والبرودة والرطوبة واليبوسة والخشونة والملاسة والثقل والخفة. وأما الصلابة واللين واللزوجة والهشاشة (١) وغير ذلك فإنها تحس تبعا لهذه المذكورات. فالحرارة والبرودة كل منهما يحس بذاته ، لا لما يعرض فى الآلة من الانفعال بها. وأما الصلابة واللين واليبوسة والرطوبة فيظن (٢) أنها لا تحس بذاتها ، بل يعرض للرطوبة أن تطيع (٣) لنفوذ ما ينفذ فى جسمه ، ويعرض من اليبوسة أن تعصى فتجمع العضو الحاس وتعصره ، والخشونة أيضا يعرض لها مثل ذلك بأن تحدث الاجزاء الناتية (٤) منه عصرا ولا تحدث الغائرة شيئا ، والأملس يحدث ملاسة واستواء ، وأما الثقل فيحدث تمددا إلى أسفل ، والخفة خلاف ذلك.
فنقول لمن يقول هذا القول : إنه ليس من شرط المحسوس بالذات أن يكون الإحساس به من غير انفعال يكون منه ، فإن الحار أيضا ما لم يسخّن لم يحسّ. وبالحقيقة ليس إنّما يحس ما فى المحسوس بل ما يحدث منه فى الحاس حتّى انّه ان لم يحدث ذلك لم يحس به. لكن المحسوس بالذات هو الذى تحدث منه كيفية فى الآلة الحاسة مشابهة لما فيه فيحس. وكذلك الانعصار عن اليابس والخشن والتملس من
__________________
سواء كانت توابع وغيرها فهى تحسّ بدخالة عضو حاس. وبعد نقل ظن المشهور اخذ فى ردهم حيث قال : فنقول لمن يقول هذا القول ....
(١) فى تعليقة نسخة : الهشاشة ما يصعب تشكيله ويسهل تفريقه لغلبة اليابس وقلة الرطب مع ضعف المزاج واللزوجة مقابلة لها.
(٢) اى المشهور.
(٣) اى ان تطيع الرطوبة لنفوذ العضو الحاس ينفذ فى جسم المحسوس البعيد اى المحسوس بالعرض.
(٤) الاجزاء الناتية من النتو والناتية تقابل الغائرة. منه ، اى من الجسم الخشن.