(ولا يتقدم) (١) التمييز (على عاملة) إذا كان (٢) اسما تاما بالاتفاق (٣) فلا يقال : (عندي درهما عشرون) و (لا زيتا رطل) لأن عامله حينئذ اسم جامد ضعيف العمل (٤) مشابه للفعل مشابهة ضعيفة كما ذكرناه (٥) فلا يقوى أن يعمل فيما قبله.

(والأصح) أي : أصح المذاهب (٦) (أن لا يتقدم) التمييز (على) ما هو عامل فيه من (الفعل) الصريح أو غير الصريح ، لكونه (٧) من حيث المعنى فاعلا للفعل (٨) بنفسه، نحو : (طاب زيد أبا) أي : طاب أبوه ، أو فاعلا له إذا جعلته (٩) لازما ، نحو : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(١٠) ، أي انفجرت عيونها.

__________________

ـ لا يقال زيد عالم حال كونه راكبا ؛ لأنه يتقيد العلم بحال كون الركوب وليس كذلك (توقادي).

(١) ولما قسم التمييز أولا إلى ذات مذكورة أو مقدرة وقسم المذكورة إلى أربعة أقسام باعتبار متمماته الأربعة وقسم أيضا الثاني ثلاثة أقسام عن جملة أو ما شابهها وإضافة بين أيضا أحوالها وكون التمييز أيضا صفة مشتقة أراد أن يبين أن التمييز سواء كان مفردا أو نسبة هل يتقدم على عامله لا يتقدم فقال لا يتقدم (م خلاصة).

(٢) هذا الشرط مع الاتفاق مأخوذ من قول المصنف والأصح أن لا يتقدم على الفعل (جلبي).

(٣) وكذا إذا كان أفضل التفضيل أو الصفة المشبهة أو المصدر أو ما فيه معنى مما ليس من الأسماء المتصلة أما إذا كان فعلا صريحا أو اسم فاعل أو مفعولا فالأصح أن يتقدم عليه وجوزه المازني والمبرد والكسائي نظرا إلى قوة العامل (وجيه الدين).

(٤) لأن الأصل في العمل الفعل والمشتق من الاسم لكونه مشابها له مشابهة تامة (م).

(٥) بعد قول المصنف على التمرة مثلها زبدا وحاصله : إذا تم الاسم بهذه الأشياء الأربعة شابه الفعل التام بفاعله والتمييز الآتي بعده مشابه للمفعول الآتي بعد الفاعل فلذا يكون منصوبا (لمحرره).

(٦) أراد ما فوق الواحد ؛ لأن المذهب اثنان على ما ذكره المصنف أو أن الألف واللام إذا دخل على الجمع يبطل معنى الجمع وجعل في حكم المفرد (لمحرره).

(٧) قوله : (لكونه من حيث المعنى فاعلا) ولفوات الغرض من التمييز وهو البيان بعد الإجمال ليكون أوقع لكن البيان عن البيانية لا يمنع من التقديم كما في قوله تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)[طه : ٧٨] (عبد الغفور).

(٨) أي : للفعل الواقع في التركيب من غير أن يجعل لازما أو متعديا (محمد أفندي).

(٩) قوله : وإذا جعلته لازما بتضمنه ؛ لأنه مطاوع فكان التمييز باعتبار المتضمّن بالفتح وكذا الحال في العكس ؛ لأنه مطاوع فعل يتضمن ذلك الفعل (لاري).

(١٠) إنما أتى بالجمع ؛ لأن التفجر متنوع إلى ماء عذب وملح وغير ذلك وإلى حار وقار وغير ذلك (عب).