تهذيب الأحكام - ج ٦

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

تهذيب الأحكام - ج ٦

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : الفقه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٠٥

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب المكاسب

٩٣ ـ باب المكاسب

(٨٨٠) ١ ـ الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع : ألا إن الروح الامين نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله عزوجل واجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شئ من الرزق أن تطلبوه بشئ من معصية الله ، فان الله تعالى قسم الارزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما ، فمن اتقى الله عزوجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ، ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة.

(٨٨١) ٢ ـ أحمد بن ابي عبد الله عن أبيه عن اسماعيل القصير عمن ذكره عن ابي حمزة الثمالي قال : ذكر عند علي بن الحسين عليه‌السلام غلاء السعر فقال : وما علي من غلائه ان غلا فهو عليه وان رخص فهو عليه.

__________________

ـ ٨٨٠ ـ ٨٨١ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٠ واخرج الثاني الصدوق في الفقيه ج ٣ ص ١٧٠

٣٢١

(٨٨٢) ٣ ـ عنه عن ابن فضال عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ليكن طلبك المعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها ولكن انزل نفسك من ذلك بمنزلة النصف المتعفف ، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف وتكسب ما لا بد للمؤمن منه ، ان الذين اعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم.

(٨٨٣) ٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه رفعه عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام كثيرا ما يقول : اعلموا علما يقينا ان الله تعالى لم يجعل للعبد وان اشتد جهده وعظمت حيلته وكثرت مكابدته ان يسبق ما سمي له في الذكر الحكيم ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته ان يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم ، ايها الناس انه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه ولن ينقص امرؤ نقيرا بحمقه ، فالعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة ، والعالم بهذا التارك له اعظم الناس شغلا في مضرة. ورب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه ، ورب معذور في الناس مصنوع له ، فافق ايها الساعي من سعيك واقصر من عجلتك وانتبه من سنة غفلتك وتفكر فيما جاء عن الله عزوجل على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله واحتفظوا بهذه الحروف السبعة فانها من قول اهل الجحى ومن عزائم الله في الذكر الحكيم ، انه ليس لأحد ان يلقى الله عزوجل بخلة من هذه الخلال : الشرك بالله فيما افترض عليه ، أو اشفى غيظا بهلاك نفسه ، أو أمر بامر يعمل بغيره ، أو استنجح إلى مخلوق باظهار بدعة في دينه ، أو سره ان يحمده الناس بما لم يفعل ، والمتجبر المختال ، وصاحب الابهة.

(٨٨٤) ٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن ربيع بن

__________________

ـ ٨٨٢ ـ ٨٨٣ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٠ والثاني بزيادة فيه

ـ ٨٨٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥١

٣٢٢

محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان الله تعالى وسع ارزاق الحمقى ليعتبر بها العقلاء ويعلموا ان الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة.

(٨٨٥) ٦ ـ أحمد بن ابي عبد الله عن محمد بن علي عن هارون بن حمزة عن علي بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما فعل عمر بن مسلم؟ قلت : جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال : ويحه أما علم ان تارك الطلب لا يستجاب له؟! ، إن قوما من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزلت : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (١) غلقوا الابواب واقبلوا على العبادة وقالوا : قد كفينا ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فارسل إليهم فقال : ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا : يا رسول الله تكفل لنا بارزاقنا فاقبلنا على العبادة فقال : انه من فعل ذلك لم يستجب له ، عليكم بالطلب.

(٨٨٦) ٧ ـ أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الرحمن بن حماد عن زياد القندي عن حسين الصحاف عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام اي شئ على الرجل في طلب الرزق؟ فقال : إذا فتحت بابك وبسطت بساطك فقد قضيت ما عليك.

(٨٨٧) ٨ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ابي بكير عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : رجل قال : لاقعدن في بيتي ولاصلين ولأصومن ولاعبدن ربي عزوجل فاما رزقي فسيأتيني!؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : هذا احد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم.

(٨٨٨) ٩ ـ الفضل بن شاذان عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن

__________________

(١) سورة الطلاق الآية : ٢ و ٣

ـ ٨٨٥ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥١ الفقيه ج ٣ ص ١١٩

ـ ٨٨٦ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٠ الفقيه ج ٣ ص ١٠٠

ـ ٨٨٧ ـ ٨٨٨ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٩

٣٢٣

عبد الحميد عن أيوب اخي اديم بياع الهروي قال : كنا جلوسا عند ابي عبد الله عليه‌السلام إذا أقبل العلا بن كامل فجلس قدام ابي عبد الله عليه‌السلام فقال : ادع الله عزوجل ان يرزقني في دعة فقال : لا ادعو لك اطلب كما امرك الله.

(٨٨٩) ١٠ ـ أحمد بن ابي عبد الله عن ابيه عن ابي طالب الشعراني عن سليمان بن معلى بن خنيس عن ابيه قال : سأل أبو عبد الله عليه‌السلام عن رجل وانا عنده فقيل قد اصابته الحاجة قال : فما يصنع اليوم؟ قيل : في البيت يعبد ربه عزوجل قال : فمن اين قوته؟ قيل : من عند بعض اخوانه قال أبو عبد الله عليه‌السلام : والله للذي يقوته اشد عبادة منه.

(٨٩٠) ١١ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابي عمير عن عبد الله ابن المغيرة عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : من طلب الدنيا استعفافا عن الناس وسعيا على اهله وتعطفا على جاره لقي الله عزوجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر.

(٨٩١) ١٢ ـ الحسن بن محبوب عن ابي خالد الكوفي رفعه عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة سبعون جزءا افضلها طلب الحلال.

(٨٩٢) ١٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن اسماعيل بن محمد المنقري عن هشام الصيدناني قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا هشام ان رأيت الصفين قد التقيا فلا تدع طلب الرزق في ذلك اليوم.

(٨٩٣) ١٤ ـ عنه عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن عبيدالله

__________________

ـ ٨٨٩ ـ ٨٩٠ ـ ٨٩١ ـ ٨٩٢ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٩

ـ ٨٩٣ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٨

٣٢٤

الدهقان عن درست عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : استقبلت ابا عبد الله عليه‌السلام في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت : جعلت فداك حالك عند الله عزوجل وقرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم!! فقال : يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق لأستغني به عن مثلك.

(٨٩٤) ١٥ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ان محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت ارى ان علي بن الحسين عليهما‌السلام يدع خلفا افضل من علي بن الحسين عليهما‌السلام حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليهما‌السلام فاردت ان أعظه فوعظني فقال له اصحابه : باي شئ وعظك؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين اسودين أو موليين ، فقلت في نفسي سبحان الله شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحال في طلب الدنيا أما اني لأعظنه ، فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي بنهر وهو يتصاب عرقا فقلت : اصلحك الله شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا! ارأيت لو جاء اجلك وانت على هذه الحالة ما كنت تصنع؟ فقال : لو جاءني الموت وانا على هذه الحال جاءني وانا في طاعة من طاعات الله عزوجل أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس ، وانما كنت اخاف ان لو جاءني الموت وانا على معصية من معاصي الله عزوجل فقلت : صدقت يرحمك الله اردت ان اعظك فوعظتني.

(٨٩٥) ١٦ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن

__________________

ـ ٨٩٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٨

٨٩٥ الكافي ج ١ ص ٣٤٨

٣٢٥

سيف بن عميرة وسلمة صاحب السابري عن ابي اسامة زيد الشحام عن ابي عبد الله عليه‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام أعتق الف مملوك من كد يده.

(٨٩٦) ١٧ ـ أحمد بن ابي عبد الله عن شريف بن سابق عن الفضل ابن ابي قرة عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : اوحى الله عزوجل إلى داود عليه‌السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا قال : فبكى داود عليه‌السلام اربعين صباحا فأوحى الله عزوجل إلى الحديد أن لن لعبدي داود فألان الله تعالى له الحديد ، فكان يعمل لكل يوم درعا فيبيعها بالف درهم فعمل ثلاثمائة وستين درعا فباعها بثلاثمائة وستين الفا واستغنى عن بيت المال.

(٨٩٧) ١٨ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن اسباط بن سالم قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل؟ فقلنا : صالح ولكنه قد ترك التجارة فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : عمل الشيطان ثلاثا ، أما علم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فهيا ما قضى دينه وقسم في قرابته يقول الله عزوجل : (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة) (١) إلى آخر الآية يقول القصاص ان القوم لم يكونوا يتجرون كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها ، وهم افضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر.

(٨٩٨) ١٩ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط عن محمد بن عذافر عن أبيه قال : اعطى أبو عبد الله عليه‌السلام ابي ألفا وسبعمائة دينار فقال له : اتجر لي بها ثم قال : اما انه ليس لي رغبة في ربحها وان

__________________

(١) سورة النور الآية : ٣٧

ـ ٨٩٦ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٨ الفقيه ج ٣ ص ٩٨

ـ ٨٩٧ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٨ الفقيه ج ٣ ص ١١٩

ـ ٨٩٨ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٩

٣٢٦

كان الربح مرغوبا فيه ولكن احببت ان يراني الله عزوجل متعرضا لفوائده قال : فربحت فيها مائة دينار ثم لقيته فقلت له : قد ربحت لك فيها مائة دينار قال : ففرح أبو عبد الله عليه‌السلام بذلك فرحا شديدا ثم قال : اثبتها لي في رأس مالي.

(٨٩٩) ٢٠ ـ أحمد بن ابي عبد الله عن الجهم بن الحكم عن اسماعيل ابن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس الزهد في الدنيا باضاعة المال ولا تحريم الحلال ، بل الزهد فيها ان لا تكون بما في يدك اوثق بما عند الله عزوجل.

(٩٠٠) ٢١ ـ الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ابي عبد الله عليه‌السلام في قوله (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) (١) رضوان الله والجنة في الآخرة ، والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.

(٩٠١) ٢٢ ـ أحمد بن ابي عبد الله عن ابراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن المعلى عن القاسم بن محمد رفعه إلى ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قيل له : ما بال اصحاب عيسى عليه‌السلام كانوا يمشون على الماء وليس ذلك في اصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : ان اصحاب عيسى عليه‌السلام كفوا المعاش وهؤلاء ابتلوا بالمعاش.

(٩٠٢) ٢٣ ـ عنه ابي الخزرج الانصاري عن علي بن غراب عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ملعون من ألقى كله على الناس.

(٩٠٣) ٢٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن عبد الله بن ابي يعفور قال : قال رجل لأبي عبد الله

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ٢٠١

ـ ٨٩٩ ـ الكافي ج ١ ص ٢٤٧

ـ ٩٠٠ ـ ٩٠١ ـ ٩٠٢ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٧ واخرج الأول الصدوق في الفقيه ج ٣ ص ٩٤

ـ ٩٠٣ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٨

٣٢٧

عليه‌السلام والله انا لنطلب الدنيا ونحب ان نؤتى بها فقال : تحب ان تصنع بها ماذا؟ قال : اعود بها على نفسي وعيالي وأصل منها واتصدق واحج واعتمر فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة.

(٩٠٤) ٢٥ ـ أحمد بن ابي عبد الله رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : غنى يحجزك عن الظلم خير من فقر يحملك على الاثم.

(٩٠٥) ٢٦ ـ الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن محمد بن ابي الهزهاز عن علي بن السري قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان الله عزوجل جعل ارزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا وذلك ان العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.

(٩٠٦) ٢٧ ـ عنه عن حماد بن عيسى عن عمر بن اذينة عن ابان عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : منهومان لا يشبعان : منهوم دنيا ومنهوم علم ، فمن اقتصر من الدنيا على ما احل الله عزوجل له سلم ومن تناولها من غير حلها هلك إلا ان يتوب ويراجع ومن اخذ العلم من اهله وعمل به نجا ومن اراد به الدنيا فهي حظه.

(٩٠٧) ٢٨ ـ عنه عن حماد عن ابراهيم بن محمد عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ما اعطى الله عبدا ثلاثين الفا وهو يريد به خيرا وقال : ما جمع رجل قط عشرة الآف درهم من حل وقد يجمعها لأقوام ، إذا اعطي القوت ورزق العمل فقد جمع الله له الدنيا والآخرة.

__________________

ـ ٩٠٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣٤٨ الفقيه ج ٣ ص ١٠١

ـ ٩٠٥ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥١ الفقيه ج ٣ ص ١٠١

ـ ٩٠٦ ـ أصول الكافي ج ١ ص ٤٦ طبع طهران سنة ١٣٧٥ هجري

٣٢٨

(٩٠٨) ٢٩ ـ محمد بن أحمد بن يحيى عن ابي جعفر عن أبيه عن ابن سنان عن حذيفة بن منصور عن معاذ بن كثير صاحب الاكسية قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قد هممت ان ادع السوق وفي يدي شئ قال : اذن يسقط رأيك ولا يستعان بك على شئ.

(٩٠٩) ٣٠ ـ عنه عن بنان بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن جعفر عن ابيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أعسر احدكم فليخرج ولا يغم نفسه واهله.

(٩١٠) ٣١ ـ عنه عن علي بن اسماعيل عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا ضاق احدكم فليعلم اخاه ولا يعن على نفسه.

(٩١١) ٣٢ ـ عنه عن محمد بن عيسى اليقطيني عن زكريا المؤمن عن محمد بن سليمان عن ابي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : انما مثل الحاجة إلى من اصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الافعى انت إليه محوج وانت منها على خطر.

(٩١٢) ٣٣ ـ عنه عن أحمد بن محمد عن أحمد بن يوسف بن عقيل عن ابي علي الخزاز عن داود الرقي عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال : يا داود تدخل يدك في فم التنيين إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج إلى من لم يكن فكان.

(٩١٣) ٣٤ ـ عنه عن يعقوب بن يزيد عن ابن بنت الوليد بن صبيح الكاهلي عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : من سود اسمه في ديوان ولد سابع حشره الله يوم القيامة خنزيرا.

_________________

ـ ٩٠٨ ـ الكافي ج ١ ص ٣٧١

ـ ٩١٠ ـ الكافي ج ١ ص ١٧٦

٣٢٩

(٩١٤) ٣٥ ـ الحسن بن محبوب عن حريز قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقووه بالتقية والاستغناء بالله عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان ، واعلم انه من خضع لصاحب سلطان أو لمن يخالفه على دينه طالبا لما في يده من دنياه اخمله الله ومقته عليه ووكله إليه ، فان هو غلب على شئ من دنياه فصار إليه منه شئ نزع الله البركة منه ولم يأجره على شئ يفقه في حج ولا عتق ولا بر.

(٩١٥) ٣٦ ـ عنه عن أحمد بن الحسن بن علي عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار عن ابي عبد الله عليه‌السلام سئل عن عمل السلطان يخرج فيه الرجل؟ قال : لا إلا أن لا يقدر على شئ ولا يأكل ولا يشرب ولا يقدر على حيلة. فان فعل فصار في يده شئ فليبعث بخمسه إلى اهل البيت.

(٩١٦) ٣٧ ـ عنه عن محمد بن عبد الجبار عن ابن ابي نجران عن ابن سنان عن حبيب عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : ذكر عنده رجل من هذه العصابة قد ولي ولاية قال : فكيف صنيعه إلى اخوانه؟ قال : قلت ليس عنده خير قال : اف يدخلون فيما لا ينبغي لهم ولا يصنعون إلى اخوانهم خيرا!!.

(٩١٧) ٣٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم ومحمد بن حمران عن الوليد بن صبيح قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام فاستقبلني زرارة خارجا من عنده فقال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا وليد أما تعجب من زرارة سألني عن اعمال هؤلاء اي شئ كان أيريد ان اقول له :

__________________

ـ ٩١٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٧ بتفاوت فيه

ـ ٩١٦ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٧

ـ ٩١٧ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٧

٣٣٠

لا فيروي ذلك علي؟ ثم قال : يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن اعمالهم انما كانت الشيعة تقول : يؤكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويستظل بظلهم؟! متى كانت الشيعة تسأل عن هذا؟!.

(٩١٨) ٣٩ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابي بصير قال : سألت ابا جعفر عليه‌السلام عن اعمالهم فقال لي : يا ابا محمد لا ولا مدة بقلم ان احدكم لا يصيب من دنياهم شيئا إلا اصابوا من دينه مثله أو حتى يصيبوا من دينه مثله الوهم من ابن ابي عمير.

(٩١٩) ٤٠ ـ ابن ابي عمير عن بشير عن ابن ابي يعفور قال : كنت عند ابي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من اصحابنا فقال له : اصلحك الله انه ربما اصاب الرجل منا الضيق أو الشدة فيدعى إلى البناء يبنيه أو للنهر يكريه أو المسناة يصلحها فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما احب اني عقدت لهم عقدة أو وكيت لهم وكاءا وان لي ما بين لابتيها لا ولا مدة بقلم ، ان اعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد.

(٩٢٠) ٤١ ـ عنه عن علي بن محمد بن بندار عن ابراهيم بن اسحاق عن عبد الله بن حماد عن علي بن ابي حمزة قال : كان لي صديق من كتاب بني أمية فقال لي : استأذن لي على ابي عبد الله عليه‌السلام فاستأذنت له فاذن له ، فلما أن دخل سلم وجلس ثم قال كلمة : جعلت فداك اني كنت اكتب في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا واغمضت في مطالبه فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : لولا ان بني أمية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفئ ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ، ولو تركهم الناس وما في ايديهم لما وجدوا شيئا إلا ما وقع في ايديهم قال : فقال

__________________

ـ ٩١٨ ـ ٩١٩ ـ ٩٢٠ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٧

٣٣١

الفتى : جعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال : فقال : ان قلت لك تفعل؟ قال : افعل قال : فاخرج من جميع ما كسبت من ديوانهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ومن لم تعرف تصدقت به له وانا اضمن لك على الله عزوجل الجنة قال : فاطرق الفتى طويلا فقال له : قد فعلت جعلت فداك قال ابن ابي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الارض إلا خرج منه حتى ثيابه التي على بدنه قال : فقسمنا له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا إليه بنفقة قال : فما اتى عليه إلا اشهر قلائل حتى مرض فكنا نعوده قال : فدخلت يوما وهو في السوق قال : ففتح عينيه ثم قال لي : يا علي وفي لي والله صاحبك قال : ثم مات فتولينا امره ، فخرجت حتى دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام فلما نظر الي قال : يا علي وفينا والله لصاحبك قال : فقلت صدقت جعلت فداك هكذا والله قال لي عند موته.

(٩٢١) ٤٢ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن جهم بن حميد قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : اما تغشى سلطان هؤلاء؟ قال : قلت : لا قال فلم؟ قلت : فرارا بديني قال : قد عزمت على ذلك؟ قلت : نعم فقال : الآن سلم لك دينك.

(٩٢٢) ٤٣ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن حميد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : اني وليت عملا فهل لي من ذلك مخرج؟ فقال : ما اكثر من طلب من ذلك المخرج فعسر عليه قلت : فما ترى؟ قال : ارى ان تتقي الله عزوجل ولا تعود.

(٩٢٣) ٤٤ ـ عنه عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد ابن محمد البارقي عن ابي علي بن راشد عن ابراهيم بن السندي عن يونس بن عمار قال :

__________________

ـ ٩٢١ ـ ٩٢٢ ـ ٩٢٣ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٨

٣٣٢

وصفت لأبي عبد الله عليه‌السلام من يقول بهذا الامر ممن يعمل مع السلطان فقال : إذا ولوكم يدخلون عليكم المرفق وينفعونكم في حوائجكم؟ قال : قلت منهم من يفعل ومنهم من لا يفعل قال : فمن لم يفعل ذلك منهم فابرؤا منه برئ الله منه.

(٩٢٤) ٤٥ ـ عنه عن الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن ابي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن سلمة قال : دخلت على ابي الحسن موسى عليه‌السلام فقال لي : يا زياد انك لتعمل عمل السلطان؟ قال : قلت اجل قال لي : ولم؟ قلت : انا رجل لي مروة وعلي عيال وليس وراء ظهري شئ فقال لي : يا زيدا لان اسقط من حالق فاتقطع قطعة قطعة احب الي من ان اتولى لاحد منهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم الا لماذا؟ قلت : لا ادري قال : إلا لتفريج كربة عن مؤمن اوفك اسره أو قضاء دينه ، يا زياد ان أهون ما يصنع الله عزوجل بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله عزوجل من حساب الخلائق ، يا زياد فان وليت شيئا من اعمالهم فاحسن إلى اخوانك فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك ، يا زياد ايما رجل منكم تولى لاحد منهم عملا ثم ساوى بينكم وبينهم فقولوا له انت منتحل كذاب ، يا زياد إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا ونفاد ما أتيت إليهم عنهم وبقاء ما ابقيت إليهم عليك.

(٩٢٥) ٤٦ ـ محمد بن علي بن محبوب عن ابراهيم النهاوندي عن السياري عن ابن جمهور وغيره من اصحابنا قال : كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الاهواز وفارس فقال بعض اهل عمله لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان في ديوان النجاشي علي خراجا وهو ممن يدين بطاعتك فان رأيت ان تكتب إليه كتابا

__________________

ـ ٩٢٤ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٨

ـ ٩٢٥ ـ أصول الكافي ج ٢ ص ١٩٠ طبع طهران ١٣٧٥ هجري

٣٣٣

قال فكتب إليه كتابا : (بسم الله الرحمن الرحيم سر اخاك يسرك الله) فلما ورد عليه الكتاب وهو في مجلسه ، فلما خلانا وله الكتاب وقال : هذا كتاب ابي عبد الله عليه‌السلام فقبله ووضعه على عينيه ثم قال : ما حاجتك؟ فقال : علي خراج في ديوانك قال له : كم هو؟ قال : هو عشرة آلاف درهم قال : فدعا كاتبه فأمره بادائها عنه ثم اخرج مثله فأمره ان يثبتها له لقابل ، ثم قال له : هل سررتك؟ قال : نعم قال : فامر له بعشرة آلاف درهم اخرى فقال له : هل سررتك؟ فقال : نعم جعلت فداك فامر له بمركب ثم امر له بجارية وغلام وتخت ثياب في كل ذلك يقول هل سررتك؟ فكلما قال نعم زاده حتى فرغ قال له : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت الي كتاب مولاي فيه وارفع الي جميع حوائجك قال : ففعل ، وخرج الرجل فصار إلى ابي عبد الله عليه‌السلام بعد ذلك فحدثه بالحديث على جهته فجعل يستبشر بما فعله قال له الرجل : يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي؟ قال : اي والله لقد سر الله ورسوله.

(٩٢٦) ٤٧ ـ محمد بن أحمد عن السياري عن أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من اهل بست (١) وسجستان (٢) قال : رافقت ابا جعفر الجواد عليه‌السلام في السنة التي حج فيها في اول خلافة المعتصم فقلت له وانا معه على المائدة وهناك جماعة من اولياء السلطان : ان والينا جعلت فداك رجل يتولاكم اهل البيت ويحبكم ويتولاكم وعلي في ديوانه خراج فان رأيت جعلني الله فداك ان تكتب إليه بالاحسان الي فقال : لا اعرفه فقلت : جعلت فداك انه على ما قلت : من محبيكم

__________________

(١) بست : مدينة قديمة في أفغانستان على ملتقى الطرق بين بلوخستان والهند

(٢) سجستان : أو سيستان بلاد واقعة بين ايران وافغانستان

ـ ٩٢٦ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٩

٣٣٤

اهل البيت وكتابك ينفعني عنده فأخذ القرطاس وكتب : (بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فان موصل كتابي ذكر عنك مذهبا جميلا ، وان مالك من اعمالك إلا ما احسنت فيه فاحسن إلى اخوانك ، واعلم ان الله عزوجل يسألك عن مثاقيل الذر والخردل) فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى حسين بن عبد الله النيسابوري وهو الوالي فاستقبلني من المدينة على فرسخين ، فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه ثم قال لي : ما حاجتك؟ فقلت : خراج علي في ديوانك قال : فأمر بطرحه عني وقال : لا تؤد خراجا ما دام لي عمل ، ثم سألني عن عيالي فاخبرته بمبلغهم فامر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا ، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا ولا قطع عني صلته حتى مات. (٩٢٧) ٤٨ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عمن ذكره عن علي ابن اسباط عن ابراهيم بن ابي محمود عن علي بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : ما تقول في اعمال هؤلاء؟ فقال : ان كنت لا بد فاعلا فاتق اموال الشيعة قال : فاخبرني علي انه كان يجبيها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر.

(٩٢٨) ٤٩ ـ عنه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الانباري عن ابي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كتبت إليه اربعة عشر سنة أستأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه اذكر انني اخاف على خيط عنقي وان السلطان يقول : رافضي ولسنا نشك في انك تركت عمل السلطان للرفض فكتب إليه أبو الحسن عليه‌السلام : فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك ، فان كنت تعلم انك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تصير اعوانك وكتابك من اهل ملتك ، وإذا صار اليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا وإلا فلا.

__________________

ـ ٩٢٧ ـ ٩٢٨ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٩

٣٣٥

(٩٢٩) ٥٠ ـ محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسين عن ابيه عن عثمان ابن عيسى عن مهران بن محمد عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما من جبار إلا ومعه مؤمن يدفع الله عزوجل به عن المؤمنين وهو أقلهم حظا في الآخرة يعني اقل المؤمنين حظا لصحبة الجبار.

(٩٣٠) ٥١ ـ محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن عيسى العبيدي قال : كتب أبو عمر الحذاء إلى ابي الحسن عليه‌السلام وقرأت الكتاب والجواب بخطه يعلمه انه كان يختلف إلى بعض قضاة هؤلاء وانه صير إليه وقوفا ومواريث بعض ولد العباس احياءا وامواتا واجري عليه الارزاق وانه كان يؤدي الامانة إليهم ، ثم انه بعد عاهد الله ان لا يدخل لهم في عمل وعليه مؤنة وقد تلف اكثر ما كان في يده واخاف ان ينكشف عنهم ما لا يحب ان ينكشف من الحال فانه منتظر امرك في ذلك فما تأمر به؟ فكتب عليه‌السلام إليه : لا عليك ان دخلت معهم الله يعلم ونحن ما انت عليه.

(٩٣١) ٥٢ ـ عنه عن علي بن السندي عن ابن ابي عمير عن جميل ابن دراج عن محمد بن مسلم وزرارة قالا : سمعناه يقول : جوائز العمال ليس بها بأس.

(٩٣٢) ٥٣ ـ الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قال لي أبو الحسن عليه‌السلام ما لك لا تدخل مع علي في شراء الطعام اني اظنك ضيقا؟ قال : قلت : نعم فان شئت وسعت علي قال : اشتره.

(٩٣٣) ٥٤ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام وعنده اسماعيل ابنه فقال : ما يمنع ابن ابي سماك ان يخرج شباب الشيعة فيكفونه ما

__________________

ـ ٩٢٩ ـ الكافي ج ١ ص ٣٥٩

٣٣٦

يكفيه الناس ويعطيهم ما يعطي الناس!؟ قال : ثم قال له : لم تركت عطاءك؟ قال قلت : مخافة على ديني قال : ما منع ابن ابي سماك ان يبعث اليك بعطائك!؟ أما علم ان لك في بيت المال نصيبا!.

(٩٣٤) ٥٥ ـ محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال : سألته عن شراء الخيانة والسرقة فقال : إذا عرفت انه كذلك فلا إلا ان يكون شيئا اشتريته من العامل.

(٩٣٥) ٥٦ ـ الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن يحيى بن ابي العلا عن ابي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عليهما‌السلام أن الحسن والحسين عليهما‌السلام كانا يقبلان جوائز معاوية.

(٩٣٦) ٥٧ ـ وعنه عن ابن ابي عمير عن علي بن عطية قال : اخبرني زرارة قال : اشترى ضريس بن عبد الملك واخوه من هبيرة ارزا بثلاثمائة الف قال : فقلت له : ويلك أو ويحك انظر إلى خمس هذا المال فابعث به إليه واحتبس الباقي قال : فابي ذلك قال : فادى المال وقدم هؤلاء فذهب امر بني أمية قال : فقلت ذلك لأبي عبد الله عليه‌السلام فقال مبادرا للجواب : هو له هو له فقلت له : انه قد اداها فعض على اصبعه.

(٩٣٧) ٥٨ ـ عنه عن ابن ابي عمير عن محمد بن ابي حمزة عن رجل قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : اشتري الطعام فيجيئني من يتظلم فيقول : ظلموني فقال : اشتره.

(٩٣٨) ٥٩ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن معاوية

__________________

ـ ٣٣٤ ـ الفقيه ج ٣ ص ١٤٣

٣٣٧

ابن وهب قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : اشتري من العامل الشئ وانا اعلم انه يظلم؟ فقال : اشتره منه.

(٩٣٩) ٦٠ ـ عنه عن ابن ابي عمير عن داود بن رزين قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : اني اخالط السلطان فيكون عندي الجارية فيأخذونها أو الدابة الفارهة فيبعثون فيأخذونها ثم يقع لهم عندي المال فلي أن آخذه؟ قال : خذ مثل ذلك ولا تزد عليه.

(٩٤٠) ٦١ ـ الحسن بن محبوب عن ابي ولاد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما ترى في رجل يلي اعمال السلطان ليس له مكسب إلا من اعمالهم وانا امر به فانزل عليه فيضيفني ويحسن إلي وربما أمر لي بالدراهم والكسوة وقد ضاق صدري من ذلك؟ فقال لي : كل وخذ منه فلك المهنا وعليه الوزر.

(٩٤١) ٦٢ ـ ابن ابي عمير عن يونس بن يعقوب قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : لا تعنهم على بناء مسجد.

(٩٤٢) ٦٣ ـ الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابي المعزا قال : سأل رجل ابا عبد الله عليه‌السلام وانا عنده فقال : اصلحك الله أمر بالعامل فيجيزني بالدراهم آخذها؟ قال : نعم ، قلت : واحج بها؟ قال : نعم.

(٩٤٣) ٦٤ ـ عنه عن ابن ابي عمير عن ابي المعزا عن محمد بن هشام أو غيره قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أمر بالعامل فيصلني بالصلة أقبلها؟ قال : نعم ، قلت : واحج منها؟ قال : نعم وحج منها.

(٩٤٤) ٦٥ ـ عنه عن ابن ابي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سئل

__________________

ـ ٩٤٠ ـ الفقيه ج ٣ ص ١٠٨ ـ ٩٤٢ ـ الفقيه ج ٣ ص ١٠٨

٣٣٨

أبو عبد الله عليه‌السلام عن رجل مسلم وهو في ديوان هؤلاء وهو يحب آل محمد عليهم‌السلام ويخرج مع هؤلاء وفي بعثهم فيقتل تحت رايتهم قال : يبعثه الله على نيته ، قال : وسألته عن رجل مسكين دخل معهم رجاء ان يصيب معهم شيئا يغنيه الله به فمات في بعثهم قال : هو بمنزلة الاجير انه انما يعطي الله العباد على نياتهم.

(٩٤٥) ٦٦ ـ أحمد بن محمد عن ابيه عن البرقي عن محمد بن القاسم بن فضيل قال : سألت ابا الحسن الاول عليه‌السلام عن رجل اشترى من امرأة من آل فلان بعض قطائعهم وكتب عليه كتابا بأنها قد قبضت المال ولم تقبضه فيعطيها المال أم يمنعها؟ قال : فليقل له ليمنعها اشد المنع فانها باعته ما لم تملكه.

(٩٤٦) ٦٧ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال : سألت ابا الحسن عليه‌السلام عن رجل يكون في يده مال لأيتام فيحتاج إليه فيمد يده فيأخذه وينوي أن يرده قال : لا ينبغي له ان يأكل إلا القصد ولا يسرف ، فان كان من نيته ان لا يرده إليهم فهو بالمنزل الذي قال الله عزوجل : (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا) (١).

(٩٤٧) ٦٨ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام انا ندخل على اخ لنا في بيت ايتام ومعهم خادم لهم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال : ان كان دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس ، وان كان فيه ضرر لهم فلا ، وقال : بل الانسان على نفسه بصيرة فانتم لا يخفى عليكم وقد قال الله عزوجل : (وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم

__________________

(١) سورة النساء الآية : ١١

ـ ٩٤٥ ـ الكافي ج ١ ص ٣٦٥ ذيل حديث

ـ ٩٤٦ ـ ٩٤٧ ـ الكافي ج ١ ص ٣٦٤

٣٣٩

المفسد من المصلح) (١)

(٩٤٨) ٦٩ ـ أحمد بن محمد بن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) (٢) قال : من كان يلي شيئا لليتامى وهو محتاج ليس له ما يقيمه فهو يتقاضى اموالهم ويقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر ولا يسرف ، وان كانت ضيعتهم لا تشغله عما يعالج لنفسه فلا يرزأن من اموالهم شيئا.

(٩٤٩) ٧٠ ـ عنه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال : سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وان تخالطوهم فاخوانكم) قال : يعني اليتامى إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يحتاج إليه على قدر ما يخرج لكل انسان منهم فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن من أموالهم شيئا انما هي النار.

(٩٥٠) ٧١ ـ الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فليأكل بالمعروف) قال : المعروف هو القوت وانما عنى الوصي والقيم في اموالهم ما يصلحهم.

(٩٥١) ٧٢ ـ عنه عن محمد بن اسماعيل عن حنان بن سدير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : سألني عيسى بن موسى عن القيم للايتام في الابل ما يحل له منها؟ فقلت : إذ الاط حوضها وطلب ضالتها وهنأ (٣) جرباها فله أن يصيب من لبنها من غير نهك لضرع ولا فساد لنسل.

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ٢٢٠

(٢) سورة النساء الآية : ٥

(٣) لاط حوضها طينه وهنأ جرباها إذا طلام بالهنأ وهو القطر ان وهو ما يتخذ من حمل شجرة العرعر

ـ ٩٤٨ ـ ٩٤٩ ـ ٩٥٠ ـ ٩٥١ ـ الكافي ج ١ ص ٣٦٤

٣٤٠