الآلة حتى الكلام بالنسبة إلى وجوب قبولها لو وهبت ، وعدمه كالثمن ، فلا حاجة إلى الإعادة والتطويل.
( السبب الثالث الخوف )
على النفس أو المال إن وصل إلى الماء من اللص أو القتل أو الجرح أو الأذية التي لا تحتمل عادة من غير خلاف أجده ، بل حكي الإجماع عليه على لسان جماعة مع اختلاف معقده ، ففي الغنية عليه من العدو ، وفي صريح المعتبر أو ظاهره عليه أو على أهله أو ماله من اللص أو السبع ، وفي المنتهى على نفسه أو ماله من السبع أو العدو أو الحريف أو التخلف عن الزفقة وما أشبهه ، ثم قال لا نعرف فيه خلافا ، وفي كشف اللثام شارحا لعبارة القواعد الخوف من تحصيله أو استعماله على النفس أو المال ولو لغيره مع الاحترام من لص أو سبع بالإجماع والنصوص ، نحو ( لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) (١) إلى آخره وفي المدارك في شرح عبارة المصنف إلى قوله أو ضياع مال هذا الحكم مجمع عليه بين الأصحاب على ما نقله جماعة الى غير ذلك كما لا يخفى على المتتبع.
ومن ذلك ووجوب الحفظ ونفي العسر والحرج وإرادة اليسر والنهي عن قتل النفس والإلقاء إلى التهلكة وروايتي يعقوب بن سالم (٢) وداود الرقي (٣) المتقدمين كان لا فرق في جواز التيمم بين أن يخاف لصا أو سبعا أو يخاف ضياع مال لكن أشكل الحال على صاحب الحدائق بالنسبة للخوف على المال بعد اعترافه باتفاق الأصحاب عليه ، قال : « لعدم الدليل ، لظهور الروايتين في الخوف على النفس ، ومعارضة نفي الحرج ووجوب حفظ المال بما دل على وجوب الوضوء والغسل ، بل هي أوضح فلتحكم عليها ، ولو سلم فبينها تعارض العموم من وجه ، وتحكيم تلك ليس أولى من العكس » وفيه ـ
__________________
(١) سورة النساء ـ الآية ٣٣.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب التيمم ـ الحديث ٢.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب التيمم ـ الحديث ١.