التابع ، ويكون التابع مقصودا بالنسبة أن لا يكون كالفرع على المتبوع من غير استقلال به ، ولا شك أن المعطوف والمعطوف عليه بتلك الحروف الستة مقصودان بالنسبة معا بهذا المعنى.

ولما تم (١) الجد بما ذكره جمعا ومنعا أردفه لزيادة التوضيح بقوله : (يتوسط (٢) بينه) أي : بين ذلك التابع (وبين متبوعه أحد الحروف العشرة) (٣) وسيأتي تفصيلها في قسم الحروف إن شاء الله تعالى.

(مثل : قام زيد وعمرو) ولم يكتف بقوله : (تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة ؛ لأن الحروف قد يتوسط بين الصفات مثل : (جاءني زيد العالم والشاعر).

فالصفة الداخل عليها حرف العطف (٤) كالشاعر لها جهتان ،

__________________

(١) وقد أجيب عن هذه الأشكال بأن التوابع والمتبوع مقصود بالنسبة وإن كان أحدهما بالإبان والآخر بالنفي قبيل هذا الجواب ظاهر في لا ولكن وأما في بل فإنما يصح إذا جعل المتبوع فيه مقابلا للتابع في الحكم اثباتا ونفيا إلا إذا جعل في حكم المسكوت اعلم أن المراد بالتوطئة أن لا يكون مقصودا أصلا لا أن يكون مقصودا أصلا كما في البدل والمتبوع في بل ينبغي أن يكون مقصودا في الجملة وليس كذلك فلا يتجه ما ذكره الشارح في الجواب. (وجيه الدين).

ـ جواب عن سؤال مقدر وهو أنه لم يكتف بنفس الحد مع أنه تم جمعا ومنعا فأجاب بأن يقول أردفه لزيادة التوضيح به فنقول أن المصنف مع ذلك أراد تنبيها على المذهب المختار عنده في حرف العطف وهو أن يكون عشر على الرد على من قال أنها تسعة. (داود).

(٢) استيناف لبيان الحكم بعد تمام الحد لا صفة تابع أو حال في مقصود لتوهم الجزئية قوله : (يتوسط) بمعنى يقع وأن لم يكن بمعنى يقع فقوله بينه آه مستدرك لأن معنى يتوسط بمعنى بين وإلى هذا أشار اللاري رحمه‌الله تعالى. (لمحرره).

(٣) لفظا أو تقديرا القوله تعالى : (ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ)[الكهف : ٢٢] ومنه في التشهد التحيات المباركات للصلوة الطيبات. (ح).

(٤) وقد يحذف الواو عند القرائن كيف أصبحت كيف أمسيت مما يزرع الود في قلوب الكرام أي : كيف وكيف ومنه قوله تعالى : (كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ)[الذاريات : ١٦ ـ ١٧] بدليل آية ومنه التحيات المباركات وكل واو وقعت بين الصفة والموصوف كما وثامنهم كلبهم سمى واو الثمانية وسميت ثمانية ؛ لأن شابه له ثامنهم ثم غلب بهذا الاسمية في كل واحد وقعت بين الصفة والموصوف. (م ع).