والأخبار المحفوفة بالقرائن القطعيّة أنّه كان دأب قدماء أصحابنا المعاصرين للأئمّة عليهم السلام إلى زمان المحمّدين الثلاثة ، في مدّة تزيد على ثلاثمائة سنة ، ضبط الأحاديث وتدوينها في مجالس الأئمّة عليهم السلام .. وغيرها والمسارعة إلى إثبات ما يسمعونه ، خوفا من تطرّق السهو والنسيان ، وعرض ذلك عليهم ، وكانت هممهم
__________________
وهل هذا مثل أن يقال لم ير أحد من أصحاب الأئمّة الذين دوّنوا أسماءهم في رجال الشيعة أحدا من الأئمّة عليهم السلام ولم يسمعوا منه شيئا ، بل كانوا يفترون عليهم؟
أو يقال : لم يكن جماعة موسومون بتلك الأسامي ، بل وضعت الشيعة تلك الأسامي من غير أصل؟وتقول اليهود والنصارى لم يبعث رجل مسمّى ب : محمّد! .. بأمثال تلك الخرافات؟
وبالجملة ؛ لا ريب في أنّ مذاهب الناس وعقائدهم إنّما يؤخذ من خواصهم وأحبّائهم دون المنحرفين عنهم والمنخرطين في سلك أعدائهم ، وهذا من أجلى الواضحات.
ولعمري!كيف لا يكذّبون أصحاب أبي حنيفة والشافعي ومالك .. وأضرابهم فيما ينسبون إليهم ويكذّبون أصحاب أئمتنا عليهم السلام في ذلك؟!
وأعجب من ذلك أنّهم يعتمدون على اصولهم المشحونة بالأباطيل والأكاذيب المرويّة عن جماعة من المنافقين ظهر على الناس فسقهم وكذبهم ولا يلتفتون إلى ما يرويه أفاضل الشيعة في اصولهم مع كونهم معروفين بين الفريقين بالورع والزهد والصدق والديانة؟!
وهل هذا إلاّ لمحض العصبية والعناد؟! ..
إلى آخر ما أفاده طاب رمسه وخلّد الباري ذكره.