بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة على سيد المرسلين ، محمد وعترته الطاهرين.

(اما بعد) فهذا هو المجلد الثالث والعشرون من كتاب بحار الانوار في بيان أحكام العقود والايقاعات من مؤلفات أفقر العباد إلي رحمة ربه الغني محمد باقر ابن محمد تقي عفا الله عن سيئاتهم ، وحشرهما مع مواليها.

(أبواب المكاسب)

١

(باب)

(الحث على طلب الحلال ومعنى الحلال)

(الايات) : المائدة : قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولى الالباب لعلكم تفلحون (١).

النحل : ولتبتقوا من فضله (٢).

الاسراء : لتبتغوا فضلا من ربكم (٣) وقال تعالى : ربكم الذى يزجى

__________________

(١) سورة المائدة : ١٠٠.

(٢) سورة النحل : ١٤.

(٣) سورة الاسراء : ١٢.

١

لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان ربكم رحيما (١).

المزمل : وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله (٢).

١ ـ لى : ابن المغيرة باسناده عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له (٣).

٢ ـ فس : عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه (٤).

٣ ـ فس : ذكر رجل عند أبى عبدالله عليه‌السلام الاغنياء ووقع فيهم فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : أسكت فان الغنى إذا كان وصولا لرحمة بارا باخوانه أضعف الله له الاجر ضعفين لان الله يقول : «وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفي إلا من آمن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون» (٥).

٤ ـ كا : العدة عن البرقى ، عن البزنطى قال : قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك ادع الله عز وجل أن يرزقنى الحلال فقال : أتدرى ما الحلال؟ قلت : الذى عندنا الكسب الطيب فقال : كان على بن الحسين عليه‌السلام يقول : الحلال هو قوت المصطفين ثم قال : قل أسئلك من رزقك الواسع (٦).

٥ ـ ب : هارون عن ابن صدقه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أصناف لا يستجاب لهم منهم من أدان رجلا دينا إلى أجل فلم يكتب عليه كتابا ولم يشهد عليه شهودا ، ورجل يدعو على ذي رحم ، ورجل تؤذيه

__________________

(١) سورة الاسراء : ٦٦.

(٢) سورة المزمل : ٢٠.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٨٩.

(٤) لم أعثر عليه في مظانه.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٠٣ طبع النجف والاية في سورة سبأ : ٣٧.

(٦) الكافى ج ٥ ص ٨٩.

٢

امرأته بكلمة ما يقدر عليه وهو في ذلك يدعو الله عليها ويقول : اللهم ارحمنى منها فهذا يقول الله له : عبدى أو ما قلدتك أمرها ، وإن شئت أمسكتها ورجل رزقه الله تبارك وتعالى ما لا ثم أنفقه في البر والتقوى فلم يبق منه شئ وهو يدعو الله أن يرزقه ، فهذا يقول له الرب تبارك وتعالى : أو لم أرزقك وأنك أفلا اقتصدت ولم تسرف إنى لا احب المسرفين ، ورجل قاعد في بيته و هو يدعو الله أن يرزقه لا يخرج ولا يطلب من فضل الله هذا يقول الله له : عبدى إني لم أحظر عليك الدنيا ولم أرمك في جوارحك وأرضي واسعة فلا تخرج وتطلب الرزق فان حرمتك عذرتك ، وإن رزقتك فهو الذي تريد (١).

أقول : قد مضى مثله بأسانيد في كتاب الدعاء وغيره.

٦ ـ ب : ابن عيسى ، عن على بن الحكم ، عن موسى بن بكر قال : قال لي أبوالحسن الاول عليه‌السلام : من طلب هذا الرزق من حلة ليعود به على نفسه و عياله كان كالمجاهد في سبيل الله ، فان غلب فليستدن على الله وعلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يقوت به عياله ، فان مات ولم يقض كان على الامام قضاؤه ، فان لم يقضه كان عليه وزره إن الله تبارك وتعالى يقول : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعالمين عليها والمؤلفه قلوبهم وفي الرقاب والغارمين) فهو فقير مسكين مغرم (٢).

٧ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطى قال : قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك إن الكوفة قد تدرى والمعاش بها ضيق وإنما كان معاشنا ببغداد وهذا الجبل قد فتح على الناس منه باب رزق فقال : إن أردت الخروج فاخرج فانها سنة مضطربة وليس للناس بد من معايشهم فلا تدع الطلب ، فقلت له : جعلت فداك إنهم قوم ملا ونحن نحتمل التأخير سنة؟ قال : بعهم فلت : ثنتين؟ قال : بعهم ، قلت ثلاث سنين؟ قال : لا يكون لك شئ أعثر من ثلاث سنين (٣).

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٣٨ طبع ايران.

(٢) قرب الاسناد ص ١٤٦ طبع ايران والايه في سورة التوبة : ٦٠.

(٣) نفس المصدر ص ١٦٤ ذيل حديث : وفي كلا طبيعتى المصدر ايرانية والنجفية :

٣

٨ ـ ب : ابن أبى الخطاب ، عن البزنطي قال : قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك ادع الله أن يرزقنى حلالا قال : تدرى ما الحلال؟ قلت له : جعلت فداك أما الحلال عندنا فالكسب الطيب قال : كان على بن الحسين صلوات الله عليه يقول : الحلال هو قوت المصطفين. ولكن قل : أسئلك من رزقك الواسع (١).

٩ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمة ، عن البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن صالح بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من المروة استصلاح المال (٢).

١٠ ـ مع : أبي عن سعد ، عن البرقي مثله (٣).

١١ ـ ل : أبي عن الحميرى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن فضالة ، عن سليمان بن درستوريه ، عن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب : إمام عادل ، وتاجر صدوق ، وشيخ أفنى عمره في طاعة الله عزوجل (٤).

١٢ ـ ل : أبي عن السعد ابادي ، عن البرقي ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من كسب مالا من غير حل سلط الله عليه البناء والماء والطين (٥).

١٣ ـ ل : أبي ، عن محمد بن العطار ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن الحسين

__________________

(قد تبت بي) بالنا المثناة الفوقانية بدل (قد تدرى) والموجود في الوسائل نقلا عن المصدر (قد نبت) بالنون ، والظاهر صحة ما في الوسائل ، فان في لسان العرب قولهم نبت بى تلك الارض ، أى لم أجد بها قرارا.

(١) قرب الاسناد ص ١٦٨.

(٢) الخصال ج ١ ص ٨ طبع الاسلامية.

(٣) معانى الاخبار ص ٢٥٨.

(٤) الخصال ج ١ ص ٥٠ صدر حديث.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٠٤.

٤

ابن يزيد ، عن سفيان الجريرى ، عن عبدالمؤمن الانصارى ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : البركة عشرة أجزاء تسعة أعشارها في النجارة والعشر الباقي في الجلود.

قال الصدوق : يعني بالجلود الغنم لما سيأتي (١).

١٤ ـ ل : القطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن سعيد بن عبدالرحمن ، عن الحسين بن يزيد ، عن أبيه زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : تسعة أعشار الرزق في التجارة ، والجزء الباقي في السائبات يعني الغنم (٢).

١٥ ـ ل : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : البكور في طلب الرزق يزيد في الرزق (٣).

١٦ ـ مع ، ل : فيما أوصى به النبي صلى الله عليه‌السلام أباذر : على العاقل أن يكون طالبا لثلاث : مرمة لمعاش أو تزود لمعاد ، أو تلدذ في غير محرم (٤).

١٧ ـ ما : عن أبي قلابة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كسب مالا من غير حلة أفقره الله (٥).

١٨ ـ ما : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن محمد بن مروان ، عن عمرو بن سيف ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لي : لا تدع طلب الرزق من الحله فانه عون لك على دينك ، واعقل راحلنك وتوكل (٦).

١٩ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة ، عن داود قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاثة هي من السعادة الزوجة المواتية ، والولد البار ، والرزق ، يرزق معيشة

__________________

(١ ـ ٢) الخصال ج ٢ ص ٢١٢.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٢٧٧ ضمن حديث.

(٤) معانى الاخبار ص ٢٥٨ والخصال ج ٢ ص ٣٠٢.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٨٥ بعض حديث.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ١٩٥ طبع النجف الاشرف.

٥

يغدو على صلاحها ويروح على عياله (١).

٢٠ ـ مع : أبي عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : في قول الله عزوجل : «وإنه هو أغنى وأقنى» قال : أغنى كل إنسان بمعيشة وأرضاه بكسب يده (٢).

٢١ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن عبدالرحمن بن العباس رفعة قال : سأل معاوية الحسن بن علي عليه‌السلام عن المروة فقال : شح الرجل على دينه ، وإصلاحه ماله ، وقيامه بالحقوق ، فقال معاوية : أحسنت يا أبا محمد أحسنت يا أبا محمد ، قال : فكان معاوية يقول بعد ذلك : وددت أن يزيد قالها وأنه كان أعور (٣).

٢٢ ـ مع : عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن مهران ، عن أيمن بن محرز عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان الحسن بن علي عليه‌السلام في نفر من أصحابه عند معاوية ، فقال له : يا أبا خبرني عن المروة؟ فقال : حفظ الرجل دينه ، وقيامه في إصلاح ضيعته ، وحسن منازعة ، وإفشاء السلام ، ولين الكلام ، والكف والتحبب إلى الناس (٤).

٢٣ ـ مع : أبي عن سعد عن البرقي رفعة إلى ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن الحارث الاعور قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحسن ابنه : يا بني ما المروة؟ فقال : العفاف وإصلاح المال (٥).

٢٤ ـ مع : أبي عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن عمر بن حماد الانصاري رفعة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : تعاهد الرجل ضيعته

__________________

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٣٠٩.

(٥) معانى الاخبار ص ٢١٤ والاية في سورة النجم : ٤٨.

(٦) معانى الاخبار ص ٢٥٧.

(٨ ـ ٧) معانى الاخبار ص ٢٥٧.

٦

من المروة (١).

٢٥ ـ مع : أبي ، عن على أبيه ، عن النوفلى ، عن السكونى ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة سبعون جزء أو أفضلها جزء طلب الحلال (٢).

٢٤ ـ ما أمير المؤمنين ابنه عليهما‌السلام أنه ليس للمؤمن بد من أن يكون شاخصا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم (٣).

٢٧ ـ ل : أبى عن السعد ابادي ، عن البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان رفعه إلى على بن الحسين عليه‌السلام قال : من سعادة المرء المسلم أن يكون منجرة في بلاده ، ويكون خلطاؤه صالحين ، ويكون له ولد يستعين به (٤).

٢٨ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن جعفر بن بشير ، عن سيف ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : من لم يستح من طلب المعاش مؤنته ، ورخى باله ، ونعم عياله (٥).

٢٩ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري باسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة سبعون جزءا أفضلها جزءا طلب الحلال (٦).

٣٠ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن ابن محمد ، عن الحارث بن بهرام ، عن عمرو بن جميع قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لا خير في امن لا يحب جمع المال من حلال فكيف به وجهه ويقضى

__________________

(١) نفس المصدر ص ٢٥٨.

(٢) نفس المصدر ص ٣٦٦.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٤٦.

(٤) الخصال ج ١ ص ٧٧.

(٥) ثواب الاعمال ص ١٥١ صدر حديث.

(٦) نفس المصدر ص ١٦٤ طبع بغداد.

٧

به دينه (١).

٣١ ـ وفي حديث آخر : من طلب الدنيا استغناء عن الناس وتعطفا على الجار لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر (٢).

٣٢ ـ ير : محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : من جمع مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر (٣).

٣٣ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من كسب مالا من غير حله سلط عليه البناء والطين والماء (٤).

٣٤ ـ شا : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن مثل على بن الحسين يدع خلفا لفضل على بن الحسين

__________________

(٢ ـ ١) ثواب الاعمال ص ١٦٤.

(٣) أخرجه الشريف الرضى في المجازات النبوية ص ١٦٩ مرفوعا عن النبى صلى الله عليه وآله بلفظ (من كسب مالا من نهاوش أنفقه في نهابر) وقال : المراد بالنهاوش على ما قاله أهل العربية : اكتساب أموال من النواحى المكروهة والوجوه المذمومة ومن غير حلها ولا حميد سبلها. وقال أبو عبيدة : هو مهاوش بالميم : يريد أخذ المال من التلصص وقال غيره : ذلك مأخوذ من الهوش يقال : تهاوش القوم اذا اختلطوا. منه قوله عليه الصلاة والسلام : (اياكم وهوشات الاسواق) اى اختلاطها وفسادها الخ.

وقوله عليه الصلاة والسلام : أنفقه في نهابر : أى في الوجوه المحرمة التى يضيع الانفاق فيها ، ولا يعود اليه نفع منها ، وذلك مأخوذ من نهابر الرمل ، واحدتها نهبورة وهى وهدات تكون بين الرمال المستعطمة اذا وقع البعير فيها استرخت قوائمه ولم يكد يتخلص منها ، فكانه صلى‌الله‌عليه‌وآله شبه ما يكتسب في الحرام بالشى الواقع في عجمة الرمل لا يرجى وجوده ولا ينشد مفقوده ، ومع ذلك فقد أرصد لمنفقة اليم العذاب وعقيم العقاب.

(٤) محاسن البرقى ص ٦٠٨ طبع ايران.

٨

حتى رأيت ابنه محمد بن على فأردت أن أعظه فوعظنى فقال له أصحابه : بأى شئ وعظك؟.

قال : خرجت إلى بعض نواحى المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن على وكان رجلا بدنيا وهو متك على غلامين له أسودين أو مولبين ، فقلت في نفسى : شيخ من شيوخ قريش في هذه الحال في طلب الدنيا ، أشهد لاعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم على بنهر وقد تصبب عرقا فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال.

قال : فخلا عن الغلامين من يده ثم تساند عليه الصلاة والسلام وقال : لو جاءنى والله الموت وأنا في هذه الحال جاءنى وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكف بها نفسى عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءنى وأنا على معصية من معاصى الله ، فقلت : يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتنى (١).

٣٥ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة (٢).

٣٦ ـ وروى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال (٣).

٣٧ ـ وقال عليه‌السلام : العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال (٤).

٣٨ ـ روى ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا نظر إلى الرجل فأعجبه قال : هل له حرفة فان قالوا لا قال : سقط من عينى قيل : وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال : لان المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه (٥).

٣٩ ـ وقال من أكل من كد يده مر على الصراط كالبرق الخاطف (٦).

٤٠ ـ وقال عليه‌السلام : من أكل من كد يده نظر الله إليه بالرحمة ثم لا يعذبه

__________________

(١) ارشاد الشيخ المفيد ص ٢٧٣ طبع النجف.

(٦ ـ ٢) جامع الاخبار ص ١٣٩ (الطبعة الاخيرة الممتازة المصححة) ط الحيدرية في النجف.

٩

أبدا (١).

٤١ ـ وقال عليه‌السلام : من أكل منكد يده حلالا فتح له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء (٢).

٤٢ ـ وقال : من أكل من كد يده كان يوم القيامة في أعداد الانبياء ويأخذ ثواب الانبياء (٣).

٤٣ ـ طا : من كتاب مسائل الرجال لمولانا أبي الحسن الهادى عليه‌السلام قال محمد بن الحسن : قال محمد بن هارون الجلاب : قلت : روينا عن آبائك إنه يأتى على الناس زمان لا يكون شئ أعز من أخ أنيس أو كسب درهم من حلال ، فقال لي : يا أبا محمد إن العزيز موجود ولكنك في زمان ليس شئ أعسر من درهم حلال وأخ في الله عزوجل (٤).

٤٤ ـ نبه : أصاب أنصاريا حاجة فأخبربها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : إيتنى بما في منزلك ولا تحفر شيئا فأتاه بحلس وقدح فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يشتريهما؟ فقال رجل : هما على بدرهم فقال : من يزيد؟ فقال رجل : رجل : هما على بدرهمين ، فقال : هما لك ، فقال ابتع بأحدهما طعاما لاهلك وابتع بالاخر فأسا فأتاه بفاس ، فقال عليه‌السلام : من عنده نصاب لهده الفاس؟ فقال أحدهما : عندى فأخذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاثبته بيده وقال : اذهب فاحتطب ولا تحقرن شوكا ولا رطبا ولا يابسا ، ففعل ذلك خمس عشرة ليلة فأتاه وقد حسنت حاله ، فقال عليه‌السلام هذا خير من أن تجئ يوم القيامة وفي وجهك كدوح الصدقة (٥).

٤٥ ـ ختص : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اكتسب مالا من غير حله كان زاده إلى النار (٦).

__________________

(١ ـ ٣) جامع الاخبار ص ١٣٩.

(٤) أمان الاخطار ص ٤٥ طبع النجف.

(٥) تنبيه الخواطر ص ٣٧ طبع النجف.

(٦) الاختصاص ص ٢٤٩ لم يوضع له ولما بعده رمز وهما منقولان من الاختصاص

١٠

٤٦ ـ وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : من لم يبال من أى باب اكتسب الدينار والدرهم لم ابال يوم القيامة من أى أبواب النار أدخلته (١).

٤٧ ـ مجالس : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن الحسن بن حفص ، عن هشام النهشلى ، عن عمرو بن هاشم ، عن معروف بن خربوذ ، عن عامر بن واثله ، عن أبي بردة الاسلمى ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع : عن جسده فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت (٢).

٤٨ ـ عن الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن فضال ، عن على بن عقبة ، عن الحسين بن موسى الحناط عن ابيه ، قال : ذكر عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه ذكر عنده رجل فقال : إن الرجل أذا أصاب مالا من حرام لم يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة رحم حتى أنه يفسد فيه الفرج (٣).

٤٩ ـ نقل من الخط الشيخ الشهيد قدس الله روحه نقلا من كتاب التجارة للحسين بن سعيد ، روى عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، أبي جعفر عليه‌السلام قال : ليس من نفس إلا وقذد فرض الله لها حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه آخر فان هي تناولت شيئا من الحرام قاصها من الحلال الذي فرض لها وعند الله سواهما فضل كثير وهو قوله «واسئلوا الله من فضله» (٤).

٥٠ ـ الدعوات للراوندى : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل الحلال قام على

__________________

كما في المستدرك للنورى ج ٢ ص ٤١٧.

(١) نفس المصدر ص ٢٤٩.

(٢) امالى الطوسى ج ٢ ص ٢٠٦ طبع النجف.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٩٣ وكان الرمز (ع) لعلل الشرائع وهو من سهو القلم والصواب ما اثبتناه.

(٤) سورة النساء الاية ٣٢.

١١

رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ من أكله.

٥١ ـ وقال : لرد دانق من حرام يعدل عندالله سبعين ألف حجة مبرورة.

٥٢ ـ وقال عليه‌السلام : إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنة كل ملك في السماوات وفي الارض.

٥٣ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : أربع لا يستجاب لهم دعاء ، رجل جالس في بيته يقول يا رب ارزقنى فيقول له : ألم آمرك بالطلب ، ورجل كانت له امراة قد غالبها فيقول : ألم أجعل أمرها بيدك ، ورجل كان له مال فأفسده فيقول يا رب ارزقنى فيقول له : ألم آمرك بالاقتصاد ، ألم آمرك بالاصلاح ، ثم قرأ «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقترفوا وكان بين ذلك قواما» (١) ، ورجل كان له مال فأدانه بغير بينه فيقول : ألم آمرك بالشهادة.

٥٤ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه ليأتى على الرجل منكم لا يكتب عليه سيئة وذلك إنه مبتلى بهم المعاش.

٥٥ ـ نهج البلاغة : من طلب شيئا ناله أو بعضه (٢).

٥٦ ـ وقال عليه‌السلام : للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجي فيهاربه ، ساعة فيها يرم معاشه ، وساعة يخلى بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل ، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو حظوة في معاد ، أو لذة في غير محرم (٣).

٥٧ ـ وقال عليه‌السلام : إن أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله فورثه رجلا فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنة ودخل به الاول النار (٤).

٥٨ ـ كنز الكراجكى : روى عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : ثلاثة يدعون

__________________

(١) سورة الفرقان الاية ٦٧.

(٣ ـ ٢) نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده ج ٣ ص ٢٤٧ طبع مصر.

(٤) نفس المصدر ج ٣ ص ٢٥٥.

١٢

فلا يستجاب لهم : رجل جلس عن طلب الرزق ثم يقول : اللهم ارزقنى ، يقول الله تعالى ، ألم أجعل لك طريقا إلى الطلب ، ورجل له امراة سوء يقول : اللهم خلصنى منها يقول الله تعالى : أليس قد جعلت أمرها بيدك ، ورجل سلم ما له إلى رجل لم يشهد عليه به فجحده إياه فهو يدعو عليه ، فيقول الله تعالى : قد أمرتك بالاشهاد فلم تفعل (١).

٥٩ ـ عدة الداعى : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله (٢).

٦٠ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اتجروا بارك الله لكم فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الرزق عشرة أجزاء تسعة في التجارة وواحد في غيرها (٣).

٦١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول (٤).

٦٢ ـ وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : ملعون ملعون من ضيع من يعول (٥).

٦٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال لم يبال الله من أين أدخله النار (٦).

٦٤ ـ وروى الصدوق باسناده عن أبي الردا ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصبح معافا في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه وليلته ، فكانما حيزت له الدنيا يا ابن جعشم يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك ، فان يكن بيت يكنك فذاك وإن يكن دابة تركبها فبخ بخ وإلا فالخبز وماء البحر وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب (٧).

٦٥ ـ وروى عن عمر بن زيد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنى أركب في الحاجة التي كفاها الله ما أركب فيها إلا التماس أن يرانى الله اضحى في طلب الحلال أما تسمع قول الله عزوجل اسمه «فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض

__________________

(١) كنز الفوائد للكراجكى ص ٢٩١.

(٦ ـ ٢) عدة الداعى لابن فهدالحلى ص ٥٥ طبع تبريز سنة ١٣٧٤.

(٧) نفس المصدر ص ٥٦.

١٣

وابتغوا من فضل الله» أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه ثم قال : رزقنى ينزل على كان يكون هذا؟ أما إنه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة ، قال : قلت من هولاء؟ قال : رجل يكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له لان عصمتها في يده لو شاء أن يخلي سبيلها ، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجده حقه فيدعو عليه فلا يستجاب له لانه ترك ما أمر به ، والرجل يكون عنده شئ فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله ثم يدعو فلا يستجاب له (١).

٦٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : اشتدت حال رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت له امرأته : لو أتيت النبى صلى الله عيله وآله فسألته فجاء إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعه يقول : من سألنا أعطيناه ، ومن استغنى أغناه الله ، فقال الرجل : ما يعنى صلى‌الله‌عليه‌وآله غيرى فرجع إلى امرأته فأعلمها ، فقالت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بشر فأعلمه ، فأتاه ، فلما رآه عليه‌السلام قال : من سألنا أعطيناه ، ومن استغنى أغناه الله حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، ثم ذهب الرجل فاستغفار فاسا ثم أتى الجبل فصعده وقطع حطبا ثم جاء به ، فباعه بنصف مد من دقيق ، ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر منه فباعه ، ولم يزل يعمل و يجمع حتى اشترى فاسا ، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاما ، ثم أثرى وحسنت حاله فجاء النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمعه يقول ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لك ، من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله (٢).

٦٧ ـ وعن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا يكتسب العبد مالا حراما ويتصدق منه فيؤجر عليه ، ولا ينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار (٣).

٦٨ ـ وسئل أميرالمؤمنين من العظيم الشقا؟ قال : رجل ترك للدنيا ففاتته

__________________

(١) نفس المصدر ص ٦٣.

(٢) نفس المصدر ص ٧١.

(٣) نفس المصدر ص ٧٣.

١٤

الدنيا وخسر الاخرة ، ورجل تعبد واجتهد وصار يرأنى الناس فذاك الذي حرم لذات الدنيا من رياء ولحقة التعب الذي لو كان به مخلصا لاستحق ثوابه ، فورد الاخرة وهو يظن أنه قدعمل مايثقل به ميزانه فيجده هباء منثورا ، قيل فمن أعظم الناس حسرة؟ قال : من رأى ماله في ميزان غيره فأدخله الله به النار وأدخل وارثه به الجنة ، قيل فكيف يكون هذا؟ قال : كما حدثنى بعض إخواننا عن رجل دخل إليه وهو يسوق فقال له : يا فلان ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق ما أديت منها زكاة قط؟ قال : قلت : فعلام جمعتها؟ قال لخوف السلطان ومكاثرة العشيرة ولخوف الفقر على العيال ولروعة الزمان ، قال : ثم لم يخرج من عنده حتى فاضت نفسه.

ثم قال على عليه‌السلام : الحمد لله الذي أخرجه منها ملوما مليما بباطل جمعها ، ومن حق منعها فأوعاها ، وشدها فأكاها ، فقطع فيها المفاوز والقفار ولجج البحار.

أيها الواقف لا تخدع كما خدع صويحبك بالامس ، إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من رأى ماله في ميزان غيره ، أدخل الله هذا به الجنة وأدخل هذا به النار (١).

٦٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : وأعظم من هذا حسرة رجل جمع مالا عظيما بكد شديد ومباشرة الاهوال وتعرض الاقطار ثم أفنى ماله صدقات ومبرات وأفنى شبابه وقوته عبادات وصلوات وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ولا يعرف له من الاسلام محلة ، ويرى من لا يعشره ولا يعشر عشر معاشره أفضل منه يواقف على الحجج ولا يتأملها ، ويحتج عليه بالايات والاخبار فما يزيد إلا تماديا في غيه ، فذاك أعظم من كل حسرة ، ويأتى يوم القيامة و صدقاته ممثلة له في الافاعي تنهشه ، وصلواته وعبادته ممثلة في مثل الزبانية تدفعه ، حتى تدعه إلى جهنم دعا.

يقول : يا ويلي ألم من المصلين ، ألم أك من المزكين ، ألم أك عن

__________________

(١) نفس المصدر ص ٧٤.

١٥

أموال الناس ونسائهم من المتعففين ، فلما ذا دهيت بما دهيت؟ فقال له : يا شقي ما ينفعك ما علمت وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله والايمان بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وضيعت ما لزمك من معرفة حق علي ولي الله ، والتزمت ما حرم الله عليك من الائتمام بعدو الله ، فلو كان بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره ، وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بملء الارض ذهبا لما زادك ذلك من الله إلا بعدا ومن سخطه إلا قربا (١).

٧٠ ـ ويروى عن سيدنا أمير المؤمنين أنه لما كان يفرغ من الجهاد يتفرغ لتعليم الناس والقضاء بينهم ، فاذا فرغ من ذلك اشتغل في حايط له يعمل فيه بيده وهو مع ذلك ذاكر الله جل وجلاله (٢).

٧١ ـ وعن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أكل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه (٣).

٧٢ ـ وقال : إن الله ملكا ينادى على بيت المقدس كل حراما ما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، والصرف النافلة والعدل الفريضة (٤).

٧٣ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل ، وقيل على الماء (٥).

٧٤ ـ اعلام الدين ـ روى عيسى بن موسى ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قال يا عيسى المال ، مال الله عزوجل جعله ودايع عند خلقه وأمرهم أن يأكلوا قصدا ويشربوا منه قصدا ، ويلبسوا منه قصدا ، وينحكوا منه قصدا ويركبوا منه قصدا ، ويعودوا بما سوى ذلك على الفقراء المؤمنين ، فمن تعدى ذلك كان ما أكله منه حراما وما يشرب منه حراما وما لبسه منه حراما ، وما نكحه منه حراما ، وما ركبه منه حراما.

٧٥ ـ وعن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تكون امتي في الدنيا على ثلاثة أطباق ، أما

__________________

(١) نفس المصدر ص ٧٤.

(٢) نفس المصدر ص ٨١.

(٣ ـ ٥) نفس المصدر ص ١١٠.

١٦

الطبق الاول : فلا يحبون جمع المال وادخاره ولا يسعون في اقتنائه واحتكاره ، و إنما أرضاهم من الدنيا سد جوعه وسترعورة ، وأغناهم فيها مابلغ بهم الاخرة ، فاولئك الامنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وأما الطبق الثاني فانهم يحبون جمع المال من أطيب وجوهه وأحسن سبله يصلون به أرحامهم ، ويبرون به إخوانهم ، ويواسون به فقراءهم ، ولعض أحدهم على الرصيف أيسر عليه من أن يكسب درهما من غير حلة أو يمنعه من حقة ، أو أن يكون له خازنا إلى حين موته ، فاولئك الذين إن نوقشوا عذبوا وإن عفى عنهم سلموا

وأما الطبق الثالث فانهم يحبون جمع المال مماحل وحرم ، ومنعه مما افترض ووجب ، إن أنفقوه إسرافا وبدارا ، وإن أمسكوه أمسكوه بخلا واحتكارا.

٧٦ ـ وعن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا ، وكتب الله عزوجل له بعدد أجر ذلك أوزارا وما بقي بعد موته كان زاده إلى النار ، ومن قدر عليها فترركها مخافة الله عزوجل دخل في محبة ورحمته ويؤمر به إلى الجنة.

٧٧ ـ كتاب الغايات : قيل لسلمان رحمة الله عليه : أى الاعمال أفضل؟ قال : الايمان بالله وخبز حلال (١).

٧٨ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن هارون بن موسى ، عن محمد بن على ، عن محمد بن الحسين ، عن على بن أسباط ابن فضال ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الشاخص في طلب الرزق الحلال كالمجاهد في سبيل الله.

٧٩ ـ ومنه عن القاسم بن على العلوي ، عن محمد بن أبى عبدالله ، عن سهل بن زياد عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طلب الكسب فريضة بعد الفريضة.

٨٠ ـ ومنه عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله العبادة

__________________

(١) كتاب الغايات ص ٧١ ضمن مجموعة جامع الاحاديث طبع الاسلامية سنة ١٣٦٩ ه.

١٧

سبعون جزء ، أفضلها جزءا طلب الحلال.

٨١ ـ ومنه بهذا الاسناد : العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال.

٢

* «(باب)» *

«(الاجمال في الطلب)»

الايات : آل عمران : إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (١).

الرعد : الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر (٢).

الحجر : وإن من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم (٣).

النحل : والله فضل بعضكم على بعض في الرزق (٤)

اسرى : إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا (٥).

طه : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسئلك رزقا نحن نرزقك (٦).

النور : والله يرزق من يشاء بغير حساب (٧).

العنكبوت : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم (٨).

وقال تعالى : الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له إن الله بكل شئ عليم (٩).

__________________

(١) سورة آل عمران : ٣٧.

(٢) سورة الرعد : ٢٦.

(٣) سورة الحجر : ٢١.

(٤) سورة النحل : ٧١.

(٥) سورة الاسراء : ٣٠.

(٦) سورة طه : ١٣٢.

(٧) سورة النور : ٣٨.

(٨) سورة العنكبوت : ٦٠.

(٩) سورة العنكبوت : ٦٢.

١٨

الروم : أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لايات لقوم يؤمنون (١).

وقال تعالى : الله يبسط الذي خلقكم ثم رزقكم (٢).

سبأ : قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله (٣).

وقال تعالى : قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين (٤).

فاطر : هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض (٥).

حمعسق : له مقاليد السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه. بكل شئ عليم (٦).

وقال تعالى : الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز (٧).

وقال تعالى : ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير (٨).

الذاريات : إن الله هو الرزاق ذوا القوة المتين (٩).

النجم : وإنه هو أغنى وأقنى (١٠).

الجمعة : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين (١١).

الطلاق : الطلاق ومن يتق الله يجعل له مخرجا يرزقه من حيث لا يحتسب

__________________

(١) سورة الروم : ٣٧.

(٢) سورة الروم : ٤٠.

(٣) سورة سبأ : ٢٤.

(٤) سورة سبا : ٣٩.

(٥) سورة فاطر : ٣.

(٦) سورة الشورى : ١٢.

(٧) نفس السورة : ١٩.

(٨) نفس السورة : ٢٧.

(٩) سورة الذاريات : ٥١.

(١٠) سورة النجم : ٤٨.

(١١) سورة الجمعة : ١١.

١٩

ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا (١)

١ ـ كنز الكراجكى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس الغنا في كثرة العرض وإنما الغنا غناء النفس (٢).

٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث خصال من صفة أولياء الله : الثقة بالله في كل شئ ، والغنا به عن كل شئ ، والافتقار إليه في كل شئ (٣).

٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا اخبركم بأشقى الاشقياء؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الاخرة. نعوذ بالله من ذلك (٤).

٤ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الفقر يخرس الفطن عن حجته ، والمقل غريب في بلده ، ومن فتح على نفسه بابا من المسألة ، فتح الله عليه بابا من الفقر (٥).

٥ ـ وقال عليه‌السلام : العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغناء (٦).

٦ ـ وقال عليه‌السلام : من كساه الغناء ثوبه خفي عن العيون عيبه (٧).

٧ ـ وقال عليه‌السلام : من أبدى إلى الناس ضره فقد فضح نفسه ، وخير الغناء ترك السوءال ، وشر الفقر لزوم الخضوع (٨).

٨ ـ وقال عليه‌السلام : استغن بالله عمن شئت تكن نطيره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ، وأفضل على من شئت تكن أميره (٩).

٩ ـ وقال عليه‌السلام : لا ملك أذهب بالفاقة من الرضا بالقنوع (١٠).

١٠ ـ وروي أن الماء تصبب على صخرة فوجد عليها مكتوبا : إنما يتبين الغناء والفقر بعد العرض الله على الله عزوجل (١١).

١١ ـ وقال رجل للصادق عليه‌السلام : عظني فقال : لا تحدث نفسك بفقر

__________________

(١) سورة الطلاق : ٣.

(٤ ـ ٢) كنز الفوائد ص ٢٨٨.

(١١ ـ ٥) كنز الفوائد ص ٢٨٩.

٢٠