فى أن الأنفس الانسانية لا تفسد ولا تتناسخ (١)
أما أن النفس لا تموت بموت البدن ، فلأن كل شىء يفسد بفساد شىء آخر فهو متعلق به نوعا من التعلق ، وكل متعلق بشىء نوعا من التعلق فإما أن يكون تعلقه به تعلق المتأخر عنه فى الوجود ، أو تعلق المتقدم له فى الوجود الذى هو قبله فى الذات لا فى الزمان ، أو تعلق المكافئ فى الوجود.
فإن كان تعلق النفس بالبدن تعلق المكافئ فى الوجود ، وذلك أمر ذاتى له لا عارض ، فكل واحد منهما مضاف الذات إلى صاحبه وليس لا النفس ولا البدن بجوهر ، لكنهما جوهران وإن كان ذلك أمرا عرضيا لا ذاتيا.
فإن فسد أحدهما ، بطل العارض الآخر من الإضافة ، ولم تفسد الذات بفساده من حيث هذا التعلق.
وإن كان تعلقها به تعلق المتأخر عنه فى الوجود ، فالبدن علة النفس فى
__________________
(١) راجع ص ١٩ ج ٤ ط ١ ـ ص ٨٥ ج ٨ ط ٢ من الاسفار ، وص ٣٩٨ ج ٢ من المباحث للفخر.