إبصار الشىء على طريق التأدى من المرآة لشىء لا تبقى واحدة ، بل يتلقاها الموج فى مواضع فتكثر هذه الزاوية فتنطبع أشباح فوق واحد.
والسبب الثالث من اضطراب حركة الروح الباطن الذى (١) وراء التقاطع إلى قدام وخلف حتى تكون لها حركتان إلى جهتين متضادتين :
حركة إلى الحس المشترك ، وحركة إلى ملتقى العصبتين ، فتتأدى إليها صورة المحسوس مرة أخرى قبل أن ينمحى ما تؤديه إلى الحس المشترك ، كأنها كما أدّت الصورة إلى الحس المشترك رجع منها جزء يقبل ما تؤدّيه القوة الباصرة وذلك لسرعة الحركة ، فيكون مثلا قد ارتسم فى الروح المؤدية صورة فنقلتها إلى الحس المشترك ، ولكل مرتسم زمان ثبات إلى أن ينمحى ، فلما زال القابل الأول من الروح عن مركزه لاضطراب حركته يخلفه جزء آخر فقبل قبوله (٢) قبل أن ينمحى عن الأول ، فتجزّأت الروح للاضطراب إلى جزء متقدم كان فى سمت المرئى فأدركه ثم زال ، ولم تزل عنه الصورة دفعة ، بل هى فيه وإلى جزء آخر قابل للصورة أيضا بحصوله فى السمت الذى فى مثله يدرك الصورة عاقبا للجزء الأول والسبب الاضطراب. وإذا كان كذلك حصل فى كل واحد منهما صورة مرئية ، لأن الأولى لم تنمح بعد عن الجزء القابل الأول المؤدّى إلى الحس المشترك أو عن المؤدى إليه (٣) حتى انطبعت فى الثانى.
والفرق بين هذا القسم والقسم الذى قبله أن هذه الحركة المضطربة إلى قدّام وخلف ، وكانت تلك إلى يمنة ويسرة.
__________________
(١) الباطنة التى ، نسخة.
(٢) قوله : « فقبل قبوله » اى قبل الجزء الآخر مثل قبول الجزء القابل الاول.
(٣) عن غير المؤدى اليه ، نسخة.