القوم ؟ قالوا : ربيعة . وانك يا أمير المؤمنين لعندنا منذ الليلة ، فقال : فخرٌ طويلٌ لك يا ربيعة .
فضيحة عمرو بن العاص (١)
كان الحارث بن النضر الخثعمي من أصحاب علي ( ع ) على قدر كبير من الشجاعة والفروسية وكان بينه وبين عمرو بن العاص عدواة ، وكان علي ( ع ) قد تهيبته فرسان الشام وملأ قلوبهم رعباً بشجاعته ، وكان عمرو قلما يجلس مجلساً إلا ذكر فيه الحارث بن النضر وعابه ، فقال الحارث في ذلك :
|
ليس عمرو تبارك ذِكرهُ الحارث بالسوء أو يلاقي عليّا |
|
|
واضع السيف فوق منكبه الأيمن لا يحسب الفوارس شيّا |
|
|
ليت عمراً يلقاه في حومة النقع وقد أمست السيوف عصيّا |
|
|
حيث يدعو للحرب حامية القوم إذا كان بالبراز مليّا |
|
|
فالقه إن أردت مكرمة الدهر أو الموت كل ذاك عليا |
|
فشاعت هذه الأبيات حتى بلغت عمراً ، فأقسم بالله ليلقيّن علياً ولو مات ألف موتةٍ ، فلما اختلطت الصفوف لقيه فحمل عليه برمحه ، فتقدم علي ( ع ) وهو مخترط سيفاً ومعتقل رمحاً ، فلما رهقه همز فرسه ليعلو عليه ، فألقى عمرو نفسه عن فرسه إلى الأرض شاغراً برجليه ، كاشفاً عورته ، فانصرف عنه علي ( ع ) لافتاً وجهه ، مستدبراً له ! فعد الناس ذلك من مكارم أخلاقه وسؤدده وضُرِب المثل به .
وفي ليلةٍ من ليالي صفين اجتمع عند معاوية كل من عمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ، ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر ،
__________________
(١) راجع الحاشية المستقلة .