لا يُبعدُ الله أبا شداد |
|
حيث أجابَ دعوة المنادي |
وشدّ بالسيف على الأعادي |
|
نِعْمَ الفتى كان لدىٰ الطِرادِ |
|
وفي طِعَانِ الخيل والجلاد |
|
ثم قاتل حتى قُتل : فأخذها بعده أخوه عبد الرحمن بن قلع ، فقاتل حتى قُتل ، ثم أخذها عفيف بن إياس ، فلم تزل بيده حتى تحاجز الناس .
وخرج رجل من عسكر الشام من أزد شنوءة ، يسأل المبارزة ، فخرج إليه الأشتر فما ألبثه أن قتله ، فقال قائل : كان هذا ريحاً فصار إعصاراً .
وقال رجل من أصحاب علي ( ع ) ، أما والله لأحملن على معاوية حتى أقتله ، فركب فرساً ثم ضربه حتى قام على سَنَابِكه ، ثم دفعه فلم ينهْنِههُ شيء عن الوقوف على رأس معاوية ، فيهرب معاوية ، ودخل خباءه ، فنزل الرجل عن فرسه ودخل عليه ، فخرج معاوية من جانب الخباء الآخر ، فخرج الرجل في أثره ، فاستصرخ معاوية بالناس ، فأحاطوا به وحالوا بينهما . فقال معاوية : ويحكم ، أن السيوف لم يؤذن لها في هذا ، ولولا ذلك لم يصل إليكم ، فعليكم بالحجارة ، فرضخوه بالحجارة حتى همد . فعاد معاوية إلى محله .
وحمل رجل من أصحاب علي ( ع ) يُدعىٰ أبو أيوب على صف أهل الشام ، ثم رجع فوافق رجلاً من أهل الشام صادراً قد حمل على صف أهل العراق ، ثم رجع فاختلفا ضربتين ، فنفحه أبو أيوب بالسيف فأبان عنقه ، فثبت رأسه على جسده كما هو ، وكذب الناس أن يكون هو ضربه ، فأراهم ذلك حتى إذا أدخلته فرسه في صفّ أهل الشام ندر رأسه ووقع ميتاً فقال علي ( ع ) : والله لأنا من ثبات رأس الرجل أشدُّ تَعَجّباً من الضربة ، وإن كان إليها ينتهي وصف الواصفين .