الأصل الأوّل
التوحيد
عرِّف التوحيد في مصطلح المتكلّمين بأنّه العلم بأنّ الله سبحانه واحد لا يشاركه غيره في الذات والصفات والأفعال والعبادة وبالجملة ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ) ( الشورى / ١١ ). والّذي يصلح للبحث عنه في هذا الأصل عبارة عن الاُمور التالية :
١ ـ إثبات وجوده سبحانه في مقابل الدهريّة والماديّة القائلين بأصالة المادّة وقدمها وغناها في الفعل والانفعال وإيجاد الأنواع عن قدرة خارجة عن نطاقها.
٢ ـ إنّه سبحانه واحد لا ثاني له ، بسيط لا جزء له ، فهو الواحد الأحد ، خلافاً للثنويّة والمانويّة في الواحديّة ، وللنّصارى في الأحديّة.
٣ ـ عرفان صفاته سبحانه سواء أكانت من صفات الذات ككونه عالماً قادراً حيّاً سميعاً بصيراً مدركاً ، أم من صفات الأفعال ككونه خالقاً رازقاً غافراً.
٤ ـ كيفيّة استحقاقه لهذه الصّفات وتبيّن وجه حملها عليه سبحانه ، فهل تحمل عليه كحملها على سائر الممكنات أو لا؟
٥ ـ تنزيهه سبحانه عمّا لا يليق به كالحاجة وكونه جسماً أو جسمانيّاً ، عرضاً أو جوهراً أو غير ذلك.
٦ ـ تنزيهه سبحانه عن إمكان الرؤية الّتي يتبنّاها أهل الحديث والأشاعرة