لشيعته.
واتبع الهادي العباسي مع العلويين سياسة تقوم على العنف بخلاف المهدي الذي حاول استرضاء العلويين فألحّ الهادي في طلبهم (وأخافهم خوفاً شديداً وقطع ما كان المهدي يجريه عليهم من الأرزاق والأعطية ، وكتب إلى الآفاق في طلبهم وحملهم) (١).
ومضى الهادي إلىٰ آخر الشوط فازداد تعطشاً لدماء العلويين ، فجهد على استأصال شأفة شبابهم كما حدث في كارثة « فخ » التي اقترف فيها العباسيون جرائم ضاهت ما اقترفه الأمويون في كربلاء ، فقد رفعوا رؤوس العلويين على الرماح وأطافوا بأسراهم في الأقطار وتركوا جثث قتلاهم ملقاة على الأرض مبالغة منهم في التشفّي والانتقام من العلويين. الذين وقعوا تحت وطأة ظلم صارخ ووحشية مروعة ، حتى قال الشاعر :
يا ليت جور بني مروان عاد لنا |
|
وليت عدل بني العباس في النار |
يروي الطبري : أن الأسرى العلويين كانوا مقيدين في السلاسل وفي أيديهم وأرجلهم الحديد ، وأمر الطاغية الهادي بقتل الأسرى فقتلوا وصلّبوا (٢). ويضيف المسعودي قائلاً : إنّ الجثث ظلت ثلاثة أيام دون أن توارى في الثرى حتى أكلتها الحيوانات الضارية والطيور الجارحة (٣).
وقد رفع الطاغية هارون من وتائر الضغط على العلويين ، وكان يقذفهم بالشر والشرر ، ولم يترك حجراً على حجر من أجل الظفر
________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٣ : ٤٠٤.
(٢) تاريخ الطبري ١٠ : ٢٩.
(٣) مروج الذهب / المسعودي ٣ : ٣٣٦.