ينادي به صريح الآيات والروايات التي منها قوله تعالى : ( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) (١) ، وقول رسوله صلىاللهعليهوآله : « ما عرفناك حقّ معرفتك » (٢) ، وقول حجّته أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام : « كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم ، ولعلّ النمل الصغار تتوهمّ أنّ للّه تعالى زبانتين ، فإنّ ذلك كمالها ، وتتوهّم أنّ عدمها نقصان لمن لا يتّصف بهما ، وهكذا حال العقلاء فيما يصفون اللّه تعالى » (٣) وقال أيضاً : « إنّ اللّه لا يوصف ، وكيف يوصف وقد قال في كتابه : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (٤) فلا يوصف بقدر إلاّ كان أعظم من ذلك » (٥) وقال في معنى كلمة «اللّه أكبر» و«سبحان ربّي الأعلى» (٦) ونحو ذلك : « إنّ المراد اللّه أكبر وأعلى وأجل وأعظم من أن يقدر العباد على صفته أو يبلغوا كنه عظمته » (٧) ، الخبر .
ولهذا لا يجوز عندهم ما ورد النهي الصريح فيه من التفكّر في ذاته تعالى ، والتكلّم في حقيقته ، كما في الخبر المتواتر بين المؤالف والمخالف الذي رواه من المخالفين الطبراني ، وابن عدي ، والبيهقي ، والحافظ الاصفهاني وغيرهم : عن ابن عبّاس وغيره ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « تفكّروا في خلق اللّه ولا تفكّروا في اللّه فتهلكوا » (٨) ورواه أيضاً من الإماميّة جمع .
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ١١٠ .
(٢) غوالي اللآلئ ٤ : ١٣٢ / ٢٢٧ ، بحار الأنوار ٦٩: ٢٩٢ .
(٣) نور البراهين ١ : ٩٢ ـ ٩٣ ، بحار الأنوار ٦٩ : ٢٩٢ ـ ٢٩٣ بتفاوت .
(٤) سورة الأنعام ٦ : ٩١ ، وسورة الزمر ٣٩ : ٦٧ .
(٥) الكافي ١ : ٨٠ / ١١ (باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى) .
(٦) في « م » زيادة : «وبحمده» .
(٧) انظر : التوحيد : ٢٣٨ ـ ٢٤٠ / ١ في ضمن الحديث .
(٨) انظر : المعجم الأوسط ٦ : ٣٢٦ / ٦٣١٩ ، الكامل لابن عدي ٨ : ٣٨٥ ، شعب