المسلم وأئمته عليهمالسلام ، فإدامة ذكرهم وذكر مصائبهم تُنمي في وعيه ووجدانه الأفكار والمفاهيم الإسلامية الصحيحة ، فتنطلق في داخله ينابيع العواطف الإنسانية الخيرة ، إضافة إلى المعطيات الايجابية التي يحصل عليها يوم الحساب حيث الثواب الجزيل.
يريد الإسلام من الإنسان أن يخرج بوعيه من قفص الأنانية الضيق إلى أفق الإنسانية الأرحب ، وأن لا يتقوقع علىٰ ذاته وينعزل عن محيطه الاجتماعي ، وإلّا تحوّلت حياته إلىٰ صحراء مجدبة. لذلك يشجّع الإنسان على بناء وتدعيم علاقات طيبة مع أبناء جنسه قائمة على الاحترام المتبادل وتبادل المنفعة والمعونة وإسداء النصيحة وما إلى ذلك.
والملاحظ أن المسألة الاجتماعية تأخذ مكان الصدارة في الآيات القرآنية والروايات الواردة عن النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) ، ولإمامنا الرضا عليهالسلام نصائح وإرشادات قيمة بخصوص المسألة الاجتماعية عند مراعاتها تشكل صمام أمان لبناء إنسان مسلم ملتزم بالحقوق الاجتماعية المترتبة عليه.
والملاحظ أن اهتمام الإمام عليهالسلام ينصب أولاً على
الدائرة الاجتماعية الأقرب للإنسان وهي دائرة الوالدين ، الذين لهم حق عظيم عليه في ولادته ونشأته وتربيته ، فأقل ما يتوجب لهما من الحقوق وجوب مداراتهما وعدم عقوقهما ، إذا كانا على قيد الحياة ، أما إذا طوى الموت صفحة حياتهما فينبغي على الأولاد الدعاء لهما والتصدّق عنهما ، بغضّ النظر عن عقيدتهما