من خارج ، إذ لم يتحد الخطان الخارجان منهما إلى مركز الجليديتين نافذين فى العصبتين ، فلهذا السبب ترى الأشياء كثيرة متفرقة (١).
والسبب الثانى حركة الروح الباصرة وتموّجه يمنة ويسرة حتى يتقدم الجزء المدرك مركزه المرسوم له فى الطبع آخذا إلى جهة الجليديتين أخذا متموجا مضطربا فيرتسم فيه الشبح والخيال قبل تقاطع المخروطين فيرى شبحين ، وهذا مثل الشبح المرتسم من الشمس فى الماء الراكد الساكن مرة واحدة والمرتسم منها فى المتموج ارتساما متكررا. وذلك أن الزاوية الحاصلة بين خط البصر إلى الماء وخط الشمس إلى الماء التى عندها يكون
__________________
(١) فى تعليقة نسخة : قال حكماء الافرنج ان طبقة الزجاجية تكون عدسية الشكل فاذا كان تحديبها اكثر مما ينبغى فالاشعة المنعكسة من الاشياء فى العين يجتمع قبل ان يصل الى مجمع النورين وذلك يوجب ان لا يرى الاشياء البعيدة واضحة ظاهرة ويرى الاشياء القريبة واضحة ظاهرة وان كان تحديها اقل مما ينبغى يكون الرؤية على عكس ما ذكر اى يرى الاشياء البعيدة واضحة والقريبة غير واضحة لاجتماع الاشعة بعد المضيىء فى مجمع النورين ولعلاج كل منهما صنعوا آلة وقالوا ان الحول يعرض اذا كان عضو الزجاجى من احد العينين مخالفا للعين الاخرى فى قلة التحديب وكثرته فلا محالة يرى الشىء الواحد حينئذ شيئين لانه محال ان يرى الشىء الواحد بعيدا وقريبا فى زمان واحد وفى محل واحد كما ان الشخص اذا وضع على احدى عينيه آلة يسمى بالفارسية دوربين ويرى بتلك الآلة من هذه العين شيئا كالقمر مثلا ويلاحظ ايضا فى تلك الحالة بالعين الاخرى التى لا يوضع على الآلة هذا الشىء بعينه يرى ذلك الشىء فى تلك الحالة شيئين لان الشىء بالآلة يرى قريبا وبدونها بعيدا ومحال ان يرى الشىء الواحد قريبا وبعيدا فى زمان واحد وفى محل واحد فلا محالة يرى الشىء الواحد حينئذ شيئين وكذا الحول يعرض اذا لم يكن الطبقة المذكورة على النهج الطبيعى وفى الموضع الطبيعى بل يقع اما اقرب مما ينبغى او ابعد فانه حينئذ لا يجتمع الاشعة المنعكسة فى العين فى نقطة واحدة بل تجتمع فى نقطتين متجاورتين فيرى الشىء الواحد حينئذ ايضا شيئين.