ابنة نبيي وزوجة وصييي وحجتي على خلقي ، اشهدكم ياملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم و تقديسكم لهذه المرأة وشيعتها إلى يوم القيامة.فعند ذلك نهض العباس إلى علي بن أبي طالب وقبل ما بين عينيه وقال : يا علي لقد جعلك الله حجة بالغة على العباد إلى ، يوم القيامة.

٣١ ـ وباسناده مرفوعا إلى جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام : يا جابر كان الله ولا شئ غيره ولا معلوم ولا مجهول ، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا « صلى‌الله‌عليه‌وآله وخلقنا أهل البيت معه من نوره وعظمته ، فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه ، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس ، نسبح الله تعالى ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته.

ثم بدا لله(٢) تعالى عزوجل أن يخلق المكان فخلقه ز وكتب على المكان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي اميرالمؤ منين ووصيه ، به أيدته ونصرته ، ثم خلق الله العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ، ثم خلق الله السماوات فكتب على أطرافها مثل ذلك ، ثم خلق الجنة والنار فكتب عليها مثل ذلك ، ثم خلق

____________________

(١) في النسخة المصححة : [ سميت ابنتى الزهراء ] ولعل فيه تصحيف.

(٢) في نسخة : [ ثم بدأ الله ] وتقدم البداء في كتاب التوحيد ..

١٧

الملائكة وأسكنهم السمآء ثم تراءى(١) لهم الله تعالى وأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة ولعلي عليه‌السلام بالولاية ، فاضطربت فرائص(٢) الملائكة ، فسخط الله على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه ويقرون بما أخذ عليهم ، ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعدما أقروا بذلك وأسكنهم بذلك الا قرار السمآء واختصهم لنفسه واختارهم لعبادته ، ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحت ، فسبحوا(٣) بتسبيحنا ولولا تسبيح أنوارنا ما دروا كيف يسبحون الله ولا كيف يقدسونه.

ثم إن الله عزوجل خلق الهواء فكتب عليه : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وصيه ، به أيدته ونصرته ، ثم خلق الله الجن وأسكنهم الهواء وأخذ الميثاق منهم بالربوبية ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة ، ولعلي عليه‌السلام بالولاية ، فأقر منهم بذلك من أقر ، وجحد منهم من جحد فأول من جحد إبليس لعنه الله ، فختم له بالشقاوة وما صار إليه.

ثم أمر الله تعالى عزوجل أنوارنا أن تسبح فسبحت ، فسبحوا(٤) بتسبيحنا ولولا ذلك ما دروا كيف يسبحون الله ، ثم خلق الله الارض فكتب على أطرافها : لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين وصيه ، به أيدته ونصرته ، فبذلك يا جابر قامت السماوات بغير عمد وثبتت الارض ، ثم خلق الله تعالى آدم عليه‌السلام من أديم الارض فسواه ونفح فيه من روحه ، ثم أخرج ذريته من صلبه فأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة ولعلي عليه‌السلام بالولاية ، أقر منهم من أقر

____________________

(١) تراءى له : تصدى له ليراه ، والمراد ههنا أن الله عزوجل عرف نفسه لهم فعرفوه.

(٢) الفرائض جمع الفريصة : اللحمة بين الجنب والكتف ، او بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع ، والمراد أن الملائكة تزلزلوا في قبول ذلك.

(٣) اى الملائكة.

(٤) إى الجن.

١٨

وحجد من جحد.

فكنا أول من أقر بذلك ، ثم قال لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : وعزتي وجلالي وعلو شأني لولاك ولولا علي وعترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة والنار ولا المكان ولا الارض ولا السماء ولا الملائكة ولا خلقا يعبدني ، يا محمد أنت خليلى وحبيبي وصفيي وخيرتي من خلقي أحب الخلق إلي وأول من ابتدات إخراجه من خلقى.

ثم من بعدك الصديق علي أميرالمؤمنين وصيك ، به أيدتك ونصرتك وجعلته العروة الوثقى ونور أوليآئي ومنار الهدى ، ثم هؤلاء الهداة المهتدون ، من أجلكم ابتدأت خلق ما خلقت ، وأنتم خيار خلقي فيما بيني وبين خلقي ، خلقتكم من نور عظمتي واحتجت(١) بكم عمن سواكم من خلقي ، وجعلتكم استقبل(٢) بكم واسأل بكم ، فكل شئ هالك إلا وجهي ، وأنتم وجهي(٣) ، لا تبيدون ولا تهلكون ، ولا يبيد ولا يهلك من تولاكم ، ومن استقبلني(٤) بغيركم فقد ضل وهوى ، وأنتم خيار خلقي وحملة سري وخزان علمي وسادة أهل السماوات وأهل الارض ، ثم إن الله تعالى هبط(٥) إلى الارض في ظلل من الغمام والملائكة ، وأهبط أنوارنا أهل البيت معه ، و أوقفنا نورا صفوفا بين يديه(٦) نسبحة في أرضه كما سبحناه في سماواته ، ونقدسه في

____________________

(١) هكذا في المطبوع والنسخة المصححة ، وفي نسخة اخرى : [ احتجبت ] ولعله الصحيح أو : احتججت.

(٢) استظهر في الهامش انه مصحف : استقال.

(٣) النسخة المصححة خالية عن قوله : وانتم وجهى.

(٤) استظهر في الهامش أنه مصحف : ومن استقالنى.

(٥) في النسخة المصححة : [ اهبط ] ولعله مصحف ، أو الصحيح ما في نسخة اخرى : [ اهبط إلى الارض ظللا من الغمام ] ونسبة الهبوط اليه تعالى للتشريف وعظمة ما أهبط ، أو كناية عن أمره وتوجهه إلى الارض لجعل الخليفة فيه.

(٦) كناية عن قربهم المعنوى اليه تعالى وكونهم في هذا الحال ايضا مشمولين لرحمته وعنايته.

١٩

أرضه كما قدسناه في سمآئه ، ونعبده في أرضه كما عبدناه في سمآئه ، فلما أراد الله إخراج ذرية آدم عليه‌السلام لاخذ الميثاق سلك ذلك النور(١) فيه ، ثم أخرج ذريته من صلبه يلبون فسبحناه فسبحوا بتسبيحنا ، ولولا ذلك لا دروا كيف يسبحون الله عزوجل ثم تراءى لهم بأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ، وكنا أول من قال : بلى ، عند قوله : ألست بربكم ، ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولعلي عليه‌السلام بالولاية فأقر من أقر ، وجحد من جحد.

ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : فنحن أول خلق الله ، وأول خلق عبدالله وسبحه ونحن سبب خلق الخلق وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين ، فبنا عرف الله وبنا وحد الله وبنا عبدالله ، وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه ، وبنا أثاب من أثاب ، وبنا عاقب من عقاب ، ثم تلا قوله تعالى « وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون(٢) » وقوله تعالى : « قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين(٣) » فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أول من عبدالله تعالى ، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك ثم نحن بعد رسول الله.

ثم أودعنا بذلك النور صلب آدم عليه الصلاة والسلام ، فما زال ذلك النور ينتقل من الاصلاب والارحام من صلب إلى صلب ، ولا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله ، وشرف الذي استقر فيه حتى صار في صلب عبدالمطلب فوقع بأم عبدالله فاطمة فافترق النور جزئين : جزء في عبدالله ، وجزء في أبي طالب ، فذلك قوله تعالى : وتقلبك في الساجدين(٤) يعنى في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الاصلاب والارحام وولدنا الاباء والامهات من لدن آدم عليه‌السلام.

____________________

(١) اى نورهم عليهم‌السلام.

(٢) الصافات : ١٦٥ و ١٦٦.

(٣) الزخرف : ٨١.

(٤) الشعراء : ٢١٩.

٢٠