إلى آخرها . . . ثم حمل عليه الشيباني فقتله ، وتقدم رجل من بني ضُبّة يقال له عاصم بن الدّلف وأخذ بخطام الجمل ، وجعل يرتجز ويقول أبياتاً مطلعها .
نحن بنو ضبّة أعداءُ علي |
|
ذاك الذي يُعرفُ فيكم بالوصي |
فخرج إليه المنذر بن حفصة التميمي من أصحاب علي رضي الله عنه وهو يقول :
نحن مطيعون جميعاً لعلي |
|
إذ أنت ساعٍ في الوغى سعي شقي |
إن الغويّ تابع أمر الغوي |
|
قد خالقت أمر النبي زوجُ النبي |
ثم حمل على الضبي فقتله ، ثم جال في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول أبياتاً مطلعها :
أسامعٌ أنت مطيع أم عصي |
|
وتاركٌ ما أنت فيه أم غوي |
فخرج إليه وكيع بن المؤمل الضبي من أصحاب الجمل وهو يقول :
أسامعٌ أنت مطيع لعلي |
|
وتارك في الحق أزواجَ النبي |
إني ولما ذقت حد المشرفي |
|
أعرف يوماً ليس فيه بغبي |
فحمل عليه صاحب عليٍّ فقتله ، وتقدم على وكيعٍ الأشترُ حتى وقف بين الجمعين وهو يزأر كالأسد عند فريسته ، ويقول هو في ذلك شعراً ، فخرج إليه من أصحاب الجمل رجل يقال له عامر بن شداد الأزدي ، وأجابه على شعره ، فحمل عليه الأشتر فقتله ، ثم نادى فلم يجبه أحد ، فرجع .
ثم خرج محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر ، حتى وقفا قُدّام الجمل ، وتبعهما الأشتر ووقف معهما ، فقال رجل من أصحاب الجمل : من أنتم أيها الرهط ؟ قال : نحن ممن لا تنكرونه ، وأعلنوا بأسمائهم ، ودعوا إلى البراز ، فخرج عثمان الضبّي وهو ينشد شعراً ، فخرج إليه عمار بن ياسر فأجابه على شعره ، ثم حمل عليه عمار فقتله .