فى مذاهب وشكوك فى امر النور والشعاع.
وفى ان النور ليس بجسم بل هو كيفية تحدث فيه
ومن الناس من ظن أن النور الذى يشرق من المضىء على الأجسام ليس كيفية تحدث فيها بل هو أجسام صغار تكون منفصلة من المضىء فى الجهات ملازمة لأبعاد مفروضة عنه تنتقل بانتقاله فتقع على الأجسام فتستضىء بها.
ومن الناس من ظن أن هذا النور لا معنى له ألبتة وإنما هو ظهور من الملون.
بل من الناس من ظن أن الضوء فى الشمس ليس إلا شدة ظهور لونه ، لكنه يغلب البصر.
فيجب علينا أولا أن نتأمل الحال فى هذه المذاهب. فنقول :
إنه لا يجوز أن يكون هذا النور والشعاع الواقع على الأجسام من الشمس والنار أجساما (١) حاملة لهذه الكيفية المحسوسة ، لأنها إما أن تكون
__________________
(١) قال الرازى : كونها انوارا اما ان يكون عين كونها اجساما واما ان يكون مغايرا لها ،