هؤلاء الأئمّة وأصحابهم وأشياعهم ، حتّى قتلوا جماعة من الشيعة ، وسمّوا كثيراً من الأئمّة عليهمالسلام ، ونهبوا أموالهم ، وحرّقوا كتبهم وأمثال ذلك ممّا مرّ ويأتي بعض منها .
وبالجملة : كان مدار أئمّة الضلال بل ورؤساء سائر طوائف الاُمّة على الاهتمام في استبطال آثار هذه الطائفة ، وإطفاء أنوار هؤلاء الأئمّة ، لكن أبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره ، ولأجل هذا صارت التقيّة والإخفاء من الأعداء عند الشيعة وأئمّتهم شايعة ، كما سيأتي مفصّلاً ، فكان مدار الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام على التقيّة والوصيّة بها في كثير من اُمور الدين ، بحيث إنّهم كانوا كثيراً ما يفتون أصحابهم ورُواة الحديث منهم (١) حتّى الخواصّ منهم على ما يوافق مذهب المخالفين ، أو ما هو المشهور عندهم ، أو ما عليه حُكّامهم وقُضاتهم في ذلك الوقت إمّا لكون السائل أو أحد من حُضّار مجلسه من المخالفين ، أو ممّن كان يروي لهم ، أو ممّن كان تصل روايته إليهم ، أو إلى حُكّامهم ولو بوسائط ، أو ممّن كان له المعاشرة معهم ، أو مع حُكّامهم ولو غصباً عليه ، أو كان يعلم الإمام من حال السائل ، أو أحد من الحضور أنّه من المبتلين بالعمل على وفق مذهب المخالفين ولو في بعض حين مستلزم للضرر عليه أو على غيره من إخوانه المؤمنين ، أو لغير ذلك من الوجوه المستلزمة للتقيّة أو الاتّقاء ، حتّى أنّهم عليهمالسلام كانوا لأجل ما ذكرنا قد يورّون في الكلام ، ويجملون في نقل الأحكام على حسب مقتضى المقام ، بحيث كان يفهم كلّ مستمع منه نوعاً من المرام .
ولهذا اختلفت أخبارهم والرواية عنهم ، وتخالفت فتاويهم وما ورد
__________________
(١) في «ش» : «عنهم» .