الخبر السابق من الأقيسة والآراء وأمثالها ، وقد مرّت الآيات الدالّة على هذا المعنى أيضاً ، فلا تغفل .
وفي صحيح ابن ماجة ، والكتاب الكبير للطبراني : عن ابن عمر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لم يزل أمر بني إسرائيل كان معتدلاً حتّى نشأ فيهم المولدون ، وأبناء سبايا الاُمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها ، فقالوا بالرأي فضلّوا وأضلّوا» (١) .
أقول : قد صرّح بعض علماء رجال العامّة بأنّ ربيعة الرأي الذي هو أوّل من روّج العمل بالرأي في المدينة ، وكذا غيره حتّى أبي حنيفة كانوا من أولاد السبايا من المجوس (٢) .
وفي كتاب أبي يعلى : عن أبي بكر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «عليكم بلا إله إلاّ اللّه والاستغفار ؛ فإنّ الشيطان قال : أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلاّ اللّه والاستغفار ، فلمّا رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء ، وهم يحسبون أنّهم مهتدون» (٣) .
وفي كتاب ابن مندة ، وكتابي ابن قانع وابن شاهين ، وكتاب أبي نعيم وغيره : عن أفلح ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أخاف على اُمّتي من بعدي ثلاثاً : ضلالة الأهواء ، واتّباع الشهوات ، والغفلة بعد المعرفة» (٤) .
__________________
(١) سنن ابن ماجة ١ : ٢١ / ٥٦ ، بتفاوت يسير عن عبداللّه بن عمرو بن العاص ، كنز العمّال ١ : ١٨١ / ٩١٨ عن ابن عمرو ، وحكاه عنهما السيوطي في جامع الأحاديث ٥ : ٩٢ / ١٧٤٠٩ .
(٢) انظر : كنز الفوائد ٢ : ٢١٠ ، جامع بيان العلم وفضله ٢ : ١٠٧٩ / ٢١٠٤ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٤٢١ و٤٢٢ .
(٣) مسند أبي يعلى ١ : ١٢٣ / ١٣٦ بتفاوت يسير .
(٤) معرفة الصحابة لأبي نعيم ٢ : ٤٠٦ / ١٠٣٢ ، اُسد الغابة ١ : ١٢٧ / ٢٠٥ ، الإصابة