بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لسانه ) فو الذي نفسي بيده ما شككت في قضاء بين اثنين(١).

٢ ـ كا : العدة ، عن سهل وأحمد بن محمد جميعاً ، عن بكر بن صالح ، عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سمعته يقول : أهدى أمير المؤمنين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة أفراس من اليمن ، فقال : سمهالي ، فقال : هي ألوان مختلفة ، فقال : ففيها وضح؟ قال : نعم فيها أشقربه وضح ، قال : فأمسكه علي ، قال : وفيها كميتان أوضحان ، فقال : أعطهما ابنيك : قال : والرابع أدهم بهيم ، قال : بعه واستخلف به نفقة لعيالك ، إنما يمن الخيل في ذوات الاوضاح(٢).

٣ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبيعد الله عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن وقال لي : يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه ، وأيم الله لان يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ، ولك ولاؤه يا علي(٣).

بيان : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولك ولاؤه ، أي لك ميراثه إن لم يكن له وارث وعليك خطاؤه.

٤ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن عبدالرزاق بن سليمان ، عن الفضل ابن الفضل الاشعري(٤) عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله (ص) بعث عليا عليه‌السلام إلى اليمن فقال له وهو يوصيه ، يا علي أوصيك بالدعاء فإن معه الاجابة وبالشكر فإن معه المزيد وإياك عن أن تخفر عهدا « وتعين عليه ، وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه لينصرنه الله(٥).

____________________

(١) إعلام الورى باعلام الهدى : ٧٩ و ٨٠ ( ط ١ ) و ١٣٧ ط ٢.

(٢) فروع الكافى ٢ : ٢٢٨ و ٢٢٩. (٣) فروع الكافى : ٣٣٥.

(٤) في المصدر : قال ابى المفضل ، حدثنا عبدالرزاق بن سليمان بن غالب الازدى بارتاح قال : حدثنى الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الاشعرى سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات قال : حدثنى.

(٥) المجالس والاخبار : ٢٨. قوله : [ اياك ان تخفر اه ] في المصدر الذى صححته على نسخة الملا خليل القزوينى مكرر. خفر فلانا : نقض عهده. غدر به.

٣٦١

٥ ـ ص : الصدوق ، عن ابن موسى ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن إبراهيم بن الحكم ، عن عمرو بن جبير ، عن أبيه ، عن الباقر عليه‌السلام قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا إلى اليمن فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا(١) فقتله فأخذه أولياؤه ورفعوا إلى علي عليه‌السلام ، فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله ، فأبطل علي عليه‌السلام دم الرجل ، فجاء أو لياء المقتول من اليمن إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يشكون عليا فيما حكم عليهم ، فقالوا : إن عليا ظلمنا وأبطل دم صاحبنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عليا ليس بظلام ، ولم يخلق علي للظلم ، وإن الولاية من بعدي لعلي ، والحكم حكمه ، والقول قوله ، لا يرد حكمه وقوله وولايته إلا كافر ، ولا يرضى بحكمه وولايته إلا مؤمن ، فلما سمع الناس قول رسول الله (ص) قالوا : يا رسول الله رضينا بقول علي وحكمه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هو توبتكم مما قلتم(٢).

٦ ـ ير : أحمد بن موسى ، عن أحمد بن محمد معروف بغزال ، عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبدالرحمن بن أحمد السلماني ، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : دعاني رسول الله (ص) فوجهني إلى اليمن لا صلح بينهم ، فقلت له : يا رسول الله إنهم قوم كقير وأنا شاب حدث ، فقال لي : يا علي إذا صرت بأعلى عقبة فيق(٣) فناد بأعلى صوتك : يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئكم السلام ، قال : فذهبت فلما صرت بأعلى عقبة فيق(٤) إشرفت على اليمن فإذاهم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون أسنتهم ، منتكبون قسيهم ، شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : يا شجر يا مدر يا ثرى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئكم السلام قال : فلم يبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد : وعلى محمد رسول الله وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت(٥).

____________________

(١) نفحت الدابة الرجل ضربته بحد حافرها.

(٢) قصص الانبياء : مخطوط. وليست عندى نسخته.

(٣ و ٤) افيق خ ل. (٥) بصائر الدرجات ، ١٤٥ و ١٤٦.

٣٦٢

بيان : قال الفيروز آبادي : أفيق كأمير : قرية بين حوران والغور ، ومنه عقبة أفيق ، ولا تقل : فيق. وأشرعت الرمح قبله : سددت. وتنكب القوس : ألقاها على منكبه.

أقول : سيأتي بأسانيد في أبواب معجزات أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

٦ ـ شا : من فضائل أمير المؤمنين ما أجمع عليه أهل السيرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الاسلام ، وأنفذ معه جماعة من المسلمين فيهم البراء بت عازب رحمه‌الله ، وأقام خالد على القوم ستة أشهر يدعوهم فلم يجبه أحد منهم ، فساء ذلك رسول الله (ص) ، فدعا أميرالمؤمنين عليه‌السلام وأمره أن يقفل خالدا ومن معه ، وقال له : إن أراد أحد ممن مع خالد أن يعقب معك فاتر كه ، قال البراء : فكنت ممن(١) عقب معه ، فلما انتهينا إلى أوائل أهل اليمن وبلغ القوم الخبر فجمعوا(٢) له فصلى بنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام الفجر ثم تقدم بين أيدينا فحمدالله ، وأثنى عليه ، ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله (ص) ، فأسلمت همدان كلها في يوم واحد ، وكتب بذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى رسول الله (ص) فلما قرأ كتابه استبشر وابتهج وخر ساجدا شكر الله تعالى ، ثم رفع رأسه و جلس(٣) وقال : السلام على همدان(٤) ثم تتابع بعد إسلام همدان أهل اليمن على الاسلام(٥).

د : عن البراء بن عازب مثله(٦).

بيان : القفول : الرجوع ، وأقفله : رده وأرجعه.

أقول : وذكر ابن الاثير في الكامل هذه القصة في وقايع السنة العاشرة نحوا مما ذكره المفيد رحمه‌الله.

____________________

(١) فيمن عقب خ ل. أقول : يوجد ذلك في المصدر.

(٢) تجمعوا خ ل. أقول : في المصدر فتجمعوا. (٣) فجلس خ ل.

(٤) السلام على همدان خ ، أقول : لم يكرر ذلك في المصدر.

(٥) إلى الاسلام خ ل. الارشاد : ص ٣١. (٦) العدد : مخطوط. لم نجد نسخته إلى الان.

٣٦٣

٣٥

باب

*(قدوم الوفود على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

*(وساير ما جرى إلى حجة الوداع)*

١ ـ عم : قال بعد ذكر نزول براءة : ثم قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عروة بن مسعود الثقفي مسلما ، واستأذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الرجوع إلى قومه ، فقال : إني أخاف أن يقتلوك ، فقال : إن وجدوني نائما ما أيقظوي ، فأذن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرجع إلى الطائف ودعاهم إلى الاسلام ونصح لهم فعصوه ، وأسمعوه الاذى حتى إذا طلع الفجر قام في غرفة من داره فأذن وتشهد ، فرماه رجل بسهم فقتله ، وأقبل بعد قتله من وفد ثقيف بعضة عشر رجلا هم أشراف ثقيف فأسلموا ، فأكرمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحباهم وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص بن بشر(١) وقد كان تعلم سوراً من القرآن ، وقد ورد في الخبر عنه أنه قال : قلت يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بين صلاتي وقراءتي قال : ذاك شيطان يقال له : خنزب ، فإذا خشيت فتعوذ بالله منه ، واتفل عن يسارك ثلاثا ، قال : ففعلت فأذهب الله عني ، رواه مسلم في الصحيح.

فلما أسلمت ثقيف ضربت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفود العرب فدخلوا في دين الله أفواجا ، كما قال الله سبحانه(٢) فقدم عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله عطارد بن حاجب بن زرارة في أشراف من بني تميم ، منهم الاقرع بن حابس ، والزبرقان بن بدر ، وقيس ابن عاصم ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وعمرو بن الاهتم ، وكان الاقرع وعيينة شهدا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتح مكة وحنينا والطائف ، فلما قدم وفد تميم دخلا معهم فأجارهم رسول الله وأحسن جوارهم ، وممن قدم عليه وفد بني عامر فيهم عامر

____________________

(١) في المصدر : [ بشير ] وهو وهم (٢) في سورة النصر.

٣٦٤

ابن الطفيل ، وأربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة لامه ، وكان عامر قد قال لاربد : إني شاعل عنك وجهه ، فإذا فعلته فأعله بالسيف ، فلما قدموا عليه قال عامر : يا محمد خالني(١) فقال : لا حتى تؤمن بالله وحده ، قالها مرتين ، فلما أبى عليه رسول الله قال : والله لاملانها عليك خيلا حمرا ورجلا ، فلما ولى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم اكفني عامر بن الطفيل » فلما خرجوا قال عامر لاربد : أين ما كنت أمرتك به؟ قال : والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل أفأضربك بالسيف؟ وبعث الله على عامر بن الطفيل في طريقه ذلك الطاعون في عنقه فقتله في بيت امرأة من سلول ، وخرج أصحابه حين واروه إلى بلاهم ، وأرسل الله على أربد وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما.

وفي كتاب أبان بن عثمان : أنهما قدما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد غزوة بني النضير ، قال : وجعل يقول عامر عند موته : أغدة(٢) كغدة البكر ، وموت في بيت سلولية ، قال : وكان رسول الله عليه‌السلام قال في عامر وأربد : اللهم أبدلني بهما فارسي العرب ، فقدم عليه زيد بن مهلهل الطائي ، وهو زيد الخيل ، وعمرو بن معدي كرب.

وممن قدم على رسول الله وفد طيئ فيهم زيد الخيل ، وعدي بن حاتم ، فعرض عليه الاسلام فأسلموا وحسن إسلامهم ، وسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زيد الخير ، و قطع له أرضين معه(٣) وكتب له كتابا ، فلما خرج زيد من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله راجعا إلى قومه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن ينج زيد من حمى المدينة أو من أم ملدم.

____________________

(١) يروى ذلك بكسر اللام مخففة : وبتشديدها مكسورة ، فالاول معناه تفرد لى خاليا حتى احدثك : والثانى معناه اتخذنى خليلا وصديقا.

(٢) الغدة : داء يصيب البعير في حلقه فيموت منه. والبكر : الفتى من الابل وسلول : قوم يصفهم العرب باللوم والدناءة يتأسف من انه يموت بذلك المرض ، وفي بيت طائفة كذلك حالهم.

(٣) في المصدر : [ وقطع له ارضين وكتب له ] وفي الطبعة الثانية : وقطع له فيدا وارضين معه وكتب له.

٣٦٥

فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء يقال له : قردة(١) أصابته الحمى فمات بها ، و عمدت امرأته إلى ما كان معه من الكتب فأحرقتها.

وذكر محمد بن إسحاق أن عدي بن حاتم فر ، وإن خيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخذوا أخته فقدموا بها على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنه من عليها وكساها وأعطاها نفقة ، فخرجت مع ركب حتى قدمت الشام ، وأشارت على أخيها بالقدوم ، فقدم وأسلم وأكرمه رسول الله وأجلسه على وسادة رمى بها إليه بيده(٢).

بيان : في النهاية في حديث الصلاة : ذلك شيطان يقال له خنزب ، قال أبوعمرو هو لقب له ، والخنزب : قطعة لحم منتنة ، ويروى بالكسر والضم قوله : خالني أمر ، من المحالة وهي المحبة الخالصة ، وأم ملدم كنية الحمى ، ولعل الترديد(٣) من الراوي أو المراد نوع منها.

٢ ـ أقول : قال في المنتقى في سياق حوادث السنة التاسعة : وفيها قدم على رسول الله (ص) كتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم الحارث بن عبد كلال ونعيم بن كلال(٤) وغيرهما.

وفيها : رجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الغامدية ، عن بشير بن المهاجر(٥) عن أبيه قال : كنت جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاءته امرأة من غامد ، فقالت : يا نبي الله إني قد زينت ، وأريد(٦) أن تطهرني ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارجعي ، فلما كان من الغدأتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا ، فقالت : يا رسول الله إني قد زنيت وأريد(٧)

____________________

(١) في المصدر المطبوع جديدا وسيرة ابن هشام ، فردة بالفاء.

(٢) اعلام الورى : ٧٧ و ٧٨ ( ط ١ ) و ١٣٣ و ١٣٤ ط ٢ وفي سيرة ابن هشام : وجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالارض ، فقال عدى : قلت في نفسى : والله ما هذا بامر ملك.

(٣) يدل على ذلك قول ابن اسحاق بعد ما نقل قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله. « ان ينج زيد من حمى المدينة فانه » قال : قد سماها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باسم غير الحمى وغير ام ملدم فلم يثبته.

(٤) الصحيح : [ ونعيم بن عبد كلال ] كما في المصدر وغيره ، واجمل المصنف كلام الكازرونى ولم يذكر البقية ، وهم : النعمان قيل ذى رعين وهمدان ومعافر.

(٥) عبدالله بن بريدة عن أبيه. (٦ و ٧) في المصدر : وأنا اريد.

٣٦٦

أن تطهرني ، فقال لها : فارجعي ، فلما أن كان من الغدأتته(١) فاعترفت عنده بالزنا ، فقالت : يا نبي الله طهرني فلعلك تردني كما رددت ما عز بن مالك ، فوالله إني لحبلى ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارجعي حتى تلدين ، فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله قالت : يا نبي الله هذاقد ولدت. قال : فاذهبي فارضعيه حتى تفطميه ، فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز قالت : يا نبي الله هذا فطمته فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين ، وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضح الدم على وجنة خالد فسبها فسمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سبه إياها ، فقال : مهلايا خالد لا تسبها ، فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ، فأمر بها فصلى عليها فدفنت.

وفيها لا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين عويمر بن الحارث العجلاني وبين امرأته بعد العصر في مسجده صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان قد قذفها بشريك بن سحماء على ما روي عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت : « والذين يرمون المحصنات(٢) » الآية ، قرأها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الجمعة على المنبر ، فقام عاصم بن عدي الانصاري وقال : جعلني الله فداك إن رأى رجل منامع امرأنه رجلا فأخبر بما رأى جلد ثمانين وسماه المسلمون فاسقا ، لا تقبل شهادته أبدا ، فكيف لنا بالشهداء ونحن إذا التمسنا الشهداء كان الرجل قد فرغ من حاجته ومر؟ وكان لعاصم هذا ابن عم يقال له : عو يمر ، وله امرأة يقال لها : خولة بنت قيس بن محصن ، فأتى عويمر عاصما وقال : قد رأيت شريك ابن السحماء على بطن امرأتي خولة ، فاسترجع عاصما وأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجمعة الاخرى فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أسرع ما ابتليت بالسؤال الذي سألت في الجمعة الماضية في أهل بيتي ، وكان عويمر وخولة والشريك كلهم بنو عم لعاصم ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم جميعا وقال لعويمر : اتق الله في زوجتك وابنة عمك فلا تقذفها بالبهتان ، فقال : يا رسول الله أقسم بالله إني رأيت شريكا على بطنها

____________________

(١) في المصدر : اتته أيضا. (٢) النور : ٤.

٣٦٧

وإني ما قربتها منذ أربعة أشهر ، وإنها حبلى من غيري ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للمرأة : اتقي الله ولا تخبريني إلا بما صنعت ، فقالت : يا رسول الله إن عو يمرا رجل غيور وإنه رآني وشريكا نطيل السمر ونتحدث فحملته الغيرة على ما قال فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لشريك : ما تقول؟ فقال ما تقوله المرأة ، فأنزل الله عز و جل : « والذين يرمون أزواجهم(١) » الآية ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نودي : الصلاة جامعة ، فصلى العصر ، ثم قال لعويمر : قم فقام فقال : اشهد أن خولة زانية وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الثانية : اشهد بالله أني رأيت شريكا على بطنها و إني لمن الصادقين ، ثم قال في الثالثة : اشهد أنها حبلى من غيري ، وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الرابعة : اشهد بالله أني ما قربتها منذ أربعة أشهر ، وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الخامسة لعنة الله على عويمر ـ يعني نفسه ـ إن كان من الكاذبين فيما قال ، ثم أمره بالعقود ، وقال لخولة : قومي فقامت فقالت : اشهد بالله ما أنا بزانية ، وإن عويمر المن الكاذبين ، ثم قالت في الثانية : اشهد بالله أنه ما رأى شريكا على بطني ، وإنه لمن الكاذبين ، ثم قالت في الثالثة : اشهد بالله أنه ما رآني قط على فاحشة وإنه لمن الكاذبين ، ثم قالت في الرابعة : اشهد بالله أني حبلى منه وإنه لمن الكاذبين ، ثم قالت في الخامسة : أن غضب الله على خولة ـ يعني نفسها ـ إن كان من الصادقين ، ففرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بينهما ، وقال : « لو لا هذه الايمان لكان في أمرها رأي » وقال : تحينوا بها الولادة فإن جاءت بأصهب أثيبج(٢) يضرب إلى السواد فهو لشريك ، وإن جاءت بأورق جعدا جماليا خدلج الساقين فهو لغير الذي رميت(٣). قال ابن عباس : فجاءت بأشبه خلق بشريك.

وفي هذه السنة : توفي النجاشي واسمه اصحمة ، وهو الذي هاجر إليه المسلمون وأسلم ، وتوفي في رجب هذا السنة فنعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المسلمين وخرج إلى المصلى وصف أصحابه خلفه وصلى عليه(٤).

____________________

(١) النور : ٦. (٢) في المصدر : الاثبج.

(٣) في المصدر : رميت به. (٤) في المصدر : وكبر عليه أربعا.

٣٦٨

وروي عن عائشة قالت : لما مات النجاشي كنا نتحدث(١) أنه لا يزال يرى على قبره نور.

وفيها ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة ، فلما نزلت : « تبت يدا أبي لهب(٢) » قال له أبوه : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ، ففارقها ولم يكن دخل بها ، فلم تزل بمكة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم هاجرت ، فلما توفيت رقية خلف عليها عثمان في ربيع الاول سنة ثلاث من الهجرة ، وأدخلت عليه في جمادى الآخرة فماتت عنده في شعبان من هذه السنة فغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبدالمطلب وأم عطية ، ونزل في حفرتها أبوطلحة.

وفيها مات عبدالله بن عبدبهم(٣) بن عفيف ذو البجادين.

وفيها مات عبدالله بن سلول المنافق(٤).

ثم ذكر في وقايع السنة العاشرة : فيها بعث خالد بن الوليد إلى بني الحارث ابن كعب ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث في ربيعها الآخر(٥) من سنة عشر خالدا إلى بني الحارث بنجران ، وأمره أن يدعوهم إلى الاسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا فإن استجالوا فاقبل منهم وأقم فيهم وعلمهم كتاب الله وسنة نبيه ومعالم الاسلام وإن لم يفعلوا فقاتلهم ، فخرج خالد حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل ناحية يدعون(٦) الناس إلى الاسلام ، ويقولون : يا أيها الناس أسلموا تسلموا فأسلم الناس ودخلوا فيما دعاهم إليه فأقام خالد فيهم يعلمهم الاسلام ، وكتاب الله

____________________

(١) في المصدر : نحدث (٢) سورة المسد

(٣) في المصدر : عبدنهم. وهو الصحيح.

(٤) وهو عبدالله بن ابى ابن سلول وفي المصدر : عبدالله ابن أبى بن الحارث بن عبيد وهو ابن سلول ، وسلول امرأة من خزاعة.

(٥) في المصدر : في ربيع الاخر وجمادى الاولى.

(٦) في المصدر : في كل وجه ويدعون.

٣٦٩

وسنة نبيه ، ثم كتب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

بسم الله الرحمن الرحيم : لمحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من خالد بن الوليد السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد يا رسول الله صلى الله عليك ، فانك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم أن لا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلى الاسلام ثلاثة إيام. فإن أسلموا قبلت منهم ، وإني قدمت عليهم ودعوتهم إلى الاسلام فأسلموا وأنا مقيم أعلمهم معالم الاسلام.

فكتب رسول الله : من محمد رسول الله إلى خالد بن الوليد ، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسولك يخبرني أن بني الحارث قد أسلموا قبل أن يقاتلوا فبشرهم وأنذرهم وأقبل معهم ، وليقبل معك وفدهم ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

فأقبل خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقبل معه وفد بني الحارث فيهم قيس بن الحصين فسلموا عليه ، وقالوا : نشهد أنك رسول الله ، وأن لا إله إلا الله فقال رسول الله (ص) : وأنا أشهد أن لا إله إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وأمر عليهم قيسا فلم يمكثوا في قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعث إلى بني الحارث بعد أن ولى وفدهم عمرو بن حزم الانصاري ليفقههم ويعلمهم السنة والاسلام(١) ويإخذمنهم صدقاتهم.

وفيها قدم وفد سلامان في شوالها وهم سبعة نفر رأسهم حبيب السلاماني. وفيها قدم وفد محارب في حجة الوداع وهم عشرة نفر فيهم سواءبن الحارث وابنه خزيمة ، ولم يكن أحد أفظ ولا أغلظ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم ، وكان في الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت بك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن هذه القلوب بيد الله » ومسح وجه خزيمة فصارت له غرة بيضاء ، وأجازهم كما يجيز الوفد وانصرفوا.

____________________

(١) في المصدر : ومعالم الاسلام.

٣٧٠

وفيها قدم وفد الازد رأسهم صرد بن عبدالله الازدي في بضعة عشر.

وفيها قدم وفد غسان وفد عامر كلاهما في شهر رمضان.

وفيها قدم وفد زبيد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم عمرو بن معدي كرب فأسلم فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ارتد عمرو ثم عاد إلى الاسلام. وفيها قدم وفد عبد القيس ، والاشعث بن قيس في وفد كنده ، ووفد بني حنيفة معهم مسيلمة الكذاب ، ثم ارتد بعد أن رجع إلى وطنه.

وفيها قدم وفد بجيلة ، قدم جرير بن عبدالله البجلي ، ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك » فطلع جرير على راحلته على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا قال جرير : وبسط رسول الله يده فبايعني ، وقال : « على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتنصح للمسلمين ، وتطيع الوالي وإن كان عبداحبشيا » فقلت : نعم فبايعته ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسأله عما وراءه فقال : يا رسول الله قد أظهر الله الاسلام والاذان وهدمت القبائل أصنامهم(١) التي تعبد ، قال : فما فعل ذو الخلصة(٢) قال : هو على حاله فبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى هدم ذي الخلصة ، وعقد له لواء فقال : إني لا أثبت على الخيل ، فمسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صدره وقال : « اللهم اجعله هاديا مهديا » فخرج في قومه وهم زهاء مائتين ، فما أطال الغيبة حتى رجع ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أهدمته؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ، وأحرقته بالنار ، فتركته كما يسوء أهله فبرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على خيل أخمس(٣) ورجالها.

____________________

(١) في المصدر : أصنامها.

(٢) قال الكلبى في كتاب الاصنام : ٣٤ : ذو الخلصة كانت مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج ، وكانت بنبالة بين مكة واليمن على مسيرة سبع ليال من مكة ، وكان سدنتها بنو امامة من باهلة بن اعصر ، وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيلة وازد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن.

(٣) الصحيح : « احمس » وهم بطن من بجيلة.

٣٧١

وفيها قدم السيد والعاقب من نجران فكتب لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتاب صلح. وفيها قدم وفد عبس ووفد خولان وهم عشرة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قدم الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك.

وفيها قدم وفد عامر بن صعصعة ، وفيهم عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وكانا قد أقبلا يريدان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل : يا رسول الله هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « دعه فإن يرد الله به خيرا يهده » فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا محمد مالي إن أسلمت؟ قال : « لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم » قال : تجعل لي الامر بعدك. قال : « ليس(١) ذلك إلي ، إنما ذلك إلى الله يجعله حيث شاء » قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر؟ قال : لا ، قال : فماذا تجعل لي؟ قال : « أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها » قال : أو ليس ذلك إلي اليوم؟ كان عامر قد قال لاربد : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف ، فدار أربد ليضربه فاخترط من سيفه شبرا ثم حبسه الله فيبست يده على سيفه ولم يقدر على سله ، فعصم الله نبيه ، فرأى أربد وما يصنع بسيفه قال : « اكفنيهما بما شئت » فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة فأحرقته ، وولى عامر هاربا وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد؟ والله لاملانها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يمنعك الله من ذلك وأبناء قيلة » يعني الاوس والخزرج ، فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه وخرج وهو يقول : والله(٢) لئن أصحر إلي محمد وصاحبه ـ يعني ملك الموت ـ لانفذهما(٣) برمحي ، فأرسل الله تعالى ملكا فأثراه في التراب(٤) وخرجت عليه غدة كغدة البعير عظيمة ، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : أغدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية. ثم ركب فرسه فمات على ظهر الفرس. فأنزل الله تعالى : « ويرسل الصواعق

____________________

(١) في المصدر : قال : لا ليس ذلك. (٢) في المصدر : واللات.

(٣) في المصدر : لا نفذتهما برمحى.

(٤) في المصدر : فلطمه بجناحيه فاثراه في التراب.

٣٧٢

فيصيب بها من يشاء(١) ».

وفيها خرج بديل بن أبي مارية(٢) مولى العاص بن وائل في تجارة إلى الشام وصحبه نميم الداري وعدي بن بداء وهما على النصرانية ، فمرض ابن أبي مارية وقد كتب وصية وجعلها في ماله فقدموا بالمال والوصية ففقدوا جاما أخذه تميم وعدي ، وأحلفهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد العصر ، ثم ظهر عليه ، فحلف عبدالله بن عمرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة واستحقا(٣).

٣ ـ وقال في الكامل : وفي السنة العاشرة بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمراءه على الصدقات ، فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلى صنعاء ، فخرج عليه العبسي(٤) وهو بها ، وبعث زياد بن أسد الانصاري(٥) إلى حضر موت على صدقاتها ، وبعث عدي بن حاتم الطائي على صدقة طيئ وأسد ، وبعث مالك بن نويرة على صدقات حنظلة ، وجعل الزبرقان بدر وقيس بن عاصم على صدقات زيد بن مناة بن(٦) تميم وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ، وبعث علي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى نجران ليجمع صدقاتهم وجزيتهم ففعل وعاد ، فلقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٧) في حجة الوداع ، واستخلف على الجيش الذين معه رجلا من أصحابه ، وسبقهم إلى البني صلى‌الله‌عليه‌وآله فلقيه بمكة ، فعمد الرجل إلى الجيش فكساهم كل رجل حلة من البرد الذي مع علي عليه‌السلام ، فلما دنا الجيش خرج علي عليه‌السلام ليتلقاهم فرأى عليهم الحلل ، فنزعها عنهم ، فشكاه الجيش إلى رسول الله عليه واله فقام رسول الله (ص) خطيباً

____________________

(١) الرعد : ١٥.

(٢) راجع تفسير القمى : ١٧٦ ففيه تفصيل لذلك مع اختلاف.

(٣) المنتقى في مولد المصطفى : الباب التاسع والباب العاشر فيما كان في سنة تسع وعشر من الهجرة.

(٤) في المصدر وسيرة ابن هشام : العنسى. بالنون. وهو الصحيح وهو الاسود العنسى المتنبى.

(٥) في سيرة ابن هشام : زياد بن لبيد اخابنى بياضة الانصارى.

(٦) في المصدر : سعد بن زيد مناة بن تميم. (٧) في المصدر : بمكة.

٣٧٣

فقال : أيها الناس لا تشكوا عليا فانه والله لاخشن(١) في ذات الله ، أو في سبيل الله(٢).

بيان : قوله : صاحب مكس ، أي عشار. وقال الجزري : في حديث الاذان كانوا يتحينون وقت الصلاة ، أي يطلبون حينها ، والحين : الوقت. وقال : الاصهب : الذي يعلو لونه صهبة ، وهي كاشقرة. وقال : في حديث اللعان إن جاءت به أثيبج ، فهو لهلال ، تصغير الاثيج وهو الاتئ الثبج ، أي ما بين الكتفين والكاهل ورجل أثبج أيضا : عظيم الجوف. وقال : الاورق : الاسمر. والجعد : شديد الخلق ، أو مجتمعة الخلق ، أو جعد الشعر ضد السبوطة ، وقال : الجمالي بالتشديد الضخم الاعضاء التام الاوصال ، يقال : ناقة جمالية : شبيهة بالجمل عظما وبدانة. وقال : خدلج الساقين : عظيمهما ، وقال : البجاد : الكساء ، ومنه تسمية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدالله بن عبد بهم ذا الجبادين ، لانه حين أراد المصير إلى النبى (ص) قطعت أمه بجادا قطعتين فارتدى بإحداهما ، وائتزر بالاخرى ، وقال : يقال : على وجهه مسحة ملك ، ومسحة جمال ، أي أثر ظاهر منه ، ولا يقال ذلك إلا في المدح وقال : في صفة المهدي قرشي يمان ، ليس من ذي ولا ذو ، أي ليس فيه نسب أذواء اليمن ، وهم ملوك حمير ، منهم ذويزن وذورعين ، ومنه حديث جرير : يطلع عليكم رجل من ذي يمن ، على وجهه مسحة من ذي ملك ، كذا أورده عمر الزاهد ، وقال : ذي ههنا صلة ، أي زائدة. وقال : ذوالخلصة : هو بيت كان فيه صنم لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم ، وقيل : ذوالخلصة : الكعبة اليمانية التي كانت باليمن ، فأنفذ إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جرير بن عبدالله البجلي فخربها ، وقيل : ذوالخلصة : اسم الصنم ، وفيه نظر لان « ذو » لا يضاف إلا إلى أسماء الاجناس. وفي القاموس : فرس أجرد : قصير الشعر رقيقه ، والاجرد : السباق.

وفي النهاية أخيشن في ذات الله هو تصغير الاخشن للخشن.

____________________

(١) الاخيشن خ ل.

(٢) الكامل ٢ : ٢٠٥ فيه : [ فوالله انه لا خشن ] وفيه : وفي سبيل الله.

٣٧٤

٤ ـ قب بعث صلى‌الله‌عليه‌وآله رسله إلى الآفاق في سنة عشر ، وبين فتح مكة ووفاته كانت الوفود ، منهم بنو سليم وفيهم العباس بن مرداس ، وبنو تيم وفيهم عطارد بن زرارة(١) وبنو عامر وفيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس ، وبنو سعد بن بكرو فيهم ضمام بن ثعلبة ، وعبدالقيس والجارود بن عمرو وبنو حنيفة وفيهم مسيلمة الكذاب ، وطيئ وفيهم زيد الخيل وعدي بن حاتم ، وزبيد وفيهم عمرو بن معدي كرب ، وكندة وفيهم الاشعث بن قيس ، ونجران وفيهم السيد والعاقب وأبو الحارث والازد. وبعث حمير إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بإسلامهم ، وبعث فروة الجذامي رسولا باسمه ، وبنو الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين ويزيد بن عبدالمدان وثقيف وسيدهم عبد نايل ، بنو أسد وأسلم.(٢)

٥ ـ كنز الكراجكي : روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوما جالسا في نفر من أصحابه وقد صلى الغداة إذا أقبل أعرابي على ناقة له حتى وقف بباب المسجد فأناخها ثم عقلها ودخل المسجد يتخطى الناس والناس يوسعون له ، وإذا هو رجل مديد القامة ، عظيم الهامة ، معتجر بعمامة. فلما مثل بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أسفر عن لثامه ثم هم أن يتكلم فارتج ، ثم هم أن يتكلم فارتج(٣) حتى اعترضه ذلك ثلاث مرات ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد ركبه الزمع لهى عنه بالحديث ليذهب عنه بعض الذي أصابه ، وقد كسا الله نبيه جلالة وهيبة ، فلما أنس وفرخ روعه قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لله أنت ما أنت قائل ، فأنشد أبياتا اعتذارا عما أصابه فاستوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤) وكان متكئا فقال : أنت أهيب بن سماع ، ولم يره قط قبل وقته ذلك(٥) فقال : أنا أهيب بن سماع الآبي الدفاع القوي المناع قال : « أنت الذي ذهب جل قومك بالغارات ، ولم ينفضوا رؤسهم من الهفوات ، إلا منذ أشهر وسنوات » قال : أنا ذاك ، قال : « أتذكر الازمة التي أصابت قومك ،

____________________

(١) في المصدر وسيرة ابن هشام وغيرهما : عطارد بن حاجب بن زرارة.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٥١. (٣) ذكر الجملة في المصدر ثلاث مرات.

(٤) في المصدر : فاستوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا.

(٥) في المصدر : قبل وقته ذاك.

٣٧٥

احرنجم لها الذيخ ، وأخلف نوء المريخ ، وامتنعت(١) السماء ، وانقطعت الانواء واحترقت العنمة ، وخفت البرمة ، حتى أن الضيف لينزل بقومك وما في الغنم عرق ولا غزر ، فتر صدون الضب المكنون فتقتنصونه؟(٢) وكأنك قلت في طريقك إلي : لستألني عن حل ذلك وعن حرجه(٣) ألا ولا حرج على مضطر ، ومن كرم الاخلاق برالضيف » قال : فقال : لا والله لا أطلب أثرا بعد عين ، لكأنك كنت معي في طريقي وشريكي في أمري ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك محمد رسول الله ، ثم قال : يا رسول الله زدني شرحا وبيانا أزدد بك إيمانا ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتذكر إذ أتيت صنمك في الظهيرة فعترت له العتيرة ، فقال : نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة ، واستعان بي على حربك وكان لي صنم يقال له : واقب(٤) فرقبت خلوته ، وقممت ساحته ، ثم نفضت التراب عن رأسه ، ثم عترت له عتيرة ، فإني لاستخبره في أمري ، وأستشيره في حربك(٥) إذ سمعت له صوتا قف له شعري ، واشتد منه ذعري ، فوليت عنه و هو يقول :

أهيب مالك تجزع

لا تنأ عني وارجع

واسمع مقالا ينفع

جاءك ما لا يدفع

نبي صدق أروع

فاقصد إليه واسرع

تأمن وبال المصرع

قال أهيب : فأتيت أهلي ولم أطلع أحدا على أمري ، فلما كان من الغد أتيته في الظهيرة فرقبت خلوته ، وقممت ساحته ، وعترت له عتيرة ، ثم جسدته بدمها فبينا أنا كذلك إذ سمعت منه صوتا هائلا فوليت عنه هاربا ، وهو يقول كلاما في معنى كلامه الاول ، قال : فلما كان من غد ركبت ناقتي ، ولبست لامتي ، و

____________________

(١) في المصدر : وامشعت السماء. (٢) في المصدر : فتصيدونه.

(٣) حرمته خ ل. (٤) في المصدر : راقب.

(٥) سقط عن المصدر قوله : [ اذ سمعت ] إلى قوله الاتى : اذ سمعت.

٣٧٦

تكبدت الطريق حتى أتيتك ، فأنزلي سراجك ، وأوضح لي منهاجك ، قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وإني محمد عبده ورسوله ، فقالها غير مستنكف وأسلم وحسن إسلامه ، ووقرحب الاسلام في قلبه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : خذ بيده فعلمه القرآن ، فأقام عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما حذق شيئا من القرآن قال : يا نبي الله إن الحارث ابن أبي ضرار قد جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة ، فلو وجهت معي قوما بسرية تشن عليهم الغارة فوجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله معه أمير المؤمنين وجماعة من المؤمنين(١) فظفروا بهم واستاقوا إبلهم وماشيتهم(٢).

توضيح : يقال : ارتج على القاري على ما لم يسم فاعله : إذا لم يقدر على القراءة. والزمع بالتحريك : الدهش. وفرخ الروع تفريخا : ذهب كأفرخ. و الازمة : الشدة والضيق. واحرنجم : أراد الامر ثم رجع عنه ، والقوم أو الابل : اجتمع بعضها وازدحموا. والذيخ بالكسر : الذئب ، والجرئ والفرس الحصان وذكر الضباع الكثير الشعر ، والنوء ، : سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما ، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ، وكانت العرب تضيف الامطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط ، كذا ذكر الجوهري. وقال : العنم : شجرلين الاعضاء يشبه بنان الجواري. وقال : البرم : ثمر العضاة الواحدة برمة ، وفي بعض النسخ بالزاء يقال : بزم عليه ، أي عض بمقدم أسنانه والبزمة في الاكل : هو أن يأكل في اليوم والليل مرة. والعرق : اللبن ، ولعل المراد هنا اللبن القليل ، وبالغزر الكثير ، قال في القاموس : الغزير : الكثير من كل شئ والغزيرة : الكثيرة الدر. واقتنصه : اصطاده. قوله : لا أطلب أثرا بعد عين ، الاثر : الخبر ، أي لا أنتظر سماع خبر بحقيتك بعدما عاينت من معجزاتك

____________________

(١) في المصدر : من المسلمين.

(٢) كنز الفوائد : ٩٥ و ٩٦ ، وزاد في المصدر ابياتا لا هيب في اسلامه

٣٧٧

والعتيرة : الذبيحة كانت تذبح للاصنام فيصب دمها على رأسها. وقف شعره : قام فزعا. والاروع من الرجال : الذي يعجبك حسنه ـ وجسد الدم به كفرح : لصق وثوب مجسد مجسد : مصبوغ بالزعفران. واللامة : الدرع ، أو جميع أدوات الحرب. والكبد : الشدة ، وقال الجوهري : حذق الصبي القرآن والعمل يحذق حذقا وحذقا : إذا مهر. وحذق بالكسر حذقا لغة فيه.

٣٦

باب

*(حجة الوداع وماجرى فيها إلى الرجوع إلى المدينة)*

*(وعدد حجه وعمرته صلى‌الله‌عليه‌وآله وسائر الوقائع)*

*(إلى وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

الآيات : الحج « ٢٢ » : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على مارزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير * ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ٢٧ ـ ٢٩.

تفسير : قال الطبرسي رحمة الله : اختلف في المخاطب به على قولين : أحدهما أنه إبراهيم عليه‌السلام والثاني أن المخاطب به نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله « وأذن » يا محمد في الناس « بالحج » فأذن صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع ، أي أعلمهم بوجوب الحج « رجالا » أي مشاة على أرجلهم « وعلى كل ضامر » أي ركبانا ، قال ابن عباس : يريد الابل ، ولا يدخل بعير ولا غيره الحرم إلا وقد هزل(١) وسيأتي تفسير الآية في كتاب الحج إن شاء الله تعالى.

١ ـ كا : العدة : عن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن عمر بن

____________________

(١) مجمع البيان ٧ : ٨٠ و ٨١.

٣٧٨

أبان الكلبي قال : ذكرت لابي عبدالله عليه‌السلام المستحاضة فذكر أسماء بنت عميس فقال : إن أسماء ولدت محمد بن أبي بكر با لبيداء ، وكان في ولادتها البركة للنساء لمن ولدت منهن أو طمثت ، فأمرها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستثفرت(١) وتنطقت بمنطقة وأحرمت(٢).

٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن أسماه بنت عميس نفست بمحمد بن أبي بكر ، فأمرها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أرادت الاحرام من ذي الحليفة أن تحتشي بالكرسف والخرق ، وتهل بالحج ، فلما قدموا مكة وقد نسكوا المناسك وقد أتى لها ثمانية عشر يوما فأمرها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن تطوف بالبيت وتصلي ، ولم ينقطع عنها الدم ففعلت ذلك(٣).

٣ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي ـ عبدالله عليه‌السلام قال : قطع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التلبية حين زاغت الشمس يوم عرفة(٤).

٤ ـ كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل عن الفضل ، عن صفوان ، عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب الشمس ، فخالفهم رسول الله (ص) فأفاض بعد غروب الشمس ، وقال : « أيها الناس إن الحج ليس بوجيف الخيل ، ولا إيضاح(٥) الابل ، ولكن اتقوا الله و سيروا سيرا جميلا ، ولا توطؤا ضعيفا ، ولا توطؤا مسلما » وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يكف ناقته

____________________

(١) قال الجزرى : فيه انه امرالمستحاضة ان نستثفر ، هو ان تشد فرجها بخرقة عريضة بعدان تحتشى قطنا وتوثق طرفيها في شئ تشده على وسطها فتمنع بذلك سيل الدم ، وهو مأخوذ من ثفر الدابة يجعل تحت ذنبها.

(٢) فروع الكافى ١ : ٢٨٧ و ٢٨٨. (٣) فروع الكافى ١ : ٢٨٩.

(٤) فروع الكافى ١ : ٢٩٢ ذيله : وكان على بن الحسين عليه‌السلام يقطع التلبية إذا زاغت الشمس يوم عرفة ، قال ابوعبدالله عليه‌السلام : فاذا قطعت التلبية فعليك بالتهليل والتحميد و التمجيد والثناء على الله عزوجل.

(٥) الوجيف : السير السريع. وأوضع البعير : جعله يسرع في سيره.

٣٧٩

حتى يصيب رأسها مقدم الرحل ، ويقول : أيها الناس عليكم بالدعة. والخبر مختصر(١).

٥ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن البزنطي ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام قال : إن رسول الله لما كان يوم النحر أتاه طوائف من المسلمين فقالوا : يا رسول الله ذبحنا من قبل أن نرمي وحلقنا من قبل أن نذبح ، ولم يبق شئ مما ينبغي لهم أن يقدموه إلا أخروه ، ولا شئ مما ينبغى لهم أن يؤخروه إلا قدموه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا حرج لا حرج(٢).

٦ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعيل بن همام قال : قال أبوالحسن عليه‌السلام : دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الكعبة فصلى في زواياها الاربع ، صلى في كل زاوية ركعتين(٣).

٧ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن ابي عمير ، عن معاوية بن عمار(٤) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لم يدخل الكعبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا يوم فتح مكة(٥).

٨ ـ ل : الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، عن عبدالله بن محمد بن عبد ـ الكريم(٦) ، عن ابن عوف ، عن مكي بن إبراهيم ، عن موسى بن عبيدة ، عن صدقة ابن يسار ، عن عبدالله بن عمر قال : نزلت هذه السورة : « إذا جاء نصرالله والفتح(٧) » على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أوسط أيام النشريق ، فعرف أنه الوداع ، فركب راحلته لعضباء فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس كل دم كان في الجاهلية فهو هدر وأول دم هدر دم الحارث بن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في هذيل(٨) فقتله

____________________

(١) فروع الكافى ١ : ٢٩٤. (٢) فروع الكافى ١ : ٣٠٣.

(٣) فروع الكافى ١ : ٣٠٩.

(٤) في المصدر : على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسماعيل عن الفضل ابن شاذان عن صفوان وابن أبى عمير عن معاوية بن عمار.

(٥) فروع الكافى ١ : ٣٠٩.

(٦) في المصدر : ابن أخى ابى زرعة ، عن ابن عون.

(٧) سورة النصر. (٨) في بنى هذيل خ ل.

٣٨٠