قد وجد بين المرجئة شعراء عبّروا عن عقيدتهم في قصائدهم ونذكر هنا شاعرين :
١ ـ ثابت بن قطنة. كان في صحابة يزيد بن المهلّب يولّيه أعمالاً من أعمال الثغور ، وقد روى أبو الفرج الإصفهاني قصيدة له في أغانيه مستهلّها :
يا هند فاستمعي لي أنّ سيرتنا |
|
أن نعبد الله لم نشرك به أحداً |
نرجى الاُمور إذا كانت مشبهة |
|
و نصدق القول فيمن جار أو عندا |
المسلمون على الاسلام كلّهموا |
|
والمشركون استووا في دينهم قددا |
و لا أرى أنّ ذنباً بالغ أحداً |
|
مِ النّاس شركا إذا ما وحّدوا الصمدا |
لانسفك الدم إلاّ أن يراد بنا |
|
سفك الدماء طريقا واحداً جددا |
من يتّق الله في الدنيا فإنّ له |
|
أجر التقيّ إذا وفّى الحساب غدا |
و ماقضى الله من أمر فليس له |
|
ردّ ومايقض من شيء يكن رشدا |
كلّ الخوارج مُخط فى مقالته |
|
ولو تعبّد فيما قال واجتهدا |
أمّا عليّ وعثمان فانّهما |
|
عبدان لم يشركا بالله مذ عبدا |
و كان بينهما شغب وقد شهدا |
|
شقّ العصا وبعين الله ما شهدا |
يجزى عليّاً وعثماناً بسعيهما |
|
و لست أدري بحق آيةً وردا |
الله يعلم ماذا يحضران به |
|
وكلّ عبد سيلقى الله منفردا (١) |
٢ ـ عون بن عبدالله بن علقبة بن مسعود : وقد وصف بكونه من أهل الفقه والأدب وكان يقول بالإرجاء ثم عدل عنه وقال مخطئاً ما اعتقده :
فأوّل ما أُفارق غير شكّ |
|
أُفارق ما يقول المرجئونا |
وقالوا مؤمن من آل جور |
|
وليس المؤمنون بجائرينا |
وقالوا مؤمن دمه حلال |
|
وقد حرمت دماء المؤمنينا (٢) |
__________________
١ ـ فجر الاسلام ص ٢٨١ ـ ٢٨٢ نقلاً عن الأغاني ج ٤ ص ٢٠٤.
٢ ـ نفس المصدر : ص ٢٨٢، نقلاً عن الأغاني ج ٨ ص ٩٢.