الرضا عليهالسلام للإمامة ليس هو الحب فحسب ، والا فقد كان الكاظم عليهالسلام ـ على حد قوله الشريف ـ يحب ولده « القاسم » ويرأف به ، وانما الإمامة جعل إلهي ، ينص الله تعالى على من يرتضيه لدينه ، ويكون الاصلح من بين خلقه. ومن هنا نجد أن الإمام الكاظم عليهالسلام عند قرب أجله أوصى صريحاً بولده الرضا عليهالسلام ، وبيّن أنه يجمع بين خصائص أو سمات إمامين يشاركونه في الاسم ، قال الإمام الكاظم : « إني أُؤخَذ هذه السنّة ، والأمر الى ابني عليّ سميّ عليّ وعليّ ، فأمّا عليّ الأول فعلي بن أبي طالب عليهالسلام وأما عليّ الآخر فعلي بن الحسين عليهماالسلام ، اُعطي فهم الأول وحكمته وبصره وودّه ودينه ومحنته ، ومحنة الآخر وصبره على مايكره ، وليس له أن يتكلم إلّا بعد موت هارون بأربع سنين » (١).
لقد استخدم الإمام الكاظم عليهالسلام هذا الأسلوب في تثبيت إمامة ولده من بعده ، لاسيما وأن النفس البشرية تسير علىٰ خطى الخوف والرجاء ، فمن جانب حبب لشيعته طاعته ، وافصح عن الثواب الجزيل الذي ينتظر من أقرّ بإمامته :
عن المفضل بن عمر ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام وعلي ابنه في حجره.. قال : قلت هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال : « نعم ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه كفر » (٢).
________________
(١) اعلام الورى ٢ : ٥٠.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٤٠ ، ح ٢٨ ، باب (٤).