مثله في بعض الأنبياء صريحاً .
ومن العجائب أنّ طوائف الصوفيّة من المخالفين نسبوا إلى بعض مشايخهم مثل هذا ، بل أزيد ، ومع هذا طعنوا على الإماميّة بالغلوّ ، حيث نقلوا وقوع بعض الأشياء من الأئمّة عليهمالسلام على سبيل الشفاعة أو إظهار المعجزة ، وهل هذا إلاّ عين الحميّة والعصبيّة ؟ و : كأنّ هذا هو موضع شعر الشاعر حيث قال بالفارسية :
روا باشد أنا الحقّ ازدرختى |
|
چرا نبود روا از نيك بختى (١) |
وأمّا الأوّل ـ أعني التفويض الذي قال به الإماميّة ـ فهو إنّهم يقولون : إنّ اللّه عزوجل سيوفّض يوم القيامة إلى نبيّنا صلىاللهعليهوآله وأوصيائه الأئمّة عليهمالسلام ما لا يفوّض إلى أحدٍ غيرهم من الشفاعة والأمر والنهي والأخذ والعطاء وإدخال الجنّة والنار ، كما دلّت عليه متواتر الأخبار ، إرغاماً لأنف من عاندهم بالإنكار ، حتّى ورد في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ) (٢) : إنّ اللّه عبّر بصيغة المتكلّم مع الغير حيث جعل لهؤلاء مدخليّةً في الحساب (٣) .
وكذا يقولون : قد فوّض اللّه تعالى إلى هؤلاء في الدنيا أيضاً بعض أنواع التفويض .
وخلاصة بيان ذلك : أنّ اللّه تعالى لمّا أدّب نبيّه صلىاللهعليهوآله مع عصمته بكمال الآداب وأكمله ، حتّى قوّمه على ما أراد من كلّ باب ، وأيّده بروح
__________________
(١) قاله محمّد لاهيجي گيلاني ، انظر : شرح گلشن راز: ٧٣٥، نشر : علمي، الطبعة الاُولى .
(٢) سورة الغاشية ٨٨: ٢٥ و٢٦ .
(٣) انظر : الكافي ٨ : ١٦٢ / ١٦٧ (حديث الناس يوم القيامة) ، تأويل الآيات الظاهرة ٢ : ٧٨٨ / ٤ ـ ٧ .