فمن هذا القبيل ما نُسب إلى هشام بن الحكم ، وابن سالم ، بل مؤمن الطاق أيضاً ـ الذين هم من ثقات أجلّة أصحاب الأئمّة ، المشهورين في كثرة إلزامهم علماء العامّة وإفحامهم كلّ من تكلّم معهم ، لا سيّما في التوحيد والإمامة ـ من القول بالتجسيم والتصوير (١) ، وإلى جماعة كثيرة من القمّيّين ـ الذين أكثرهم من ثقات ، رواة الأخبار الممدوحين بنصّ الأئمّة الأطهار عليهمالسلام ، فضلاً عن توثيق العلماء الأخيار ـ من القول بالجبر والتشبيه ، وإلى جمعٍ من الشيعة الكوفيّين ـ الذين كان لهم تمام إخلاص وكمال اختصاص بأئمّة الدين صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ من القول بالغلوّ والتفويض ، حتّى جعلوا منهم محمّد بن سنان (٢) ، والمفضّل بن عمر (٣) ، ويونس بن عبد الرحمن (٤) ، وأمثالهم من الفضلاء الذين جهدوا أكثر من
__________________
(١) انظر : الفرق بين الفِرَق : ٦٥ / ٦٤ ، ٧١ / ٦٧ ، والملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٨٤ ـ ١٨٦ .
(٢) محمّد بن سنان الزاهري الخزاعي ، يكنّى أبا جعفر ، ثقة جليل القدر وعظيم المنزلة ، عدّوه من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهمالسلام ، ويظهر من الأخبار الكثيرة علوّ قدره وجلالته ، توفّي سنة ٢٢٠ هـ .
انظر : رجال الكشّي : ٥٥٦ ـ ٥٥٨ / ٩٧٧ ـ ٩٨٢ ، تنقيح المقال ٣ : ١٢٤ / ١٠٨٢٠ من أبواب الميم .
(٣) المفضّل بن عمر الجعفي ، يكنّى أبا عبداللّه ، من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، من شيوخ أصحاب أبي عبداللّه عليهالسلام وخاصّته وبطانته .
انظر : رجال الكشّي : ٣٨٦ ـ ٣٩٤ / ٥٨١ ـ ٥٩٧ ، تنقيح المقال ٣ : ٢٣٨ / ١٢٠٨٤ من أبواب الميم ، أعيان الشيعة ١٠ : ١٣٢ .
(٤) يونس بن عبد الرحمن مولى عليّ بن يقطين ، يكنّى أبا محمّد ، كان ثقةً وجهاً فقيهاً عظيم القدر والمنزلة ، ومن أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، وكان الرضا عليهالسلام يشير إليه في العلم والفتيا . ولد في آخر أيّام هشام بن عبد الملك ، وتوفّي سنة ٢٠٨ هـ .
انظر : رجال الكشّي : ٥٣٧ ـ ٥٤٨ / ٩١٠ ـ ٩٥٥ ، تنقيح المقال ٣ : ٣٣٨ / ١٣٣٥٧ ، أعيان الشيعة ١٠ : ٣٢٦ .