فى الذوق والشم
وأما الذوق فإنه تال للّمس ، ومنفعته أيضا فى الفعل الذى به يتقوم البدن وهو تشهية الغذاء واختياره ، ويجانس اللمس فى شىء وهو فى أن المذوق يدرك فى أكثر الأمر (١) بالملامسة ، ويفارقه فى أن نفس الملامسة لا تؤدى الطعم ، كما أن نفس ملامسة الحار مثلا تؤدى الحرارة ، بل كأنه محتاج إلى متوسط يقبل الطعم ويكون فى نفسه لا طعم له وهو الرطوبة اللعابية المنبعثة من الآلة المسماة بالملعبة (٢). فإن كانت هذه الرطوبة عديمة الطعوم أدت الطعوم بصحة وإن خالطها طعم ، كما يكون للممرورين من المرارة ، ولمن فى معدته خلط حامض من الحموضة شابت ما تؤديه بالطعم الذى فيه فتحيله مرا أو حامضا.
__________________
(١) فى تعليقة نسخة : قوله « فى اكثر الامر » لعل مراده ان الذايق قد يمكن أن يلمس بعض المذوقات ولا يحس منه طعم.
(٢) قوله ـ قدسسره ـ « من الآلة المسماة بالملعبة » الملعبة بتقديم الميم وكسرها من : ل ـ ع ـ ب اسم آلة كالمكنسة اى آلة تورث الرطوبة اللعابية. والقرائة بتقديم الباء على اللام من : ب ـ ل ـ ع ملحونة.