وفوق ذلك كانوا يبرهنون على صحة نبوتهم بالمعاجز الباهرة والبراهين القاطعة ؟
ثم وصلت النوبة إلى عمران الصابىء ، وكان واحداً من المتكلمين ، فسأل الإمام عليهالسلام عن الكائن الأول وعمّا خلق.
قال عليهالسلام : « سألت فافهم ، أمّا الواحد فلم يزل واحدا كائناً لا شيء معه بلا حدود ولا أعراض ولايزال كذلك.. واعلم يا عمران أنّه لو كان خلق ما خلق لحاجةٍ لم يخلق إلّا من يستعين به على حاجته ، ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق لأنَّ الأعوان كلَّما كثروا كان صاحبهم أقوى ، والحاجة يا عمران لا يسعها لأنّه لم يُحدث من الخلق شيئا إلّا حدثت فيه حاجةٌ اُخرى ، ولذلك أقول : لم يخلق الخلق لحاجةٍ ، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلىٰ بعض وفضَّل بعضهم على بعض ، بلا حاجةٍ منه إلىٰ من فَضَّل ، ولا نقمةٍ منه على من أذلَّ ، فلهذا خَلقَ.
وتطرق معه في النقاش لمسائل مختلفة في توحيد الله وأسفرت هذه المناظرة عن اعتراف عمران الصابىء بصواب أجوبة الإمام الرضا عليهالسلام على أسئلته الحساسة والمختلفة ، وعلى إثر ذلك أعلن إسلامه أمام المأمون مخاطباً الإمام الرضا عليهالسلام بقوله : .. قد فهمتُ وأشهدُ أنَّ الله على ما وصفتهُ ووحدتهُ ، وأنَّ محمداً عبدهُ المبعوث بالهدىٰ ودين الحقِّ ، ثمّ خرَّ ساجداً نحو القبلة وأسلَمَ.
قال الحسنُ بن محمد النَّوفليّ : فلما
نظر المتكلمون إلى كلام عمران الصابىء ، وكان جدلاً لم يقطعه عن حجّته أحد قط ، لم يدنُ من الرِّضا عليهالسلام