برجالهم ، فاتبع ـ اضافة لما تقدم ـ آليات الإقصاء والاستبعاد والقمع ، وكان نصيب الإمام موسى الكاظم عليهالسلام من ظلمه كبيراً كما أسلفنا ، وعموماً فقد كان العلويون يعانون الأمرّين من هارون حتى (ركنوا إلىٰ الهدوء في أواخر عهده وطول عهد ولده الأمين ، ولكن بدأت بوادر قيام حركة جديدة من حركات الشيعة في مطلع عهد المأمون) (١).
وبالفعل فقد تزعّم محمد بن إبراهيم بن طباطبا وداعيته أبو السرايا في أواخر سنة ١٩٩ هـ حركة ثورية ضد حكم المأمون (٢) ، وفي السنة التالية تزعّم إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهماالسلام وحركة أخرى فى اليمن ضد السلطة العباسية (٣) ، كما تمرد الحسين بن الحسين الأفطس بمكة أيضاً (٤). واتصلت حركته بالدعوة إلى زعامة محمد بن الإمام جعفر الصادق ، ولقّبه أنصاره بأمير المؤمنين (٥).
إن تحوّل السياسة العباسية تجاه العلويين في زمن المأمون لم يتمّ صدفة ولم ينطلق من فراغ ، كما لم يكن أمراً سهلاً لدقة الظروف وخطورة الاحتمالات ، ولكن لهذا التحول عوامل عديدة نستطيع أن نصنفها إلى قسمين أساسيين ، هما :
________________
(١) جهاد الشيعة / الدكتورة سميرة الليثي : ٣١٩.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٥٢٨ ـ ٥٣٥.
(٣) تاريخ الطبري ٨ : ٥٣٥ ـ ٥٣٦.
(٤) تاريخ الطبري ٨ : ٥٣٦ ـ ٥٣٨.
(٥) تاريخ الطبري ٨ : ٥٣٨ ـ ٥٤٠.