مطيحة على غير القياس ك : (لواقح) جمع (ملقحة) و (مما) يتعلق بمختبط و (ما) مصدرية ، يعني : ويبكيه أيضا من يسال بغير وسيلة من أجل إهلاك المهلكات ماله ، وما يتوسل به إلى تحصيل المال ؛ لأنه كان معطي السائلين بغير وسيلة. (و) قد يحذف (١) الفعل(٢) الرافع للفاعل لقرينة دالة على تعيينه (وجوبا) أي : حذفا واجبا (في مثل) قوله تعالى : (إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) [التوبة : ٦] أي : في كل (٣) موضع حذف الفعل ، ثم فسر لرفع (٤) الإبهام الناشئ من الحذف ، فإنه لو ذكر المفسّر لم يبق المفسّر مفسّرا ، بل صار حشوا بخلاف المفسّر الذي فيه إبهام بدون حذفه فإنه يجوز الجمع بينه وبين مفسّره كقولك : (جاءني رجل (٥) ، أي : زيد) فتقدير الآية وإن

__________________

ـ له أول على الكريم ، بخلافه مع الوسيلة فقد يكون للوسيلة ، وإما للإشارة إلى أن الحاجة في السؤال عند عدم الوسيلة أتم ؛ إذ قد تغني الوسيلة عن السؤال. (عيسى).

(١) وقد للتقليل بالنسبة إلى الجواز ؛ لأن حذف الفعل جوازا كثير ، ووجوبا قليل بالنسبة إلى الجواز. (جلبي).

(٢) وإنما حذف الفعل لكونه مفسرا ولا يجوز الجمع بين المفسر والمفسر ، ولا أن يكون مبتدأ ؛ لأن حرف الشرط واجب الدخول على الفعل ، ولا يدخل على الاسم ، خلافا للأخفش فإنه يجوز دخوله على الاسم بشرط أن يكون الخبر فعلا ، وكذا كل مرفوع وقع بعد أن وإذا ، فإنه مرفوع بفعل محذوف بفعل وجوبا ، ومثل ذلك قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)[الإنشقاق : ١] ، و (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ)[الانفطار : ١] تقديره أي : إذا انفطرت السماء انفطرت ، وصور البواقي. (سعد الله والفية).

(٣) أي : يجب الحذف في كل ما فسر فيه الحذف ؛ لئلا يلزم الجمع بين المفسر والمفسر ، فإن قيل : قد يلزم كما في المفسر ، بأي وأن وعطف البيان ، قيل : ذلك تفسير المعنى وهذا تفسير المحذوف فصح الجمع بين المفسر والمفسر ثمة ، ولم يصح هذا ؛ لأنه بالجمع لا يبقى المفسر محذوفا ، فلا يكون هذا تفسير المحذوف. (هندي).

(٤) قوله : (ثم فسر ... إلخ) إنما قال ذلك رفعا لما يرد على من فسر بقوله : (أي : في كل ما فسر فيه المحذوف) ، فيجب الحذف ؛ لئلا يكون الجمع بين المفسر والمفسر ، وهو أنه يلزم ذلك في المفسر بأي وأن وعطف البيان ، مع أنه صحح. (وجيه الدين).

ـ فائدة ذلك أن التفسير بعد الإبهام أوقع في النفوس ، وذلك المفسر إما فعل صريح ، أو حرف يؤدي معناه كان وإذا. (لارى).

(٥) لأن رجلا لما جاز إطلاقه على كل فرد من ذكور بني آدم ، بلغ مبلغ الشهرة ، لم يعلم متى أطلق ، أي : فردا زيد منه ، فاحتيج إلى بيان ما هو المراد منه فقيل : أي : زيد. (توقادي).