المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، ان
الإمامة أُسّ الإسلام النامي وفرعه السامي ».
ثمّ يورد تشبيهات بليغة وبديعة ، فيقول
: «
الإمام كالشمس الطالعة للعالم وهي بالافق بحيث لاتنالها الأيدي والابصار ، الإمام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى والبيد القفار ولجج البحار ، الإمام الماء العذب على الظمأ ، والدال على الهدى والمنجي من الردىٰ ».
ثمّ يضيف قائلاً : «
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ويمكنه اختياره ؟ هيهات هيهات.. فكيف لهم باختيار الإمام ؟! والإمام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول وهو نسل المطهرة البتول ، لا مغمز فيه في نسب ، ولايدانيه ذو حسب ، فالنسب من قريش والذروة من هاشم ، والعترة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
» .
لقد حاول الإمام الرضا عليهالسلام أن يعيد الوعي
الإسلامي الصحيح بشأن الإمامة سيّما بعد تفريط القسم الأعظم من الأمة بها ، بحيث أنه عليهالسلام لم يترك فرصة إلّا واستغلها في بيان ضرورتها وأدلتها وكشف أبعادها ، والطريق اللاحب في انعقادها ، ولعلّ أوضح مثل على ذلك ، ما جاء عن الحسن بن جهم ، قال : حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده علي بن موسى الرضا عليهالسلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم ، فقال له : يا ابن رسول الله بأي شيء تصح الإمامة لمدعيها ؟ قال : «
بالنص والدليل » ،
________________