الناس ، فقال له : « لا تحلف يا هذا ، خير مني من كان أتقى لله تعالى وأطوع له ، والله ما نسخت هذه الآية : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) ».
حاول بذلك التنبيه على أن الاعتماد على محض القرابة ليس يستحسن في العقول ، وإنما الشرف في الكمال العلمي والعملي ورأسهما التقوىٰ.
وعن ابن ذكوان قال : سمعت إبراهيم بن العباس يقول : سمعت عليَّ بن موسى الرضا عليهالسلام يقول : « حلفت بالعتق ولا أحلف بالعتق إلّا أعتقت رقبة ، وأعتقت بعدها جميع ما أملك إن كان يرى أنه خير من هذا ـ وأومأ إلىٰ عبد أسود من غلمانه ـ بقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا أن يكون لي عمل صالح فأكون أفضل به منه » (٢).
٥ ـ العمل لوجه الله تعالى :
العمل شعار المؤمن ، وهو الذي يسهم في إيصاله إلى أعلى الدرجات ، قال تعالى : « ومن يأته مؤمناً قد عَمِلَ الصّالحاتِ فأُولئِكَ لهمُ الدَّرجات العُلى » (٣) والعمل هو الذي يفجّر طاقات النفس الإبداعية ، فتنطلق في آفاق أرحب وتحيى حياة طيبة ، يقول عزَّوجلَّ : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً .. ) (١).
ومعلومٌ أن مدرسة أهل البيت عليهمالسلام تركز على « الثنائي الحضاري »
________________
(١) سورة الحجرات : ٤٩ / ١٣.
(٢) بحار الأنوار ٤٩ : ٩٥ ، باب (٧).
(٣) سورة طه : ٢٠ / ٧٥.
(٤) سورة النحل : ١٦ / ٩٧.