من الرسول صلىاللهعليهوآله على هذا العدد ، ولما تبيّن لنا من دعواهم الإمامة والوصاية ، وتوصية كلّ واحد ونصّه على الآخَر .
مع ما وجدنا فيهم من الفضائل والكمالات ، حتّى الكرامات والمعجزات الدالّة على صدق دعواهم ، ومن اتّفاق المخالف والمؤالف والصديق والعدوّ بل تصريح أهل سائر المذاهب جميعاً على كونهم أعلم وأصلح وأصدق وأوثق من غيرهم ، ومع ما وجدنا في غيرهم من النقص في العلم والعمل ، والحسب والنسب ، لا سيّما بالنسبة إليهم ، ومن الاختلاف والعمل بالآراء وغير ذلك ممّا وجدناه مذموماً في الكتاب غير معمول به (١) في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله مع ما كان ثابتاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله من أنّ الحقّ في واحدٍ من المذاهب ، وما كان ظاهراً من تفرّد هؤلاء (٢) الجماعة عمّا سواهم جميعاً بأشياء ، منها : ترك العمل بالرأي الذي كان هو (٣) أساس الاختلاف والمعمول عند غيرهم جميعاً ؛ ولهذا تمسّكنا بهم وصدّقناهم وقدّمناهم واتّبعناهم .
فإن قيل : من أين تبيّن لكم أنّهم قالوا ما وصل منهم إليكم ؟
قالوا : من أخبار آلاف من الرجال الراوين عنهم بواسطة وبغير واسطة ، بحيث تعدّى عن مرتبة التواتر بأضعاف مضاعفة ، مع كون كثير منهم ممّن شهد له جماعة بالتوثيق حتّى من أهل الخلاف عليهم ، وكذا من الكتب الكثيرة جدّاً التي كُتبت في زمانهم ومن بعدهم المشتملة على ما نُقل
__________________
(١) كلمة «به» لم ترد في «س» و«ش» و«ن» .
(٢) في «ش» : «هذه» بدل «هؤلاء» .
(٣) كلمة «هو» لم ترد في «ش» .