تقول وعلينا أن نفعل . أنت الإِمام ، فان هلكت فهذان من بعدك ـ يعني حسناً وحسيناً عليهما السلام ـ وقد قلتُ شيئاً فاسمعه ، قال : هات . فأنشد :
أبا حسن أنت شمسُ النهار |
|
وهذان في الحادثات القمرْ |
وأنت وهذان حتى الممات |
|
بمنزلةِ السمع بعد البَصَرْ |
وأنتم أناس لكم سورةٌ |
|
تقصر عنها أكف البشرْ |
يخبرنا الناس عن فضلكم |
|
وفضلكم اليوم فوق الخَبرْ |
عقدت لقوم أولي نجدةٍ |
|
من أهل الحياء وأهل الخَطرْ |
مساميحُ بالموت عند اللقاءِ |
|
منّا واخواننا من مُضرْ |
ومن حيّ ذي يمنٍ جلّةً |
|
يقيمون في النائبات الصعرْ |
فكل يسرك في قومه |
|
ومن قال لا فبفيه الحجرْ |
ونحن الفوارس يوم الزبير |
|
وطلحة إذ قيل أودى غدرْ |
ضربناهم قبل نصف النهار |
|
إلى الليل حتى قضينا الوطرْ |
ولم يأخذ الضرب إلا الرؤوس |
|
ولم يأخذ الطعن إلا الثغرْ |
فنحن أولئك في أمسنا |
|
ونحن كذلك فيما غبرْ (١) |
فلم يبق أحد من الرؤساء إلا وأهدى إلى الشني واتحفه .
وأرسل علي ( ع ) إلى معاوية ، أن أبرز إلي واعف الفريقين من القتال ، فأينا قتل صاحبه كان الأمر له . فقال عمرو : لقد أنصفك الرجل ! فقال معاوية : أنا أبارز الشجاع الأخرق ؟! أظنك يا عمرو طمعتَ فيها ! فلما لم يجب ، قال علي ( ع ) :
« وا نفساه ، أيطاع معاوية وأعصى !؟ ما قاتلت أمةٌ قط أهل بيت نبيها وهي مِقرّةٌ بنبيّها غير هذه الأمة ! » (٢) .
__________________
(١) شرح النهج ٨ / ٦٨ .
(٢) صفين ٣٨٧ .