قتلوا صبراً حيث ضُربت أعناقهم بعد ما أُسروا ، وهؤلاء أولُ من قتل ظلماً وصبراً في الإِسلام ، عدا من جُرِح منهم . وقَتَلوا حَكم بن جَبَلة العبدي ـ وكان من سادات عبد القيس وزهّاد ربيعة ونسّاكها .
وتنازع طلحة والزبير في الصلاة بالناس ، ثم اتفقوا أن يصلي بالناس عبد الله بن الزبير يوماً ومحمد بن طلحة يوماً .
أما علي ( ع ) فقد سار من المدينة في سبعمائة راكب ، أربعمائة من المهاجرين والأنصار فيهم سبعون بدرياً ، والباقي من عامة الصحابة . وقد كان استخلف على المدينة سهل بن حنيف أخا عثمان ، وكان همة علي وأصحابه اللحاق بطلحة والزبير ففاتوه إلى العراق ، فتابع مسيره في طلبهم ، ولحق به من أهل المدينة جماعة من الأنصار فيهم خزيمة بن ثابت ( ذو الشهادتين ) وأتاه من قبيلة طي ستمائة راكب .
وكاتب علي من الربذة أبا موسى الأشعري ليستنفر الناس ـ وكان على الكوفة ـ فثبطهم أبو موسى وقال : إنما هي فتنةٌ . ونُمي ذلك إلى علي ( ع ) فولى على الكوفة قرضة بن كعب الأنصاري وكتب إلى أبي موسى : إعتزل عملنا يا بن الحائك مذموماً مدحورا ، فما هذا أول يومنا منك ، وان لك فينا لهنات وهينات !
وسار علي ( ع ) بمن معه حتى نزل بذي قار ، وبعث بابنه الحسن وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران الناس .
« بين عمّار وأبي موسى الأشعري »
وكان أبو موسى الأشعري والياً على
الكوفة من قِبل علي ( ع ) ، ولكنه على ما يبدو كان ميّالاً مع عائشة وطلحة والزبير في خروجهم على عليّ . فحينما دخل الحسنُ وعمارٌ الكوفة وجعلا يستنفران الناس لنصرة الإِمام قام أبو موسى ليعارضهم في ذلك ، فغضب عمّار بن ياسر منه وأسكته . فقام رجل