يشتمل على مسألتين : إحداهما كيفية انتفاع النفس
الإنسانية بالحواس ؛ والثانية إثبات حدوثها.
إن القوى الحيوانية تعين النفس الناطقة فى أشياء منها : أن يورد الحس من جملتها عليها الجزئيات فتحصل لها من الجزئيات أمور أربعة :
أحدها انتزاع الذهن الكليات المفردة (١) من الجزئيات على سبيل تجريد لمعانيها عن المادة وعلائق المادة ولواحقها ومراعاة المشترك فيه والمتباين به والذاتى وجوده والعرضى وجوده ، فتحدث للنفس من ذلك مبادئ التصور وذلك بمعاونة استعمال (٢) الخيال والوهم.
والثانى إيقاع النفس مناسبات بين هذه الكليات المفردة على مثل سلب أو إيجاب (٣) ، فما كان التأليف فيها بسلب أو إيجاب أوّليا بينا بنفسه أخذه ، وما كان ليس كذلك (٤) تركه إلى مصادفة الواسطة (٥).
__________________
(١) فى تعليقة نسخة : اى الكليات الخمس.
(٢) استعماله للخيال والوهم ، نسخة. ولكن الظاهر : « استعمالها ».
(٣) كمفهوم الفرد والزوج والحجر والشجر. والايجاب كمفهوم الانسان والناطق.
(٤) كاثبات جوهرية النفس وسلبها.
(٥) اى البرهان.