جعل النفس عددا.
ومنهم من رأى أن الشىء إنما يدرك ما هو شبيهه وأن المدرك بالفعل شبيه المدرك بالفعل فجعل النفس مركبة (١) من الأشياء التى يراها عناصر (٢) ، وهذا هو قول انباذقلس ، فإنه قد جعل النفس مركبة من العناصر الاربعة ومن الغلبة والمحبة (٣) ، وقال : إنما تدرك النفس كل شىء شبهه فيها.
وأما الذين جمعوا الأمرين فكالذين قالوا : إن النفس عدد متحرك لذاته ، فهى عدد لأنها مدركة (٤) وهى متحركة لذاتها ، لأنها محركة أولية.
وأما الذين اعتبروا أمر الحياة (٥) غير ملخص :
__________________
(١) لان مدركات النفس مركبة منها
(٢) فى تعليقة نسخة : اى يعتقدها اصولا للكون والبقاء فى العالم فيشمل الغلبة والمحبة فالكون منوط بالعناصر الاربعة والبقاء وبدفع المنافر وجذب الملائم وهما منوطان بالغلبة والمحبة فتدبّر.
(٣) قوله : من الغلبة والمحبة ، المحبة بمعنى الباعثة للتركيب. والغلبة بمعنى الحافظة للتركيب كما فى تعليقة مخطوطة من الأسفار ( ج ٤ ص ٥٩ ) عندنا. وقال المتأله السبزوارى فى تعليقته على الاسفار فى المقام ما هذا لفظه : أى يتخذها أصولا للكون والبقاء فى العالم فيشمل الغلبة والمحبة فالكون منوط بالعناصر الاربعة والبقاء بدفع المنافر وجذب الملائم وهما منوطان بالغلبة والمحبة. وقد مضى الكلام فى المحبة والغلبة فى الفصل الخامس من الفن الثالث ص ١٩٨.
وفى تعليقة نسخة : من الغلبة والمحبة اى من الغضب والشهوة كذا قال المحقق اللاهيجى.
(٤) وفى تعليقة نسخة : أى النفس مدركة وكل مدرك يجب أن يكون مبدأ لمدركه والمبدأ هو العدد ، فيجب أن يكون النفس عددا.
(٥) وفى تعليقة نسخة : اى هولاء لما وصلوا الى معرفة النفس من مسلك الحياة فجعلوها من سنخ الحياة ومقوماتها ولوازمها ومعداتها وممداتها.