تغسل منها رؤوسنا
أبداً .
فغضب الزبير من ذلك ، ثم صاح بفرسه ،
وحمل على أصحاب علي حملةً منكرة . فقال علي رضي الله عنه : إفرجوا له فإنه محرَّج ، فأوسعوا له حتى شق الصفوف وخرج منها ، ثم رجع فشقها ثانية ولم يطعن أحداً ولم يضرب ، ثم رجع إلى ابنه فقال : يا بني ؛ هذه حملة جبان ؟! فقال له ابنه عبد الله : فلم تنصرف عنا وقد التقتْ حلقتا البطان ؟
فقال الزبير : يا بني أرجع ـ والله ـ
لأخبار قد كان النبي ( ص ) عهدها إليّ فنسيتُها حتى أذكرنيها علي بن أبي طالب ، فعرفتها .
ثم خرج الزبير من معسكرهم تائباً مما
كان منه وهو يقول ابياتاً مطلعها :
ترك الأمور التي تُخشىٰ
عواقُبها
|
|
لله أجمل في الدنيا وفي الدين
|
ثم مضى الزبير وتبعه خمسة فرسان فحمل
عليهم وفرّق جمعهم حتى صار إلى وادي السباع فنزل على قوم من بني تميم ، فقام إليه عمرو بن جرموز المجاشعي فقال : أبا عبد الله ، كيف تركت الناس ؟ فقال الزبير : تركتهم قد عزموا على القتال ، ولا شك قد التقوا .
فسكت عنه عمرو بن جرموز ، وأمر له بطعام
وشيءٍ من لبن ، فأكل الزبير وشرب ، ثم قام فصلى وأخذ مضجعه ، فلما علم ابن جرموز أن الزبير قد نام وثب إليه وضربه بسيفه ضربةً على أم رأسه فقتله
.
«
خطبة علي ووصيته لجيشه »
وجعل علي ( ع ) يعبىء أصحابه ويوصيهم
وهو يقول : أيها الناس ، غُضّوا أبصاركم ، وأكثروا من ذِكِر ربكم ، وإياكم وكثرة الكلام فإنه فشل .
ونظرت إليه عائشة وهو يجول بين الصفوف
فقالت : انظروا إليه كأن فعله فعل رسول الله ( ص ) يوم بدر ، أما واللهِ ما ينتظرُ بكم إلا زوالَ الشمس .
__________________