ومن
يقتُلنا يا رسول اللّه؟ قال : شِرار الناس
» .
ومن الجدير بالذكر أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان على علم بما يحمله رحم الغيب من
مسلسل المآسي الذي سيقاسيه ولده الحسين عليهالسلام
وأهل بيته من بعده ، وبأن الأحداث سوف تنفث سمّها ، وتبعث بلهبها لتكوي بيت علي
بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآله
، عندما يحين الحين ويصرع الحسين عليهالسلام.
عن هرثمة بن سليم ، قال : «غزونا مع علي
عليهالسلام صفين ، فلما
نزل كربلاء صلَّى بنا ، فلما سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها ثمّ قال : واها لك يا
تربة! ليحشرنّ
منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب
» .
وفي رواية الدَّينوري : « أنّ الحسين عليهالسلام
لمّا نزل بكربلاء قال : وما اسم هذا المكان؟ قالوا له : كربلاء. قال : ذات كرب
وبلاء. ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين ، وأنا معه ، فوقف فسأل عنه ،
فأُخبر باسمه ، فقال : هاهنا محطّ ركابهم ، وهاهنا مهراق دمائهم. فسئل عن ذلك ، فقال
: ثقل لآل بيت محمد ، ينزلون هاهنا
» .
وها هي كربلاء تكبر مكانتها يوما بعد
يوم ، وعلى حدّ وصف العقاد : « فهي اليوم حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى ، ويزوره
غير المسلمين للنظر والمشاهدة ، ولكنّها لو أعطيت حقّها من التنويه والتخليد ، لحقّ
لها أن تصبح مزارا لكلّ آدمي يعرف لبني نوعه نصيبا من القداسية وحظا من
__________________