قال : قال لي منصور بن يونس بن بزرج : دخلت على أبي الحسن ـ يعني موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام ـ يوماً ، فقال لي : « يا منصور ، أما علمت ما أحدثت في يومي هذا ؟ » قلت : لا ، قال : « قد صيّرت علياً ابني وصيي » وأشار بيده الى الرضا عليهالسلام « وقد نحلته كنيتي ، وهو الخلف من بعدي ، فادخل عليه وهنّئه بذلك ، واعلم أني أمرتك بهذا » قال : فدخلت عليه فهنّئته بذلك وأعلمته أنه أمرني بذلك.. ثمّ جحد منصور فأخذ الأموال التي كانت في يده وكسرها ! (١).
كان بعض الشيعة ونتيجة مباشرة لظروف التقية لم تسمع من إمامها الكاظم عليهالسلام من يخلفه على الإمامة ، ولم تطرق سمعها النصوص السابقة من آبائه عليهمالسلام ، أو سمعت بها وأحبّت التأكد من شخص الإمام كما تحكيه بعض الروايات في هذا المقام ، خصوصاً وإن حديث « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » قد تواتر نقله عند الإمامية وصحّت طرقه عند غيرهم ، الأمر الذي يؤدي إلى السؤال من الإمام عمن سيلي الأمر بعده ؛ لأجل قطع الظن الحاصل من السماع السابق أو عدمه ، باليقين الحاصل من السماع من الإمام مباشرةً ، ومن هنا وجهت بعض الشخصيات أسئلة صريحة للإمام الكاظم عليهالسلام حول من سيخلفه بعد وفاته ، فأجابهم الإمام بصورة صريحة لا لبس فيها أن الإمام من بعده علي الرضا عليهالسلام ابنه ، ومن الشواهد عليه ، ما جاء عن داود الرقي ، قال : قلت لأبي ابراهيم
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٣٢ ، ح ٥ ، باب (٤).