بِالسَّيْفِ ، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَالْوَالِهِ مِنْ (١) مَنْزِلِهِ إِلى (٢) دَارِ عُثْمَانَ ، فَأَخْرَجَ عَلِيٌّ عليهالسلام ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهِ ، رَفَعَتْ صَوْتَهَا بِالْبُكَاءِ (٣) ، وَاسْتَعْبَرَ (٤) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَبَكى ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا مَنْزِلَهُ ، وَكَشَفَتْ (٥) عَنْ ظَهْرِهَا ، فَلَمَّا أَنْ رَأى مَا بِظَهْرِهَا ، قَالَ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ : مَا لَهُ قَتَلَكِ قَتَلَهُ اللهُ ، وَكَانَ (٦) ذلِكَ يَوْمَ الْأَحَدِ ، وَبَاتَ عُثْمَانُ مُلْتَحِفاً (٧) بِجَارِيَتِهَا (٨) ، فَمَكَثَتْ (٩) الْإِثْنَيْنَ وَالثَّلَاثَاءَ (١٠) ، وَمَاتَتْ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ.
فَلَمَّا حَضَرَ أَنْ يَخْرُجَ بِهَا ، أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فَاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَخَرَجَتْ عليهاالسلام وَنِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهَا ، وَخَرَجَ عُثْمَانُ يُشَيِّعُ جَنَازَتَهَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : مَنْ أَطَافَ (١١) الْبَارِحَةَ بِأَهْلِهِ أَوْ بِفَتَاتِهِ (١٢) ، فَلَا يَتْبَعَنَّ جَنَازَتَهَا ، قَالَ ذلِكَ ثَلَاثاً ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ (١٣) ، فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ ، قَالَ : لَيَنْصَرِفَنَّ أَوْ لَأُسَمِّيَنَّ بِاسْمِهِ ، فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ مُتَوَكِّئاً عَلى مَوْلًى لَهُ (١٤) ، مُمْسِكاً (١٥) بِبَطْنِهِ (١٦) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَشْتَكِي (١٧) بَطْنِي ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ
__________________
(١) في الوافي : « بين ».
(٢) في « بث ، بخ » والوافي : « و » بدل « إلى ».
(٣) في الوافي : + « والنحيب ».
(٤) « استعبر » أي جرت عَبْرتُه ، أي دَمْعَتُهُ وحزن. وقيل : استعبر : هو استفعل من العبرة ، وهي تحلّب الدمع ، أي جريه وسيلانه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧١ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٣٢ ( عبر ).
(٥) في « ى » : « وكشف ». (٦) في « جس » : ـ « كان ».
(٧) في « بث ، بس ، جح » : « متلحِفاً ». وفي « بخ » وحاشية « بح » والوافي : « متخلّياً ».
(٨) في « بس ، جس » : « لجاريتها ». يقال : التحف به ، أي تغطّى. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٤ ( لحف ).
(٩) هكذا في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ التي قوبلت والمطبوع : « فمكث ». (١٠) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جس » : « والثلثاء ».
(١١) يقال : أطاف به ، أي ألمّ ونزل به قاربه. وفي الوافي : « الإطافة بالأهل كناية عن مباشرتها ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٩٧ ( طوف ). (١٢) في الوافي : « بفتياته ».
(١٣) في « ى » : + « عثمان ». (١٤) في « بخ » : « مولاه » بدل « مولى له ».
(١٥) هكذا في « بخ » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ممسك ».
(١٦) في « بخ » والوافي : « بطنه ».
(١٧) في « بث » : « لمشتكي ».