عليك القتل لأنَّك تكون قد كفرت بربِّك ونبيِّك وبكتابك ».
قال الجاثليق : لا اُنكرُ ما قد بان لي في الإنجيل ، وإنِّي لمقرّ به.
قال الرِّضا عليهالسلام : « اشهدوا على إقراره ».
ثم قال عليهالسلام : « يا جاثليق سل عمّا بدا لك » ، قال الجاثليق : أخبرني عن حواريي عيسىٰ بن مريم ، كم عِدّتُهم ؟ وعن علماء الإنجيل ، كم كانوا ؟
قال الرِّضا عليهالسلام : « على الخبير سقطت ، أما الحواريّون فكانوا اثني عشر رجلاً ، وكان أفضلهم وأعلمهم ألوقا ، وأمّا علماء النَّصارى فكانوا ثلاثة رجال : يوحنا الأكبر بأج ، ويوحنا بقرقيسيا ، ويوحنا الدَّيلمي بزجان ، وعنده كان ذكرُ النَّبيَ صلىاللهعليهوآلهوسلم وذكر أهل بيته واُمته ، وهو الذي بشر اُمَّةَ عيسى وبني إسرائيل به » (١).
والملاحظ أنه مع براعة اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه ، تمكن إمامنا الرضا عليهالسلام من إسكات رأس الجالوت ، وفي سكوته هذا إقرار منه بما جاء في التوراة والإنجيل من البشارة بنبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هذا ، وفي المجلس نفسه طلب رأس الجالوت من الإمام الرضا عليهالسلام أن لا يحتج عليه إلّا بما في التوراة أو الإنجيل أو الزبور في إثبات نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال عليهالسلام : « شهد بنبوته صلىاللهعليهوآلهوسلم موسىٰ بن عمران وعيسىٰ بن مريم وداود خليفةُ الله عزَّوجلَّ في الأرض ».
فقال له : أثبت قول موسى بن عمران.
قال الرِّضا عليهالسلام : « هل تعلم يا يهودي أنَّ موسى أوصى بني إسرائيل ، فقال لهم : إنَّهُ سيأتيكُم نبيّ هو من إخوتكم فبه فصدِّقوا ، ومنه فاسمعوا ؟
________________
(١) التوحيد / الصّدوق : ٤١٧ وما بعدها ، باب (٦٥).