الأملس والتمدد إلى جهة معلومة من الثقيل والخفيف ، فإن الثقل والخفة ميلان والتمدد أيضا ميل إلى نحو جهة مّا. فهذه الأحوال إذا حدثت فى الآلة أحس بها لا بتوسط حر أو برد ، أو لون أو طعم ، أو غير ذلك من المحسوسات ، حتى كان يصير لأجل ذلك المتوسط غير محسوس أوّلى أو غير محسوس بالذات ، بل محسوسا ثانيا أو بالعرض. ولكن هاهنا ضرب آخر (١) مما يحس مثل تفرق الاتصال الكائن
__________________
(١) قوله : ولكن هيهنا ضرب آخر ، حاصل السؤال ان تفرق الاتصال امر عدمى وادراك ألمه امر وجودى فكيف يلمس التفرق وهو ليس بشىء من الامور المعدودة التى تلمس ، وكذا السؤال فى نحو لذة الجماع؟ فاجاب بان الحيوان متحقق اى متكون من المزاج والتركيب والمراد من التركيب هو مقابل التفرق اى الاتصال. ولكل واحد منهما صحة ومرض والمرض ايضا قد يكون مفسد المزاج اى قد يكون مهلكا وقد لا يكون وكذلك المرض العارض للتركيب قد يكون مهلكا وقد لا يكون. واللمس حس يتقى به ما يفسد به المزاج والتركيب ايضا. فالالم والراحة من الالم من المحسوسات اللمسية.
ثم اورد فى الاثناء بعض الآراء تسديدا للسؤال وقال : وخصوصا وقد ظن بعض الناس الخ. وردّه بقوله : ليس كذلك ، لان الحار والبارد يتغير بكل واحد منهما المزاج وبذلك التغير يحس كل واحد منهما والحال انّ المزاج باق على استوائه واتصاله واعتداله. يعنى ان ذلك المزاج مع تغيره الانفعالى لا يخرج عن الاستواء ، يعنى لا يتحقق تفرق الاتصال لانه لو تحقق ذلك التفرق لا يكون جميع اجسام العضو اللامس متشابها مستويا ، والحال انّ جميع اجسام العضو مستو متشابه مع صدق ذلك التغير الانفعالى فلا يكون سائر الكيفيات اى جميعها انما تحس بتوسط ما يحدث من تفرق الاتصال.
وبعد ذلك اجاب عن سؤال مقدر وهو انّ بعض الامراض مع شدته لا يحس كالدق يعنى حمى الدق وبعضها مع كونه ليس بتلك الشدة يحسّ كالغب اى حمى الغب.
فاجاب عنه بقوله : ونقول انّ كل حال الخ.
ثم اعلم انّ لصدر المتألهين فى الفصل الخامس من القسم الثالث من الجواهر والاعراض من الاسفار تحقيقا انيقا فى المقام ( ص ٤١ ج ٢ ط ١ ص ١٢٥ ج ٤ ط ٢ ) فراجع.
وراجع ايضا العين الثامنة عشرة من عيون مسائل النفس.