ليس خافياً بأن أهل البيت عليهمالسلام هم رموز العقيدة وأعلامها ، وبعد أن فشل الأعداء في النيل من العقيدة أخذوا يثيرون الشبهات والشكوك حول رموزها ، بأساليب وطرق مختلفة ، مرّة من خلال وضع الأحاديث التي ينم ظاهرها عن إظهار فضائل آل البيت ولكنها في الحقيقة تُسيء إليهم بما تتضمنه من غلو أو تقصير في أمرهم ، أو التصريح بمثالب أعدائهم بأسمائهم بغية تأجيج نار الفتنة ورفع وتيرة العداء معهم.
والإمام الرضا عليهالسلام قد كشف عن هذه الأساليب التي يراد منها الإساءة إلى أهل البيت عليهمالسلام يتضح لنا ذلك من هذه الرواية : قال ابراهيم ابن أبي محمود ، قلت للرضا عليهالسلام يابن رسول الله ، إن عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام وفضلكم أهل البيت ، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم ، أفندين بها ؟
فقال : « يا بن أبي محمود ، لقد أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه عليهالسلام : ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق عن الله عزَّوجلَّ فقد عبد الله ، وان كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس..
يا بن أبي محمود ، إن مخالفينا وضعوا
أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلو فينا كَفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، واذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ، وقد قال الله عزَّوجلَّ : ( وَلَا تَسُبُّوا
الَّذِينَ يَدْعُونَ