تهذيب الأحكام - ج ٦

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

تهذيب الأحكام - ج ٦

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : الفقه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٠٥

(٤٧) ٤ ـ وعنه عن محمد بن همام قال : حدثنا محمد بن محمد بن رباح قال : حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن رباح قال : حدثني أحمد بن حماد عن زهير القرشي عن يزيد بن اسحاق شعر عن ابي السخين الارجني قال : حدثني عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي عن أبيه قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام فقال : يا عبد الله بن طلحة أما تزور قبر ابي الحسين عليه‌السلام؟ قلت : بلى انا لنأتيه قال : تأتونه كل جمعة؟ قلت : لا قال : تأتونه في كل شهر؟ قلت : لا قال : ما اجفاكم إن زيارته تعدل حجة وعمرة وزيارة ابي علي عليه‌السلام تعدل حجتين وعمرتين.

(٤٨) ٥ ـ وعنه عن محمد بن الحسن الكوفي قال : حدثنا محمد بن علي ابن معمر قال : حدثنا محمد بن مسعدة قال : حدثني عبد الرحمن بن ابي نجران عن علي ابن شعيب عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : بينا الحسين عليه‌السلام قاعد في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم إذ رفع رأسه إليه فقال : يا ابه قال : لبيك يا بني قال : ما لمن اتاك بعد وفاتك زائرا لا يريد إلا زيارتك؟ قال : يا بني من اتاني بعد وفاتي زائرا لا يريد إلا زيارتي فله الجنة ، ومن اتى اباك بعد وفاته زائرا لا يريد إلا زيارته فله الجنة ، ومن اتى اخاك بعد وفاته زائرا لا يريد إلا زيارته فله الجنة ، ومن اتاك بعد وفاتك زائرا لا يريد إلا زيارتك فله الجنة.

(٤٩) ٦ ـ وعنه عن ابي الحسين أحمد بن محمد بن المجاور قال : حدثنا أبو محمد بن المغيرة الكوفي قال : حدثنا الحسين بن محمد بن مالك عن أخيه جعفر عن رجاله يرفعه قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام وقد ذكر امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام فقال ابن ما رد لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما لمن زار جدك أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال : يا بن ما رد من زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ، والله يابن ما رد ما يطعم الله النار

٢١

قدما اغبرت في زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام ماشيا كان أو راكبا ، يا بن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب.

(٥٠) ٧ ـ وعنه عن محمد بن علي بن الفضل قال : اخبرني الحسين ابن محمد بن الفرزدق قال : حدثنا علي بن موسى بن الاحول قال : حدثنا محمد بن ابي السري املاءا قال : حدثني عبد الله بن محمد البلوى قال : حدثنا عمارة بن زيد عن ابي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال : اتيت ابا عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقلت له : يابن رسول الله ما لمن زار قبره ـ يعني أمير المؤمنين ـ وعمر تربته قال : يا ابا عامر حدثني ابي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن علي عليه‌السلام ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : والله لتقتلن بارض العراق وتدفن بها ، قلت : يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي : يا ابا الحسن ان الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها ، وان الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن اليكم وتحتمل المذلة والاذى فيكم ، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله مودة منهم لرسوله ، اولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي ، وهم زواري غدا في الجنة ، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما اعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس ، ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام ، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته امه ، فابشر وبشر اولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها ، اولئك شرار امتي لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي.

(٥١) ٨ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن عبد الله بن جعفر

٢٢

الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر الجعفي قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام فقلت له : اني اشتاق إلى الغري فقال : فما شوقك إليه؟ فقلت : له اني احب ان ازور أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : هل تعرف فضل زيارته؟ فقلت : لا يا بن رسول الله الا ان تعرفني ذلك قال : إذا زرت أمير المؤمنين عليه‌السلام فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن ابي طالب عليه‌السلام فقلت : ان آدم عليه‌السلام هبط بسرانديب في مطلع الشمس وزعموا ان عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة؟ فقال : ان الله عزوجل اوحى إلى نوح عليه‌السلام وهو في السفينة ان يطوف بالبيت اسبوعا ، فطاف بالبيت كما اوحى الله تعالى إليه ، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه‌السلام فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله ان يطوف ، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله تعالى للارض : (ابلعي ماءك) فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح عليه‌السلام في السفينة ، فاخذ نوح عليه‌السلام التابوت فدفنه في الغري ، وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما ، وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه ابراهيم خليلا ، واتخذ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا ، فوالله ما سكن فيه بعد ابويه الطيبين (١) آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليه‌السلام فانك زائر الآباء الاولين ومحمدا خاتم النبيين وعليا سيد الوصيين ، وان زائره تفتح له ابواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نواما.

__________________

(١) أي بعد زمانهما فلا ينافى كونه عليه‌السلام افضل منهما ، الظاهر ان امثال هذا لضعف عقول الناس وللتقية من غلات الشيعة أو من العامة والا فاخبارنا مستفيضة في انهم عليهم‌السلام افضل من جميع الانبياء سوى نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عن هامش بعض المخطوطات.

٢٣

(٥٢) ٩ ـ محمد بن أحمد بن داود عن ابي علي أحمد بن محمد بن عمار الكوفي قال : حدثنا ابي قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله ابن زرارة عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال : كنا عند الرضا عليه‌السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير ، فانكره بعض الناس فقال الرضا عليه‌السلام : حدثني ابي عن أبيه عليه‌السلام قال : ان يوم الغدير في السماء اشهر منه في الارض ، ان لله في الفردوس الاعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، فيه مائة الف قبة من ياقوتة حمراء ومائة الف خيمة من ياقوت اخضر ، ترابه المسك والعنبر ، فيه اربعة انهار نهر من خمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل ، وحواليه اشجار جميع الفواكه ، عليه طيور ابدانها من لؤلؤ واجنحتها من ياقوت تصوت بالوان الاصوات ، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه ، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر ، فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم وانهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة عليها‌السلام ، فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد امنتم من الخطإ والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام ، ثم قال : يابن ابي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فان الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ، ويعتق من النار ضعف ما اعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ، والدرهم فيه بالف درهم لاخوانك العارفين ، فافضل على اخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة ، ثم قال : يا اهل الكوفة لقد اعطيتم خيرا كثيرا وانكم لممن امتحن الله قلبه للايمان ، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم ، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات ،

٢٤

ولولا اني اكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما اعطى الله فيه من عرفه ما لا يحصى بعدد.

قال علي بن الحسين بن فضال قال لي : محمد بن عبد الله لقد ترددت إلى أحمد بن محمد انا وابوك والحسن بن الجهم اكثر من خمسين مرة وسمعناه منه.

٨ ـ باب زيارته عليه السلام

(٥٣) ١ ـ محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن محمد بن سعيد قال : اخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي قال : حدثنا ذبيان بن حكيم قال : حدثني يونس بن ظبيان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا اردت زيارة قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فتوضأ واغتسل وامش على هنيئتك وقل : (الحمد لله الذي اكرمني بمعرفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن فرض طاعته رحمة منه وتطولا منه علي بالايمان ، الحمد لله الذي سيرني في بلاده وحملني على دوابه وطوى لي البعيد ودفع عني المكروه حتى ادخلني حرم اخي رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فارانيه في عافية ، الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسوله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ، اشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عنده ، واشهد ان عليا عبد الله واخو رسوله عليه‌السلام ثم تدنو من القبر وتقول : (السلام من الله والتسليم على محمد امين الله على رسالته وعزائم امره ومعدن الوحي والتنزيل الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله والشاهد على الخلق السراج المنير والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على

٢٥

محمد وأهل بيته المظلومين افضل واكمل وارفع وانفع واشرف ما صليت على انبيائك واصفيائك ، اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك واخي رسولك ووصي رسولك الذي بعثته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديان الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على الائمة من ولده القوامين بامرك من بعده المطهرين الذين ارتضيتهم انصارا لدينك ، وحفظة على سرك ، وشهداء على خلقك ، واعلاما لعبادك) وصل عليهم جميعا ما استطعت (السلام على خالصة الله من خلقه ، السلام على المؤمنين الذين قاموا بامرك وآزروا أولياء الله وخافوا لخوفهم ، السلام على ملائكة الله ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا حبيب حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا عمود الدين ، ووارث علم الاولين والآخرين ، وصاحب المقام والصراط المستقيم ، اشهد انك قد اقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وامرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، ووفيت بعهد الله ، وجاهدت في الله حق جهاده ، ونصحت لله ولرسوله ، وجدت بنفسك صابرا ، مجاهدا عن دين الله موقيا لرسوله طالبا لما عند الله ، راغبا فيما وعد الله من رضوانه ، مضيت للذي كنت عليه شاهدا وشهيدا ومشهودا فجزاك الله عن رسوله وعن الاسلام وأهله افضل الجزاء ، ولعن الله من قتلك ، ولعن الله من بايع على قتلك ولعن الله من خالفك ، ولعن الله من افترى عليك وظلمك وغصبك ومن بلغه ذلك فرضي به ، انا إلى الله منه برئ ، ولعن الله امة خالفتك وامة جحدت ولايتك وامة تظاهرت عليك وامة قتلتك وامة قاتلتك وامة خذلتك وخذلت عنك ، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود ، اللهم العن امة قتلت انبياءك واوصياء انبيائك

٢٦

بجميع لعناتك واصلهم حر نارك والعن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللات والعزى والجبت والطاغوت وكل ند يدعي من دون الله وكل محدث مفتر ، اللهم العنهم واشياعهم واتباعهم ومحبيهم واولياءهم لعنا كثيرا ، اللهم العن قتلة الحسين ـ ثلاثا ـ اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه احدا من العالمين وضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة امرك واعد لهم عذابا لم تحله باحد من خلقك ، اللهم وادخل على قتلة انصار رسولك وانصار أمير المؤمنين وعلى قتلة الحسين وانصار الحسين وقتلة من قتل في ولاية آل محمد عليه‌السلام اجمعين عذابا مضاعفا في اسفل درك الجحيم لا يخفف عنهم العذاب وهم فيه مبلسون ملعونون ناكسوا رؤوسهم قد عاينوا الندامة والخزي الطويل بقتلهم عترة نبيك ورسولك واتباعهم من عبادك الصالحين ، اللهم والعنهم في مستسر السر وظاهر العلانية وسمائك وارضك اللهم اجعل لي لسان صدق في اوليائك وحبب إلي مشهدهم ومشاهدهم حتى تلحقني بهم وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة يا ارحم الراحمين) واجلس عند رأسه وقل (سلام الله وسلام ملائكته المقربين والمسلمين بقلوبهم والناطقين بفضلك والشاهدين على انك صادق صديق عليك يا مولاي ، صلى الله على روحك وبدنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر اشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والاداء ، واشهد انك حبيب الله وانك باب الله وانك وجه الله الذي منه يؤتى وانك سبيل الله وانك عبد الله وانك اخو رسوله ، اتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله متقربا إلى الله بزيارتك طالبا خلاص رقبتي متعوذا بك من نار استحققتها بما جنيت على نفسي ، اتيتك انقطاعا اليك والى ولدك الخلف من بعدك على تزكية الحق فقلبي لكم مسلم وامري لكم متبع ونصرتي لكم معدة ، انا عبد الله ومولاك وفي طاعتك الوافد اليك التمس بذلك كمال المنزلة عند الله ، وانت ممن أمرني الله بصلته وحثني على بره ودلني على فضله وهداني بحبه ورغبتي في الوفادة إليه والهمني

٢٧

طلب الحوائج من عنده ، انتم اهل بيت سعد من تولاكم ولا يخيب من اتاكم ولا يخسر من يهواكم ولا يسعد من عاداكم لا اجد احدا افزع إليه خيرا لي منكم ، انتم أهل بيت الرحمة ودعائم الدين واركان الارض والشجرة الطيبة ، اللهم لا تخيب توجهي اليك برسولك وآل رسولك ولا ترد استشفاعي بهم اليك ، اللهم انت مننت علي بزيارة مولاي وولايته ومعرفته فاجعلني ممن ينصره وممن ينتصر به ومن علي بنصري لدينك في الدنيا والآخرة ، اللهم اني احيا على ما حيي عليه علي بن ابي طالب عليه‌السلام واموت على ما مات عليه علي بن ابي طالب عليه‌السلام.

زيارة اخرى

(٥٤) ٢ ـ محمد بن يعقوب الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل ابن زياد عن محمد بن اورمة عمن حدثه عن الصادق وابي الحسن الثالث عليه‌السلام قال : تقول عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام : (السلام عليك يا ولي الله انت اول مظلوم واول من غصب حقه صبرت واحتسبت حتى اتاك اليقين ، واشهد انك قد لقيت الله وانت شهيد ، عذب الله قاتلك بانواع العذاب وجدد عليه العذاب ، جئتك عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لاعدائك ومن ظلمك ، القى على ذلك ربي ان شاء الله ، يا ولي الله ان لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلى ربك عزوجل ، فان لك عند الله مقاما محمودا وان لك عند الله جاها وشفاعة وقال الله تعالى : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى).

(٥٥) ٣ ـ وعنه عن محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن عيسى بن عبيد عن بعض اصحابنا عن ابي الحسن الثالث عليه‌السلام مثله.

__________________

ـ ٥٤ ـ ٥٥ ـ الكافي ج ١ ص ٣٢٠.

٢٨

زيارة اخرى

(٥٦) ٤ ـ (السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا خليفة الله ، السلام عليك يا عمود الدين ، السلام عليك يا قسيم النار ، ويا صاحب العصا والميسم ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، اشهد انك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم ، واشهد انك حجة الله على خلقه وشاهده على عباده وامينه على علمه وخازن سره وموضع حكمته واخو رسوله ، واشهد ان دعوتكم حق وكل داع منصوب دونكم باطل مدحوض ، انت اول مظلوم واول مغصوب حقه فصبرت واحتسبت ، لعن الله من ظلمك وتقدم عليك وصد عنك لعنا كثيرا يلعنهم به كل ملك مقرب وكل نبي مرسل وكل عبد مؤمن ممتحن ، صلى الله عليك يا امير المؤمنين وصلى الله على روحك وبدنك ، اشهد انك عبد الله وامينه بلغت ناصحا وأديت امينا وقتلت صديقا ومضيت على يقين. لم تؤثر عمى على هدى ولم تمل من حق الى باطل ، اشهد انك قد اقمت الصلاة وآتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر واتبعت الرسول ونصحت الامة وتلوت الكتاب حق تلاوتة وجاهدت في الله ودعوت إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى اتاك اليقين ، اشهد انك كنت على بينة من ربك ودعوت إليه على بصيرة وبلغت ما امرت به وقمت بحق الله غير واهن ولا موهن ، فصلى الله عليك صلاة متبعة متواصلة مترادفة يتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها ولا امد ولا اجل ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وجزاك الله من صديق خيرا عن رعيته ، اشهد ان الجهاد معك وان الحق معك واليك وانت اهله ومعدنه وميراث النبوة عندك ، فصلى الله عليك وسلم تسليما وعذب الله قاتلك بانواع

__________________

ـ ٥٦ ـ الكافي ج ١ ص ٣٢١.

٢٩

العذاب ، اتيتك يا أمير المؤمنين عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لاعدائك مواليا لاوليائك ، بابي انت وامي اتيتك عائدا من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي ، اتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عندي ، فاشفع لي عند ربك فان لي ذنوبا كثيرة ولك عند الله مقام محمود وجاه عظيم وشأن كبير وشفاعة مقبولة ، وقد قال الله عزوجل : (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) اللهم رب الارباب صريخ الاخيار اني عذت باخي رسولك معاذا ففك رقبتي من النار آمنت بالله وبما انزل اليكم واتولى آخركم بما توليت به اولكم وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى).

٩ ـ باب وداع أمير المؤمنين عليه السلام

فإذا اردت الوداع فقل : (السلام عليك ورحمة الله وبركاته واستودعك الله واسترعيك واقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسل وبما جاءت به ودعت إليه ودلت عليه فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي اياه فان توفيتني قبل ذلك فاني اشهد مع الشاهدين في مماتي على ما شهدت في حياتي اشهد انهم الائمة ـ كذا وكذا ـ واشهد ان قاتلهم وخاذلهم مشركون وان من رد عليهم في درك الجحيم ، اشهد ان من حاربهم لنا اعداء ونحن منهم براء وانهم حزب الشيطان وعلى من قتلهم لعنة الله ولعنة الملائكة والناس اجمعين ومن شرك فيهم ومن سره قتلهم ، اللهم اني اسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وآل محمد ـ وتسميهم عليهم‌السلام ـ ولا تجعله آخر العهد من زيارته ، فان جعلته فاحشرني مع هؤلاء الميامين الائمة ، اللهم وذلل قلوبنا لهم بالطاعة والمناصحة والمحبة وحسن الموازرة والتسليم).

٣٠

١٠ ـ باب فضل الكوفة والمواضع التي يستحب

فيها الصلاة منها وموضع قبر امير المؤمنين

عليه السلام والصلاة والدعاء عنده وفضل حصى

الغري ومسجد السهلة والمساجد التي لا يصلى

فيها وفضل الفرات والاغتسال منه.

(٥٧) ١ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه‌الله قال : حدثني ابي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله الرازي عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أبيه سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي عن ابي جفعر الباقر عليه‌السلام قال قلت له : أي البقاع افضل بعد حرم الله وحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : الكوفة يا ابا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين ، والاوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، وفيها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمة والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والاوصياء والصالحين.

(٥٨) ٢ ـ وعنه قال : حدثني محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ظريف بن ناصح عن خالد القلانسي عن الصادق عليه‌السلام قال : مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن ابي طالب صلوات الله عليهما ، الصلاة فيها بمائة الف صلاة والدرهم فيها بمائة الف درهم ، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن ابي طالب عليهما‌السلام ، الصلاة فيها بعشرة

__________________

ـ ٥٨ ـ الكافي ١ ص ٣٢٦ بتفاوت

٣١

الآف صلاة والدرهم فيها بعشرة الآف درهم ، والكوفة حرم الله تعالى وحرم رسوله وحرم علي بن ابي طالب عليهما‌السلام ، الصلاة فيها بالف صلاة والدرهم فيها بالف درهم.

(٥٩) ٣ ـ وعنه عن محمد بن الحسين الجوهري عن محمد بن أحمد ابن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين عن علي بن حديد عن محمد بن سليمان عن عمرو ابن خالد عن ابي حمزة الثمالي ان علي بن الحسين عليه‌السلام اتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعيتن ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق.

(٦٠) ٤ ـ وعنه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابراهيم بن محمد عن الفضل ابن زكريا عن نجم بن حطيم عن ابي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد والرواحل من مكان بعيد ، ان صلاة فريضة فيه تعدل حجة ، وصلاة نافلة تعدل عمرة.

(٦١) ٥ ـ وعنه عن ابي القاسم عن الحسن بن عبد الله بن محمد عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن جبلة عن سلام بن ابي عمرة عن سعد بن ظريف عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والفريضة تعدل حجة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد صلى فيه الف نبي والف وصي.

(٦٢) ٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما اسري به قال له جبرئيل عليه‌السلام : اتدري اين انت يا رسول الله الساعة؟ انت مقابل مسجد كوفان قال : قلت فاستأذن لي ربي حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عزوجل فاذن له

__________________

ـ ٦٢ ـ الكافي ج ١ ص ١٣٨ بزيادة فيه.

٣٢

وان ميمنته لروضة من رياض الجنة ، وان مؤخره لروضة من رياض الجنة ، وان الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بالف صلاة ، وان النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة ، وان الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة ، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا.

(٦٣) ٧ ـ وعنه عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ظريف بن ناصح عن خالد القلانسي قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : صلاة في مسجد الكوفة بالف صلاة.

(٦٤) ٨ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن ابي اسماعيل السراح قال : قال لي معاوية بن وهب واخذ بيدي قال : قال لي أبو حمزة واخذ بيدي قال : قال لي الاصبغ بن نباتة وأخذ بيدي فاراني الاسطوانة السابعة فقال : هذا مقام امير المؤمنين عليه‌السلام قال : وكان الحسن بن علي عليهما‌السلام يصلي عند الاسطوانة الخامسة وإذا غاب أمير المؤمنين عليه‌السلام صلى فيها الحسن عليه‌السلام وهي من باب كندة.

(٦٥) ٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : الاسطوانة السابعة مما يلي ابواب كندة في الصحن مقام ابراهيم عليه‌السلام ، والخامسة مقام جبرئيل عليه‌السلام.

(٦٦) ١٠ ـ محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن بكار النقاش القمي قال : حدثنا الحسين بن محمد الفزاري قال : حدثنا الحسن بن علي النخاس قال : حدثنا جعفر بن محمد الرماني قال : حدثنا يحيى الحماني قال : حدثنا محمد بن عبيد الطيالسي عن مختار التمار عن ابي مطر قال : لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله أمير المؤمنين عليه‌السلام قال له الحسن عليه‌السلام : أقتله قال : لا ولكن احبسه فإذا مت فاقتلوه ،

__________________

ـ ٦٤ ـ ٦٥ ـ الكافي ج ١ ص ١٣٩.

٣٣

وإذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر اخوي هود وصالح عليهما‌السلام.

(٦٧) ١١ ـ وعنه عن محمد بن بكران عن علي بن يعقوب عن علي ابن الحسن عن أخيه عن أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني عن الحسن بن علي بن ابي طالب عن جده أبي طالب قال : سألت الحسن بن علي عليهما‌السلام اين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال : على شفير الجرف ، ومررنا به ليلا على مسجد الاشعث وقال : ادفنوني في قبر اخي هود عليه‌السلام.

(٦٨) ١٢ ـ وعنه عن محمد بن همام قال : اخبرنا محمد بن محمد عن علي بن محمد قال : حدثني احمد بن ميثم الطلحي عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن أبيه عن ابي بصير قال : قلت لابي عبد الله الله عليه‌السلام اين دفن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : دفن في قبر أبيه نوح عليه‌السلام قلت : واين قبر نوح؟ الناس يقولون انه في المسجد قال : لا ذاك في ظهر الكوفة.

(٦٩) ١٣ ـ وعنه قال : حدثني ابي قال : حدثني الحسن بن علي ابن فضال قال : حدثنا عمرو بن ابراهيم عن خلف بن حماد عن عبد الله بن حسان عن الثمالي عن ابي جعفر عليه‌السلام في حديث حدث به انه كان في وصية أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ان اخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت اقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني وهو أول طور سيناء ، ففعلوا ذلك.

(٧٠) ١٤ ـ وبهذا الاسناد عن خلف بن حماد عن اسماعيل عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله.

(٧١) ١٥ ـ وعنه قال : حدثنا محمد بن همام عن محمد بن محمد بن رباح قال : حدثنا عمي أبو القاسم علي بن محمد قال : حدثني عبيدالله بن أحمد بن خالد التميمي قال : حدثني الحسن بن علي الخزاز عن خاله يعقوب بن الياس عن مبارك الخباز قال :

٣٤

قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : اسرجوا البغل والحمار في وقت ما قدم وهو في الحيرة قال : فركب وركبت حتى دخل الجوف ، ثم نزل فصلى ركعتين ، ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين ، ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين ، ثم ركب ورجع فقلت له : جعلت فداك ما الاولتين والثانيتين والثالثتين؟ قال : الركعتين الاولتين موضع قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين عليه‌السلام ، والركعتين الثالثتين موضع منبر القائم عليه‌السلام.

(٧٢) ١٦ ـ وعنه عن محمد بن علي عن عمه قال : حدثني أحمد بن حماد بن زهير القرشي عن يزيد بن اسحاق شعر عن ابي السخيف الارجني قال : حدثني عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي عن أبيه قال : دخلت على ابي عبد الله عليه‌السلام ـ فذكر حديثا فحدثناه ـ قال : فمضينا معه ـ يعني ابا عبد الله عليه‌السلام ـ حتى انتهينا إلى الغري قال : فأتى موضعا فصلى ثم قال لاسماعيل : قم فصل عند رأس ابيك الحسين عليه‌السلام قلت : أليس قد ذهب برأسه إلى الشام؟ قال ، بلى ولكن فلان مولانا سرقه فجاء به فدفنه ها هنا.

(٧٣) ١٧ ـ وعنه عن محمد عن عمه قال : وحدثني أحمد بن محمد عن أحمد بن المفضل الخزاعي عن عثمان بن سعيد عن رجل عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال ان الى جانب كوفان قبرا ما اتاه مكروب قط فصلى عنده ركعتين أو اربع ركعات الا نفس الله عنه كربته وقضى حاجته ، قال : قلت قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام؟ فقال لي برأسه : لا فقلت : فقبر أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال برأسه : نعم.

(٧٤) ١٨ ـ وعنه عن محمد بن علي بن الفضيل قال : اخبرنا محمد بن محمد قال : اخبرنا علي بن محمد بن رباح قال : حدثني عبيدالله بن احمد بن نهيك السمري عن عبيس بن هشام الناشري عن صالح بن سعيد القماط عن يونس بن ظبيان قال :

٣٥

اتيت ابا عبد الله عليه‌السلام ـ حيث قدم الحيرة وذكر حديثا حدثناه ـ إلا انه يقول أنه سار معه حتى انتهى إلى المكان الذي اراد فقال : يا يونس اقرن دابتك فقرنت بينهما ثم رفع يده فدعا دعاءا خفيا لا افهمه ثم استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيها وفعلت كما فعل ثم دعا عليه‌السلام ففهمته وعلمته فقال : يا يونس اتدري أي مكان هذا؟ فقلت : جعلت فداك لا والله ولكني اعلم اني في الصحراء ، فقال : هذا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام يلتقي هو ورسول الله صلى الله عليهما يوم القيامة. الدعاء (اللهم لابد من أمرك ولابد من قدرك ولابد من قضائك ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم فما قضيت علينا من قضاء أو قدرت علينا من قدر فاعطنا معه صبرا يقهره ويدفعه واجعله لنا صاعدا في رضوانك ينمي في حسناتنا وتفضيلنا وسؤددنا وشرفنا ومجدنا ونعمائنا وكرامتنا في الدنيا والآخرة ولا تنقص من حسناتنا ، اللهم وما اعطيتنا من عطاء أو فضلتنا به من فضيلة أو اكرمتنا به من كرامة فاعطنا معه شكرا يقهره ويدفعه واجعله لنا صاعدا في رضوانك وحسناتنا وسؤددنا وشرفنا ونعمائك وكرامتك في الدنيا والاخرة ، ولا تجعله لنا اشرا ولا بطرا ولا فتنة ولا مقتا ولا عذابا ولا خزيا في الدنيا ولا في الآخرة ، اللهم انا نعوذ بك من عثرة اللسان وسوء المقام وخفة الميزان ، اللهم لقنا حسناتنا في الممات ولا ترنا اعمالنا علينا حسرات ولا تخزنا عند قضائك ولا تفضحنا بسيئاتنا يوم نلقاك واجعل قلوبنا تذكرك ولا تنساك وتخشاك كأنها تراك حين تلقاك ، وبدل سيئاتنا حسنات واجعل حسناتنا درجات واجعل درجاتنا غرفات واجعل غرفاتنا عاليات ، اللهم واوسع لفقيرنا من سعتك ما قضيت على نفسك والهدى ما ابقيتنا والكرامة ما احييتنا والكرامة إذا توفيتنا والحفظ فيما يبقى من عمرنا والبركة فيما رزقتنا والعون على ما حملتنا والثبات على ما طوقتنا ولا تؤاخذنا بظلمنا ولا تعاقبنا بجهلنا ولا تستدرجنا بخطيئتنا واجعل احسن ما نقول ثابتا في قلوبنا

٣٦

واجعلنا عظماء عندك اذلة في انفسنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما نافعا اللهم إني اعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع وصلاة لا تقبل اجرنا من سوء الفتن يا ولي الدنيا والآخرة).

(٧٥) ١٩ ـ محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثني محمد بن شهاب عن عبد الله بن يونس السبيعي عن (المفضل) بن عمر عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : احب لكل مؤمن أن يتختم بخمسة خواتيم ، بالياقوت وهو افخرها ، وبالعقيق وهو اخلصها لله ولنا ، وبالفيروزج وهو نزهة الناظر من المؤمنين والمؤمنات وهو يقوي البصر ويوسع الصدر ويزيد في قوة القلب ، وبالحديد الصيني وما احب التختم به ولا اكره لبسه عند لقاء اهل الشر ليطفي شرهم واحب اتخاذه فانه يشرد المردة من الجن والانس ، وما يظهره الله بالذكوات البيض بالغريين ، قلت : يا مولاي وما فيه من الفضل؟ قال : من تختم به وينظر إليه كتب الله له بكل نظرة زورة أجرها اجر النبيين والصالحين ولولا رحمة الله لشيعتنا لبلغ الفص منه ما لا يوجد بالثمن ، ولكن الله رخصه عليهم ليتختم به غنيهم وفقيرهم.

(٧٦) ٢٠ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدثني اخي علي بن محمد عن أحمد بن ادريس عن عمران بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول لابي حمزة الثمالي : يا ابا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج؟ قال : نعم قال : فهل صلى في مسجد سهيل؟ قال : واين مسجد سهيل؟ لعلك تعني مسجد السهلة؟ قال : نعم قال : اما انه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار بالله لاجاره سنة فقال أبو حمزة : بابي أنت وامي هذا مسجد السهلة؟ قال : نعم فيه بيت ابراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة ، وفيه بيت ادريس الذي كان يخيط فيه ، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين عليهم‌السلام ، وتحت الصخرة

٣٧

الطينة التي خلق الله منها النبيين ، وفيه المعراج وهو الفارق موضع منه وهو ممر الناس وهو من كوفان ، وفيه ينفخ في الصور ، واليه المحشر ويحشر من جانبه سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب.

(٧٧) ٢١ ـ روي عن الصادق عليه‌السلام انه قال : ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشائين ويدعو الله تعالى الا فرج الله كربه.

(٧٨) ٢٢ ـ محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي ابن مهزيار عن محمد بن اسماعيل عن حنان بن سدير عن حكيم بن جبير الاسدي قال : سمعت علي ابن الحسين عليهما‌السلام يقول : ان الله عزوجل يهبط ملكا في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا ، وما من نهر في شرق الارض وغربها اعظم بركة منه.

(٧٩) ٢٣ ـ أبو القاسم جعفر بن محمد عن علي بن الحسين بن موسى عن علي بن الحكم عن سليمان بن نهيك عن ابي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) (١) قال الربوة : نجف الكوفة والمعين : الفرات.

(٨٠) ٢٤ ـ وعنه عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن علي بن الحكم عن مخرمة بن ربعي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : شاطئ الوادي الايمن الذي ذكره الله تعالى والقرآن هو الفرات والبقعة المباركة هي كربلاء.

(٨١) ٢٥ ـ وبهذا الاسناد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبد الله بن سليمان قال : لما قدم أبو عبد الله عليه‌السلام الكوفة في زمن ابي العباس

__________________

(١) سورة الذاريات الآية : ٥١.

ـ ٧٨ ـ الكافي ج ٢ ص ١٨٨.

٣٨

جاء على دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الكوفة ثم قال : لغلامه اسقني فاخذ كوز ملاح فغرف فيه وسقاه وشرب الماء وهو يسيل على لحيته وثيابه ثم استزاده فزاده ثم استزاده فزاده فحمد الله ثم قال : نهر ما اعظم بركته أما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة ، اما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الاخبية على حافتيه ، ولو لا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة الا برئ.

(٨٢) ٢٦ ـ محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن سليمان بن هارون العجلي قال : سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول ما اظن احدا يحنك بماء الفرات إلا احبنا أهل البيت وسألني كم بينك وبين الفرات؟ فأخبرته فقال : لو كنت عنده لأحببت ان آتيه طرفي النهار.

ويستحب ان يصلى ايضا بالكوفة في مسجدين في مسجد غنى ومسجد الحمراء ، ولا يجوز الصلاة في خمسة مساجد مسجد : الاشعث ومسجد جرير بن عبد الله البجلي ومسجد سماك بن خرشة ومسجد شبث بن ربعي ومسجد التيم لان أمير المؤمنين عليه‌السلام نهى عن الصلاة فيها ، وقد أوردنا ذلك مسندا في كتاب الصلاة.

١١ _ باب نسب ابي محمد الحسن بن علي بن

ابي طالب عليه السلام

هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الامام الزكي سيد شباب اهل الجنة ، ولد بالمدينة في شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة وقبض بالمدينة مسموما في صفر سنة تسع واربعين من الهجرة ، وكانت سنه عليه‌السلام

__________________

ـ ٨٢ ـ الكافي ج ٢ ص ١٨٧.

٣٩

يومئذ سبعا واربعين سنة ، وامه سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودفن بالبقيع من مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٢ ـ باب فضل زيارته عليه السلام

(٨٣) ١ ـ محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن علي الكوفي قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله قال : حدثني القاضي أبو اسحاق ابراهيم بن محمد ابن عبد الله الرازي قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسنى قال : حدثنا محمد بن الحسن الفارسي قال : حدثنا محمد بن منصور قال : حدثنا ابراهيم بن عبد الله بن حسين بن عثمان بن معلى بن جعفر قال : قال الحسن بن علي عليه‌السلام : يا رسول الله ما لمن زارنا؟ قال : من زارني حيا أو ميتا أو زار أباك حيا أو ميتا أو زار اخاك حيا أو ميتا أو زارك حيا أو ميتا كان حقا علي استنقذه يوم القيامة.

(٨٤) ٢ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خلف عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : بينا الحسين بن علي عليهما‌السلام في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ رفع رأسه فقال : يا ابه ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال : يا بني من اتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن اتى اباك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن اتى اخاك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن اتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (١).

__________________

(١) قد تقدم هذا الحديث بعينه برقم ١ من الباب ٧ وفيه الحسن بدل الحسين عليهما‌السلام.

٤٠