بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وسأله ما بال الماعز مفرقعة(١) الذنب ، بادية الحياء والعورة؟ فقال : لان الماعز عصت نوحا لما أدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها ، والنعجة مستورة الحياء والعورة لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح عليه‌السلام يده على حياها وذنبها فاستوت الالية.(٢)

وسأله عن كلام أهل الجنة فقال : كلام أهل الجنة بالعربية. وسأله عن كلام أهل النار فقال : بالمجوسية. ثم قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : (٣) النوم على أربعة أصناف : الانبياء تنام على أقفيتها مستلقية وأعينها لاتنام متوقعة لوحي ربها ، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة ، والملوك وأبناؤها تنام على شمالها ليستمرؤوا ما يأكلون ، وإبليس و إخوانه وكل مجنون وذي عاهة تنام على وجهه منبطحا.(٤)

ثم قام إليه رجل آخر فقال : يا أميرالمؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟ قال : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه ، ويوم الاربعاء القي إبراهيم في النار ، ويوم الاربعاء وضعوه في المنجنيق ، ويوم الاربعاء غرق الله عزوجل فرعون ، ويوم الاربعاء جعل الله عاليها سافلها ، (٥) ويوم الاربعاء أرسل الله عزوجل الريح على قوم عاد ، ويوم الاربعاء أصبحت كالصريم ويوم الاربعاء سلط الله على نمرود البقة ، ويوم الاربعاء طلب فرعون موسى عليه‌السلام ليقتله ، ويوم الاربعاء خر عليهم السقف من فوقهم ، ويوم الاربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان ، ويوم الاربعاء خرب بيت المقدس ويوم الاربعاء احرق مسجد سليمان بن داود بإصطخر من كورة فارس ، ويوم الاربعاء قتل يحيى بن زكريا ، ويوم الاربعاء

__________________

(١) في نسخة : معرقبة. وفى اخرى : مرفوعة.

(٢) في العيون : فاستترت الالية.

(٣) في العيون : وسأله عن النوم على كم وجه هو؟ فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام اه.

(٤) في العيون : تنامون على وجوههم منبطحين.

(٥) في العيون : ويوم الاربعاء جعل الله عزوجل قرية لوط عاليها سافلها.

٨١

أظل قوم فرعون أول العذاب ، ويوم الاربعاء خسف الله بقارون ، ويوم الاربعاء ابتلي أيوب بذهاب ماله وولده ، (١) ويوم الاربعاء ادخل يوسف السجن ، ويوم الاربعاء قال الله عزوجل : « إنا دمرناهم وقومهم أجمعين » ويوم الاربعاء أخذتهم الصيحة ، ويوم الاربعاء عقرت الناقة ، ويوم الاربعاء امطر عليهم حجارة من سجيل ، ويوم الاربعاء شج وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكسرت رباعيته ، ويوم الاربعاء أخذت العماليق التابوت.

وسأله عن الايام وما يجوز فيها من العمل فقال أميرالمؤمنين : يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الاحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب ، ويوم الثلثاء يوم حرب ودم ، (٢) ويوم الاربعاء يوم شؤم فيه يتطير الناس ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح(٣) بيان : قوله : « بشاشة الوجه المليح » لعل رفع المليح للقطع بالمدح ، ويمكن أن يقرء بشاشة بالنصب على التمييز ، وفي بعض النسخ بعده :

ومالي لا أجود بسكب دمع

وهابيل تضمنه الضريح

قتل قابيل هابيلا أخاه

فواحزنا لقد المليح

قوله : « ماباله لايمشي » أي الخطاف وقال الجوهري : العوسج : ضرب من الشوك ، الواحدة عوسجة وقال الفيروز آبادي : رعبت الحمامة رفعت هديلها و شددته.(٤)

قوله : « مفرقعة الذنب » قال الفيروز آبادي : فرقع فلانا : لوى عنقه ، والافرنقاع عن الشئ : الانكشاف عنه والتنحي.(٥)

أقول : وفي بعض النسح : معرقبة الذنب أي مقطوعة ، مجازا من قولهم : عرقبه فقطع عرقوبه ، وفي بعضها : مرفوعة الذنب وهو أظهر ، والحياء بالمد : الفرج من

__________________

(١) في العيون : بذهاب اهله وماله وولده.

(٢) في العيون : ويوم الاثنين يوم حرب ودم ، ويوم الثلثاء يوم سفر وطلب.

(٣) عيون الاخبار : ١٣٣ ـ ١٣٧ علل الشرائع : ١٩٧ ـ ١٩٩.

(٤) القاموس المحيط : فصل الراء من ابواب الباء.

(٥) القاموس المحيط : فصل الفاء من ابواب العين.

٨٢

ذوات الخف والظلف والسباع وقد يقصر ، وبطحه كمنعه : ألقاه على وجه فانبطح.

أقول : سيأتي تفسير أجزاء الخبر في مواضعها إن شاء الله تعالى.

(باب ٦)

* (نوادر احتجاجاته صلوات الله عليه وبعض ما صدر عنه من جوامع العلوم) *

١ ـ ج : عن الاصبغ قال : سأل ابن الكواء أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن بصير بالليل بصير بالنهار ، وعن أعمى بالليل أعمي بالنهار وعن بصير بالليل أعمى بالنهار ، وعن أعمى بالليل بصير بالنهار.

فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ويلك سل عما يعنيك ولا تسأل عما لايعنيك ، ويلك أمابصير بالليل بصير بالنهار فهورجل آمن بالرسل والاوصياء الذين مضوا ، وبالكتب والنبيين ، وآمن بالله وبنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقرلي بالولاية فأبصر في ليله ونهاره.

وأما الاعمى بالليل أعمى بالنهار فرجل جحد الا نبياء والاوصياء والكتب التي مضت ، وأدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يؤمن به ، ولم يقر بولايتي ، فجحد الله عزوجل و نبيه ٩ فعمي بالليل وعمي بالنهار.

وأما بصير بالليل أعمى بالنهار فرجل آمن بالانبياء والكتب وجحد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وولايتي ، وأنكرني حقي فأبصربالليل وعمي بالنهار.

وأما أعمى بالليل بصير بالنهار فرجل جحد الانبياء الذين مضوا والاوصياء و الكتب وأدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فآمن بالله ورسوله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وآمن بإمامتي وقبل ولايتي فعمي بالليل وأبصر بالنهار ، ويلك يا ابن الكواء فنحن بنوأبي طالب بنا فتح الله الاسلام وبنا يختمه.

قال الاصبغ : فلما نزل أميرالمؤمنين عليه‌السلام من المنبر تبعته فقلت : سيدي يا أميرالمؤمنين قويت قلبي بما بينت فقال لي : يا أصبغ من شك في ولايتي فقد شك في إيمانه ، ومن أقر بولايتي فقد أقر بولاية الله عزوجل ، وولايتي متصلة بولاية الله كهاتين وجمع بين أصابعه(١) يا أصبغ من أقر بولايتي فقد فاز ، ومن أنكر ولايتي

__________________

(١) في المصدر : وجمع بين اصبعيه.

٨٣

فقد خاب وخسر وهوى في النار ، ومن دخل النار لبث فيها أحقابا.(١)

٢ ـ قب : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن خصال فكان فيما سأله : أخبرني عن لاشئ فتحير ، فقال عمروبن العاص : وجه فرسا فأرها إلى معسكر علي ليباع ، فإذا قيل للذي هومعه : بكم؟ فيقول : بلاشئ فعسى أن تخرج المسالة فجاء الرجل إلى عسكر علي إذمر به علي عليه‌السلام ومعه قنبر فقال : ياقنبر ساومه فقال : بكم الفرس؟ قال : بلاشئ ، قال : ياقنبر خذمنه ، قال : أعطني لاشئ فأخرجه إلى الصبحراء وأراه السراب ، فقال : ذاك لاشئ قال : اذهب فخبره ، قال : وكيف قلت؟ أما سمعت يقول الله تعالى : « يحسبه الظمآن ماء حتى إذاجاءه لم يجده شيئا ».(٢)

٣ ـ الاصبغ كتب ملك الروم إلى معاوية : إن أجبتني عن هذه المسائل حملت إليك الخراج ، وإلا حملت أنت فلم يدرمعاوية ، فأرسلها إلى إميرالمؤمنين عليه‌السلام فإجاب عنها فقال : أول ما اهتز على وجه الارض النخلة ، وأول شئ صيح عليها(٣) واد باليمن وهو أول واد فار فيه الماء ، والقوس أمان لاهل ألارض كلها عند الغرق مادام يرى في السماء ، والمجرة أبواب فتحها الله على قوم ثم أغلقها فلم يفتحها. قال : فكتب بها معاوية إلى ملك الروم فقال : والله ماخرج هذا إلا من كنز نبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فخرج إليه الخراج(٤)

٤ ـ الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام سئل أميرالمومنين عليه‌السلام عن المد والجزر ماهما؟ فقال عليه‌السلام : ملك مو كل بالبحار يقال له رومان فإذا وضع قدمه في البحر فاض وإذا أخرجها غاض.(٥)

٥ ـ وسأله عليه‌السلام ابن الكواء : كم بين السماء والارض؟ فقال : دعوة مستجابة ، قال وما طعم الماء؟ قال : طعم الحياة وكم بين المشرق والمشرق والمغرب؟ فقال عليه‌السلام : مسيرة يوم للشمس.

__________________

(١) الاحتجاج : ١٢١

(٢) مناقب آل أبى طالب : ٥١٠

(٣) في نسخة : ضج عليها ، وفى اخرى : فتح عليها ، وفى المصدر : صح عليها ، ولعله مصحف ضج ، يؤيده ما يأتي تحت رقم ٨

(٤ و ٥) مناقب آل ابى طالب ١ : ٥١٠.

٨٤

وما أخوان ولدا في يوم وماتا في يوم ، وعمرأحدهما خمسون ومائة سنة ، و عمر الآخر خمسون سنة؟ فقال : عزير وعزره أخوه ، لان عزيرا أماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه.

وعن بقعة ما طللعت عليها الشمس إلا لحظة واحدة. فقال : ذلك البحر الذي فلقه الله لبني إسرائيل. وعن إنسان يأكل ويشرب ولا يتغوط؟ قال عليه‌السلام : ذلك الجنين. وعن شئ شرب وهو حي وأكل وهو ميت؟ قال عليه‌السلام : ذاك عصا موسى عليه‌السلام شربت وهي في شجرتها غضة ، (١) وأكلت لما لقفت(٢) حبال السحرة وعصيهم.

وعن بقعة علت على الماء في أيام طوفان فقال عليه‌السلام : ذلك موضع الكعبة لانها كانت ربوة.

وعن مكذوب عليه ليس من الجن ولا من الانس فقال : ذاك الذئب إذا كذب عليه إخوة يوسف عليه‌السلام. وعمن اوحي إليه ليس من الجن ولامن الانس فقال عليه‌السلام وأوحى ربك إلى النحل. وعن أطهربقعة من الارض لاتجوز الصلاة عليها فقال عليه‌السلام ذلك ظهر الكعبة.

وعن رسول ليس من الجن والانس والملائكة والشياطين فقال عليه‌السلام : الهدهد « اذهب بكتابي هذا » وعن مبعوث ليس من الجن والانس والملائكة والشياطين فقال عليه‌السلام : ذلك الغراب « فبعث الله غرابا »

وعن نفس في نفس ليس بينهما قرابة ولا رحم فقال عليه‌السلام : ذاك يونس النبي عليه‌السلام في بطن الحوت ومتى القيامة؟ قال عليه‌السلام : عند حضور المنية وبلوغ الاجل.

وما عصاموسى عليه‌السلام؟ فقال عليه‌السلام : كان يقال لها الاربية ، (٣) وكانت من عوسج

__________________

(١) غض النبات وغيره : نضروطرأ فهو غض

(٢) لقف الشئ : تناوله بسرعة. وفى المصدر : التقف وهو بمعناه

(٣) لعله من الارب : الحاجة ، لانه كان له عليه‌السلام فيها مآرب ، وتقدم عن ارشادالقلوب أنها كانت يقال لها البرنية الزائدة وكان اذا كان فيها الروح زادت ، وإذا خرجت منها الروح نقصت ، وكانت من عوسج ، وكانت عشرة اذرع.

٨٥

طولها سبعة أذرع بذراع موسى عليه‌السلام ، وكانت من الجنة أنزلها جبرئيل عليه‌السلام على شعيب عليه‌السلام.(١)

٦ ـ ابن عباس أن أخوين يهوديين سألا أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن واحد لا ثاني له وعن ثان لا ثالث له إلى مائة متصلة نجدها في التوراة والا نجيل وهي في القرآن تتلونه فتبسبم أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقال : أما الواحد : فالله ربنا الواحد القهار لا شريك له.

وأما الاثنان : فآدم وحواء لا نهما أول اثنين. وأما الثلاثة : فجبرئيل و ميكائيل وإسرافيل ، لانهم رأس الملائكة على الوحي وأما الاربعة : فالتوراة و الانجيل والزبور والفرقان.

وأما الخمسة : فالصلاة أنزلها الله على نبيناوعلى امته ، ولم ينزلها على نبي كان قبله ولاعلى امة كانت قبلنا وأنتم تجدونه في التوراة وأما الستة : فخلق الله السماوات والارض في ستة أيام.

وأما السبعة فسبع سماوات طباقا. وأما الثمانية : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وأما التسعة : فآيات موسى التسع. وأما العشرة : فتلك عشرة كاملة. وأما الاحد عشر : فقول يوسف عليه‌السلام لابيه : إني رأيت أحد عشر كوكبا و أما الاثنا عشر فالسنة اثناعشر شهرا وأما الثلاثة عشر : قول يوسف عليه‌السلام لابيه : والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ، فالاحد عشر إخوته ، والشمس أبوه ، والقمر امه.

وأما الاربعة عشر : فأربعة عشر قنديلا من النور معلقة بين السماء السابعة ، ولحجب تسرج بنور الله إلى يوم القيامة. وأما الخمسة عشر : فانزلت الكتب جملة منسوخة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا بخمسة عشر ليلة مضت من شهر رمضان.

وأما الستة عشر : فستة عشر صفا من الملائكة حافين من حول العرش. وأما السبعة عشر : فسبعة عشر اسما من أسماء الله مكتوبة بين الجنة والنار ، لولا ذلك لزفرت زفرة أحرقت من في الساوات والارض.

__________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥١٠.

٨٦

وأما الثمانية عشر : فثمانية عشر حجابا من نور معلقة بين العرش والكرسي ، لولا ذلك لذابت الصم الشوامخ ، واحترقت السماوات والارض ومابينهما من نور العرش.

وأما التسعة عشر : فتسعة عشر ملكا خزنة جهنم. وأما العشرون فانزل الزبور على داود عليه‌السلام في عشرين يوما خلون من شهر رمضان وأما الاحد والعشرون فألان الله لداود فيها الحديد.

وأما في اثنين وعشرين : فاستوت سفينة نوح عليه‌السلام. وأما ثلاثة وعشرون : (١) ففيه ميلاد عيسى عليه‌السلام ، ونزول المائدة على بني إسرائيل وأما في أربع وعشرين : فرد الله على يعقوب بصره.

وأما خمسة وعشرون : فكلم الله موسى تكليما بوادي المقدس ، كلمه خمسة وعشرين يوما. وأما ستة وعشرون : فمقام إبراهيم عليه‌السلام في النار ، وأقام فيها حيث صارت بردا وسلاما.

وأما سبعة وعشرون : فرفع الله إدريس مكانا عليا وهو ابن سبع وعشرين سنة. وأما ثمانية وعشرون : فمكث يونس في بطن الحوت وأما الثلاثون : « فواعدنا موسى ثلاثين ليلة ».

وأما الاربعون : تمام ميعاده « وأتممنا هابعشر » وأما الخمسون : خمسين ألف سنة وأما الستون : كفارة الافطار « فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا » وأما السبعون : سبعون رجلا لميقاتنا ، وأما الثمانون : فاجلدوهم ثمانين جلدة ) وأما التسعون : فتسع وتسعون نعجة وأما المائة فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.

فلما سمعا ذلك أسلما فقتل أحدهما في الجمل : والآخر في صفين.(٢)

٧ ـ وقال عليه‌السلام في جواب سائل : وأما الزوجان اللذان لابد لاحدهما من صاحبه ولاحياة لهما فالشمس والقمر. وأما النور الذي ليس من الشمس ولا من القمر

__________________

(١) في المصدر : واما الثلاثة والعشرون.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥١١ و ٥١٢.

٨٧

ولا من النجوم ولا المصابيح فهو عمود أرسله الله تعالى لموسى عليه‌السلام في التيه. وأما الساعة التي ليس من الليل ولامن النهار فهي الساعة التي قبل طلوع الشمس.

وأما الابن الذي أكبرمن الذي أبيه وله ابن أكبرمنه فهو عزير بعثه الله وله أربعون سنة ولابنه مائة وعشرين سنين وما لا قبلة له فالكعبة. وما لا أب له فالمسيح ومالا عشيرة له فآدم.(١)

٨ ـ كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي : رفعه إلى الاصبغ بن نباتة قال : كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن عشر خصال ، فارتطم(٢) كما يرتطم الحمار في الطين ، فبعث راكبا إلى علي عليه‌السلام وهو في الرحبة فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين قال علي عليه‌السلام أما أنك لست من رعيتي؟ قال : نعم أنا من أهل الشام ، بعثني إليك معاوية لا سألك عن عشر خصال كتب إليه بهاصاحب الروم فقال : إن إجبتني فيها حملت إليك الخراج وإلا حملت إلي أنت خراجك فلم يحسن معاوية أن يجيبه فبعثني إليك أسألك.

قال علي عليه‌السلام : وما هي؟ قال : ما أول شئ اهتز على وجه الارض؟ وأول شئ ضج على الارض؟ وكم بين الحق والباطل؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وكم بين الارض والسماء؟ وأين تأوى أرواح المسلمين؟ وأين تأوى أرواح المشركين؟ و هذه القوس ماهي؟ وهذه المجرة ماهي؟ والخنثى كيف يقسم لها الميراث؟

فقال له علي عليه‌السلام أما أول شئ اهتز على الارض فهي النخلة ، ومثلها مثل ابن آدم إذا قطع رأسه هلك ، وإذاقطع رأس النخلة إنما هي جذع ملقى وأول شئ ضج على الارض واد باليمن ، وهو أول واد فار منه الماء.

وبين الحق والباطل أربع أصابع ، بين أن تقول : رأت عيني ، وسمعت مالم يسمع وبين السماء والارض مد البصر ودعوة المظلوم وبين المشرق والمغرب يوم طراد للشمس.

__________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥١٢.

(٢) ارتطم : سقط في الواحل. أوفى الرطمة وهى الامر الذى لاتعرف كيف تثدبر فيه.

٨٨

وتأوى أرواح المسلمين عينا في الجنة تسمى سلمى وتأوى أرواح المشر كين في جب النار تسمى برهوت. وهذه القوس أمان الارض كلها من الغرق إذا رأو ذلك في السماء.

وأما هذه المجرة فأبواب السماء فتحها الله على قوم نوح ثم أغلقها فلم يفتحها. واما الخنثى فإنه يبول فإن خرج بوله من ذكره فسنته سنة الرجل ، وإن خرج من غير ذلك فسنته سنة المرأة.

فكتب بها معاوية إلى صاحب الروم فحمل إليه خراجه وقال : ماخرج هذا إلا من كتب نبوة ، هذا فيما أنزل الله من الانجيل على عيسى بن مريم ٨ ـ وعن شيخ من فزارة أن عليا عليه‌السلام قال : إن مما صنع الله لكم أن عدو كم يكتب إليكم في معالم دينهم.

بيان : الطراد من الايام : الطويل ، ولعل المراد به هنا التام.

(باب ٧)

* (ما علمه صلوات الله عليه من أر بعمائة باب مما يصلح) *

* (للمسلم في دينه ودنياه) *

١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير ، ومحمدبن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : حدثني أبي ، عن جدي عن آبائه عليهم‌السلام أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه.

قال عليه‌السلام إن الحجامة تصحح البدن ، وتشد العقل.(١) والطيب في الشارب من أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) وكرامة الكاتبين. والسواك من مرضاة الله عزوجل ، وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومطبية للفم.

__________________

(١) في تحف العقول هنا زيادة وهى هكذا : أخذ الشارب من النظافة وهو من السنة. في نسخة : من أخلاق النبيين.

٨٩

والدهن يلين البشرة ، ويزيد في الدماغ ، ويسهل مجاري الماء ، ويذهب القشف ، (١) ويسفر اللون وغسل الرأس يذهب بالدرن وينفي القذا(٢) والمضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والانف والسعوط مصحة للرأس ، وتنقية للبدن و سائر أوجاع الرأس والنورة نشرة وطهور للجسد(٣).

استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهور والصلاة تقليم الاظفار يمنع الداء الاعظم ، ويدر الرزق ويورده نتف الا بط ينفي الرائحة المنكرة ، وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب عليه‌السلام.

غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة للغمر(٤) عن الثياب ، ويجلو البصر.(٥) قيام الليل مصحة لبدن ، ومرضاة للرب عزوجل ، وتعرض للرحمة وتمسك بأخلاق النبيين.

أكل التفاح نضوح للمعدة مضغ اللبان يشد الاضراس ، وينفي البلغم ، ويذهب بريح الفم.

الجلوس في المسجد بعد طلوح الفجر إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الارض أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف ، ويطيب المعدة ، ويذكي الفؤاد ، ويشجع الجبان ، ويحسن الولد.

أحد وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم على الريق تدفع جميع الا مراض إلامرض الموت يستحب للمسلم أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان ، يقول الله تبارك وتعالى : « احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم » والرفث؟ المجامعة.

لاتختموا بغير الفضة فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ماطهرت يدفيها خاتم حديد

__________________

(١) القشف : قذارة الجلد.

(٢) في التحف : غسل الرأس بالخطمى يذهب بالدرن والاقذار.

(٣) في نسخة : وطهور للبدن في التحف : النورة مشدة للبدن ، وظهور للجسد.

(٤) غمرالثوب : علق بها وسم اللحم.

(٥) في التحف هناز يادة وهى هذه : غسل الاعياد طهور لمن طلب الحوائج بين يدى الله عزوجل اتباع السنة.

٩٠

ومن نقش على خاتمه اسم الله عزوجل فليحوله عن اليد التي يستنجي بها في المتوضأ.(١)

إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل : الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي ، و صورني فأحسن صورتي ، وزان مني ماشان من غيري ، وأكرمني بالاسلام ليتزين أحدكم لاخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهئة.

صوم ثلاثة أيام من كل شهر أربعاء بين خميسين وصوم شعبان يذهب بوسواس الصدر وبلابل القلب. والاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير. غسل الثياب هذهب بالهم والحزن وهو طهور للصلاة لاتنتفوا الشيب فإنه نور المسلم ، ومن شاب شيبته في الاسلام كان له نورا يوم القيامة.

لا ينام المسلم وهو جنب ، ولا ينام إلا على طهور ، فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد ، فإن روح المؤمن ترفع إلى الله تبارك وتعالى فيقبلها ويبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته(٢) وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع امنائه من ملائكته فيرد ونها في جسدها.

لايتفل المؤمن في القبلة فإن فعل ذلك ناسيا فليستغفر الله عزوجل منه. لاينفخ الرجل في موضع سجوده ولا ينفخ في طعامه ولا في شرابه ولافي تعويذه لاينام الرجل على المحجة(٣) ولايبولن من سطح في الهواء ، ولا يبولن في ماء جارفإن فعل ذلك فأصابه شئ فلايلومن إلا نفسه فإن للماء أهلا وللهواء أهلا.

لاينام الرجل على وجهه ، ومن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا تدعوه. و لايقومن أحد كم في الصلاة متكاسلا ولا ناعسا ، ولا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عزوجل ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه.

كلوا ما يسقط من الخوان فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عزوجل لمن

__________________

(١) المتوضأ : الموضع يتوضأ فيه ، ويكنى به عن المراحيض ، وهو المراد هنا.

(٢) في التحف : فيجعلها في سورة حسنة

(٣) أى وسط الطريق وفى التحف : لايتغوطن أحد كم على المحجة ولا؟ ل على سطح في الهواء.

٩١

أراد أن يستشفي به إذا أكل أحدكم طعاما فمص أصابعه التي أكل بها قال الله عز وجل : بارك الله فيك ألبسوا ثياب القطن فإنها لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو لباسنا ، ولم يكن يلبس الشعر والصوف إلامن علة.(١)

وقال : إن الله عزوجل جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده. صلوا أرحامكم ولو بالسلام ، يقول الله تبارك وتعالى : واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا. لا تقطعوا نهاركم بكذا وكذا(٢) وفعلنا كذا وكذا ، فإن معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم.

صلوا على محمد وآل محمد فإن الله عزوجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعائكم له وحفظكم إياه صلى‌الله‌عليه‌وآله أقروا والحار حتى يبرد ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قرب إليه طعام حار فقال : أقروه حتى يبرد ويمكن أكله ، ما كان الله عزوجل ليطعمنا النار والبركة في البارد إذا بال أحدكم فلا يطمحن ببوله « في الهواء خ ل » ولا يستقبل ببوله الريح علمو اصبيانكم ما ينفعهم الله به لايغلب عليهم المرجئة برأيها كفوا ألسنتكم و سلموا تسليما تغنموا أدوا الا مانة إلى من ائتمنكم ولو إلى قتلة أولا دالا نبياء عليهم‌السلام. أكثر واذكر الله عزوجل إذا دخلتم الاسواق وعند اشتغال الناس(٣) فإنه كفارة للذنوب وزيادة في الحسنات ، ولاتكتبوا في الغافلين.

ليس للعبد أن يخرج في سفر إذا حضر شهر رمضان لقول الله عزوجل : « فمن شهد منكم الشهر فليصمه » ليس في شرب المسكر(٤) والمسح على الخفين تقية. إياكم والغلو فينا ، قولوا إنا عبيد مربوبون ، وقولوافي فضلنا ماشئتم من أحبنا فليعمل بعملنا وليستعن بالورع فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة لاتجالسوا لنا عائبا

__________________

(١) في نسخة والمصدر : ولم نكن نلبس الشعر والصوف الامن علة.

(٢) في التحف : بكيت وكيت.

(٣) في التحف : وعند اشتغال الناس بالتجارات.

(٤) في نسخة : شرب الخمر.

٩٢

ولا تمتد حوا بنا عند عدو نا معلنين بإظهار حبنا فتذلوا أنفسكم(١) عند سلطانكم. ألزموا الصدق فإنه منجاة وارغبوا فيما عندالله عزوجل ، واطلبوا طاعته واصبروا عليها ، فما أقبح بالمؤمن أن يدخل الجنة وهو مهتوك السر لاتعنونا(٢) في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قد متم لاتفضحوا أنفسكم عند عدو كم في القيامة ولا تكذبوا أنفسكم عندهم في منزلتكم عندالله بالحقير من الدنيا تمسكوا بما أمر كم الله به فما بين أحد كم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما عندالله خير وأبقى له ، وتأتيه البشارة من الله عزوجل فتقر عينه ويحب لقاء الله.

لاتحقروا ضعفاء إخوانكم فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع(٣) الله عزوجل يينهما في الجنة إلا أن يتوب لايكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذاعلم حاجته توازروا وتعاطفوا وتباذلوا ولاتكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف مالايفعل تزوجوا فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كثيرا ما كان يقول : من كان يحب أن يتبع سنتي فليتزوج ، فإن من سنتي التزويج ، واطلبوا الولدفإني اكاثر بكم الامم غدا ، وتوقوا على أولاد كم لبن البغي من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي تنز هوا عن أكل الطير الذي ليست له قانصة ولا صيصية ولا حوصلة ، (٤) واتقوا كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير. ولا تأكلوا الطحال فإنه بيت الدم الفاسد.

لاتلبسوا السواد فإنه لباس فرعون. اتقوا الغدد من اللحم فإنه يحرك عرق الجذام لاتقيسوا الدين فإن من الدين ما لا ينقاس ، (٥) وسيأتي أقوام يقيسون وهم

__________________

(١) في نسخة فتذللوا انفسكم.

(٢) لعله أى لاتؤذونا وتكلفنا مايشاق علينا وفى تحف العقول : لا تعيونا أى لا تتعبونا وهو الاظهر.

(٣) التحف : من احتقر مؤمنا حقره الله ولم يجمع بينها يوم القيامة الا أن يتوب.

(٤) القانصة للطير : عدةلللانسان والصيصية : الشوكة التى في رجل الطائر فهى بمنزلة لابهام من بنى آدم وأضاف في التحف : والاكابرة.

(٥) في نسخة : مالايقاس : وفي التحف : فانه لايقاس.

٩٣

أعداء الدين ، وأول من قاس إبليس. لاتتخذوا الملسن(١) فإنه حذاء فرعون وهوأول من حذا الملسن.(٢)

خالفوا أصحاب المكسر وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الادواء. اتبعوا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه قال : من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر. أكثروا الا ستغفار تجلبوا الرزق وقد مو اما استطعتم من عمل الخير تجدوه عذا. إياكم والجدال فإنه يورث الشك.

من كانت له إلى ربه عزوجل حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات : ساعة : في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة و يصوت الطير ، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر فإن ملكين يناديان : هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل يعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من طالب حاجة فتقضى له؟ فأجيبوا داعي الله واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع في طلب الزق من الضرب في الارض ، وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده.

انتظروا الفرج ، ولا تيأسوامن روح ، الله فإن أحب الاعمال إلى الله عزوجل انتظار ، الفرج ، ومادام عليه(٣) العبد المؤمن تو كلوا على الله عزوجل عند ركعتي الفجر إذا صليتموها ففيها تعطوا الرغائب لاتخرجوا بالسيوف إلى الحرم ، ولا يصلين أحد كم وبين يديه سيف فإن القبلة أمن أتموا(٤) برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حجكم إذاخرجتم إلى بيت الله ، فإن تركه جفاء وبذلك امرتم ، وبالقبور التي ألزمكم الله عزوجل حقها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها.

__________________

(١) في نسخة : لاتتخذوا الملس : قلت قال الجزرى في النهاية : وفيه أن نعله كانت ملسنة أى كانت دقيقة على اللسان. وقيل : هى التى جعل لها لسان ، ولسانها الهنة الناتية في مقدمها.

(٢) في نسخة : وهو اول من حذا الملس.

(٣) في التحف : ماداوم عليه المؤمن.

(٤) في نسخة وفى التحف : الموا اى نزلوابه.

٩٤

ولا تستصغروا قليل الآ ثام فإن الصغير يحصى ويرجع الكبير ، وأطيلوا السجود فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا لانه امر بالسجود فعصى وهذا امر بالسجود فأطاع فنجا. أكثروا ذكر الموت ، ويوم خروجكم من القبور ، و قيامكم بين يدي الله عزوجل تهون عليكم المصائب.

إذا اشتكا أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي واليضمر في نفسه أنها تبرء فإنها يعافى أن شاءالله. توقوا الذنوب فما من بلية ولانقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والكبوة(١) والمصيبة قال الله عزوجل : « وما أصابكم من مصيبة فبماكسبت أيديكم ويعفوعن كثير » أكثروا ذكر الله عزوجل : على الطعام ولاتطغوافيه (٢) فإنها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.

من رضي عن الله (٣) عزوجل باليسير من الرزق رضي‌الله‌عنه (٤) بالقيليل من العمل.

إياكم والتفريط فتقع الحسرة حين لاتنفع الحسرة(٥) إذا لقيتم عدو كم في الحرب فأقلوا الكلام ، وأكثروا ذكر الله عزوجل ، ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله ربكم وتستوجبوا غضبه. وإذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرجل المجروح أومن قدنكل أومن قد طمع عدو كم فيه فاقنوه(٦) بأنفسكم.

اصطنعوا المعروف بماقدرتم على اصطناعة فإنه يقي مصارع السوء ومن أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عندالله فلينظر كيف منزلة منه عندالذنوب ، كذلك منزلته

__________________

(١) الكبوة : الانكباب على الوجه وفى التحف : النكبة أى الجراحة والمصيبة وما يصيب الانسان من حوادث السوء.

(٢) في التحف : ولا تلفظوا فيه أى لاتنطقوا في الطعام يغيرذ كرالله ، أولا ترموا مافى فيكم في الطعام.

(٣) في نسخة وفى التحف : رضى من الله.

(٤) في نسخة وفي التحف : رضى الله منه.

(٥) في التحف : اياكم والتفريط فانه يورث الحسرة حين لاتنفع الحسرة.

(٦) أى احفظوه وفي نسخة : فقوه.

٩٥

عندالله تبارك وتعالى. أفضل مايتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة ، فمن كانت في منزله شاة قد ست عليه الملائكة في كل يوم مرة ، ومن كانت عنده شاتان قد ست عليه الملائكة مر تين في كل يوم ، كذلك في الثلاث تقول : بورك فيعكم إذا ضعف المسلم فليأ كل اللحم واللبن فإن الله عزوجل جعل القوة فيهما إذا أردتم الحج فتقد موافي شرى الحوائج ببعض ما يقويكم على السفر فإن الله عزوجل يقول : « ولوأرادوا الخروج لاعدوا له عدة ».

وإذا جلس أحد كم في الشمس فليستد برها بظهره فإنه تظهر الداءالدفين إذا خرجتم حجاجا إلى بيت الله عزوجل فأكثروا النظر إلى بيت الله فإن لله تعالى مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام : منها ستون للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين.

أقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم ومالم تحفظوا فقولوا : وما حفظته علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا فإنه من أقر بذنبه في ذلك الموضع وعده وذكره واستغفرالله منه كان حقا على الله عزوجل أن يغفره له.

تقدموا بالدعاء قبل نزول البلاء تفتح(١) لكم أبواب السماء في خمس مواقيت : عند نزول الغيث ، وعند الزحف ، (٢) وعند الاذان ، وعند قراءة القرآن ، ومع زوال الشمس وعند طلوع الفجر من غسل منكم ميتا فليغتسل بعد مايلبسه أكفانه.(٣) لاتجمروا الاكفان(٤) ولا تمسحوا موتاكم بالطيب إلا الكافور ، فإن الميت بمنزلة المحرم.

مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم فإن فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لماقبض

__________________

(١) في التحف : فانه تفتح أبواب السماء في ستة مواقف

(٢) الزحف : الجيش الكثير يزحف إلى العدو

(٣) في التحف : من مس جسدميت بعد مايبرد لزمه الغسل ، من غسل مؤمنا فليغتسل بعد ما يلبسه أكفانه ولايمسه بعد ذلك فيجب عليه الغسل قلت : لعل المراد بعدالكفن وقبل الغسل.

(٤) أى لاتبخروها بالطيب.

٩٦

أبوها صلى‌الله‌عليه‌وآله ساعدتها جميع بنات بني هاشم ، فقالت : دعوا التعداد وعليكم بالدعاء(١) زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب الرجل حاجته عند قبرأبيه وامه بعد مايدعو. لهما المسلم مرآة أخيه فإذا رأيتم من أخيكم هفوة فلاتكونوا عليه و كونواله كنفسه وأرشدوه(٢) وانصحوه وترفقوا به وإياكم والخلاف فتمزقوا. وعليكم بالقصد(٣) تزلفوا وترجروا « وترجوا خ ل ».

من سافر منكم بدابة فليبدء حين ينزل بعلفها وسقيها لاتضربوا الدواب على وجوهها(٤) فإنها تسبح ربها ومن ضل منكم في سفرأو خاف على نفسه فليناد : « ياصالح أغثني » فإن في إخوانكم من الجن جنيا يسمى صالحا يسيح في البلاد لمكانكم محتسبا نفسه لكم ، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم ، وحبس عليه دابته.

من خاف منكم الاسد على نفسه أوغمنه فليخط عليها خطة وليقل : « اللهم رب دانيال والجب ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ غنمي » ومن خاف منكم العقرب فليقرء هذه الآيات : « سلام على نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين* إنه من عبادنا المؤمنين » من خاف منكم الغرق فليقرء : « بسم الله مجربها ومرسها إن ربي لغفور رحيم ، بسم الله الملك الحق ، ماقدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشر كون ».

عقواعن أولادكم يوم السابع وتصدقوا إذا حلقتموهم بزنة شعورهم فضة على مسلم ، (٥) وكذلك فعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحسن والحسين عليهما‌السلام وسائر ولده.

__________________

(١) في التحف : فان فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قبض أبوها اشعرها بنات هاشم فقالت : اتركوا الحداد وعليكم بالدعاء قلت : التعداد عد مناقب الميت ووصفه والحداد بالكسر : ترك المرأة الزينة ولبسها السواد لموت زوجها ، ولعله هنا من حدالامر : عرفه.

(٢) في التحف : فلا تكونوا عليه إلبا وارشدوه. الالب القوم تجمعهم عداوة واحد ، أى لا تجتمعوا على عداوته.

(٣) في نسخة : والصدق وفى التحف : اياكم والخلاف فانه مروق ، وعليكم بالقصد تراء فوا وتراحموا قلت : ولعل مافى الخصال من قوله : فتمزقوا مصحف فتمرقوا.

(٤) في التحف : على حر وجوهها اى مابدا من الوجنة.

(٥) في التحف : فانه واجب على كل مسلم.

٩٧

إذا ناولتم السائل الشئ فاسألوه أن يدعولكم فإنه يجاب فيكم ولا يجاب في نفسه لانهم يكذبون وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها فإن الله عزوجل يأخذها قبل أن تقع في يدالسائل ، كما قال الله عزوجل : « ألم تعلوا أن الله هويقبل التوبة عن عباده ويأخذا الصدقاتى ».

تصدقوابالليل فإن الصدقة بالليل تطفئ غضب الرب جل جلاله. احسبوا كلامكم(١) من أعماكم. يقل كلامكم إلا في خير. أنفقوا مما رزقكم الله عزوجل فإن المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، فمن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.(٢)

من كان على يقين فشك فليمض على يتينه فان الشك لاينقض اليقين.(٣) لا تشهدوا قول الزور ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر فإن العبد لايدري متى يؤخذ إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد.(٤) ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الاخرى ويربع فإنها جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها

عشاء الانبياء بعد العتمة لاتدعوا العشاء فإن ترك العشاء خراب البدن. الحمى قائد الموت وسجن الله في الارض يحبس فيه من يشاء من عباده ، وهي تحت الذنوب كما يتحات الوبر من سنام البعير ليس من داء إلا وهو من داخل الجوف إلا الجراحة والحمى فإنهما يردان على الجسد ورودا.

اكسروا حر الحمى بالبنفسج والماء البارد ، فإن حرها من فيح جهنم(٥) لايتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته الدعاء يرد القضاء المبرم فاتخذوه عدة الوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتطهروا.

__________________

(١) في نسخة : احتبسوا.

(٢) في الخصال : فمن بالخلف جاد وسخت نفسه بالنفقة قلت : والخلف بفتحتين : العوض والبدل.

(٣) في التحف : من كان على يقين فاصابه مايشك فليمض على يقينه فان الشك لايدفع اليقين ولا ينقضه.

(٤) في التحف : هنا زيادة وهى هذه : وليأكل على الارض.

(٥) الفيح : شدة الحر.

٩٨

إياكم والكسل فإنه من كسل لم يؤد حق الله عزوجل. تنظفوا بالماء من المنتن الريح الذي يتأذى به تعهدوا أنفسكم فإن الله عزوجل يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به(١) من جلس إليه لايعبث الرجل في صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته. بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره.

المؤمن نفسه منه في تعب ، والناس منه في راحة ليكن جل كلامكم ذكرالله عزوجل احذروا الذنوب فإن العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق داووا مرضاكم بالصدقة حصنوا أموالكم بالزكاة. الصلاة قربان كل تقي. الحج جهاد كل ضعيف.

جهاد المرأة حسن التبعل الفقر هوالموت الاكبر ، قلة العيال أحد اليسارين التقدير نصف العيش. الهم نصف الهرم ماعال امرؤ اقتصد ، وما عطب امرؤاستشار. لاتصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أودين. لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله. من أيقن بالخلف جاد بالعطية. من ضرب يديه على فخذيه عند مصيبة حبط أجره أفضل أعمال المرء انتظار فرج الله عزوجل من أحزن والديه فقد عقهما استنزلوا الرزق بالصدقة.

ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورودالبلاء فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة(٢) إلى أسفلها ومن ركض البراذين سلوا الله العافية من جهد البلاء فإن جهد البلاء ذهاب الدين. السعيد من وعظ بغيره فاتعظ روضوا أنفسكم على الاخلاق الحسنة فإن العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ومن شرب الخمر وهو يعلم أنها حرام سقاه الله من طينة خبال(٣) وإن كان مغفورا له لانذر في معصية ، ولا يمين في قطيعة. الداعي

__________________

(١) أى يترفع ويتنزه عنه وفى التحف يتأفف به أى يقال : اف من كرب اوضجر.

(٢) التلعة : ما علامن الارض.

(٣) قال الجزرى في النهاية : جاء تفسيره في الحديث أن الخبال عصارة أهل النار ، والخبال في الاصل : الفساد ويكون في الافعال والا بدان والعقول قلت : وقد جاء تفسيره بأنه صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة.

٩٩

بلاعمل كالرامي بلاوتر لتطيب المرأة المسلمة لزوجها المقتول دون ماله شهيد المغبون غير محمود ولا مأجور. لايمين لولدمع والده ، ولا للمرأة مع زوجها لاصمت يوما إلى الليل إلا بذكر الله عزوجل. لاتعرب بعد الهجرة لاهجرة بعد الفنح.

تعر ضوالتجارة فإن فيها غنى لكم عمافي أيدي الناس فإن الله يحب المحترف الامين(١) ليس عمل أحب إلى الله عزوجل من الصلاء فلا يشغلنكم عن أوقاتها شئ من امور الدنيا ، فإن الله عزوجل ذم أقواما فقال : « الذين هم عن صلوتهم ساهون » يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها اعلموا أن صالحي عدو كم يرائي بعضهم بعضا ، ولكن الله عزوجل لا يوفقهم ولا يقبل إلاما كان له خالصا البر لايبلى والذنب لاينسى والله الجليل مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

المؤمن لايغش أخاه(٢) ولا يخونه ولا يخذله ولا يقول له : أنامنك برئ اطلب لاخيك عذرا ، فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا(٣) مزاوله قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل واستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. لاتعاجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم.(٤)

ارحموا ضعفاء كم واطلبوا الرحمة من الله عزوجل بالرحمة لهم إياكم وغيبة المسلم ، فإن المسلم لايغتاب أخاه وقد نهى الله عزوجل عن ذلك فقال تعالى : « ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا » لايجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عزوجل يتشبه بأهل الكفر ـ يعني المجوس – ليجلس أحد كم على طعامه جلسة العبد ، وليأكل على الارض ولايشرب قائما(٥) إذا أصاب

__________________

(١) في التحف : تعرضوا لما عند الله عزوجل فان فيه غنى عما في أيدى الناس الله يحب المحترف الامين.

(٢) في التحف : المؤمن لايعير اخاه.

(٣) في التحف : أقبل عذر أخيك فان لم يكن له عذر فالتمس له عذارا.

(٤) في نسخة : فتعسو قلوبكم اى تغلظ وتصلب.

(٥) في التحف : لايشرب احدكم قائما فانه يورث الداء الذى لادواء له إلا أن يعافى الله.

١٠٠