والعلم بصفاته، وايجاب عدله (۱)
____________________________________________
قولنا : لا اله الا الله ، التوحيد كما لا يخفى .
ولا شك أن معرفة هذا الاستحقاق لاحد ، موقوف على معرفة انه صانع العالم . بمعنى انه فاعل بتدبير ، لكل ما ليس وجوده . بفعل علاجي من فاعله بل بالملكوت . أي بمحض نفوذ الارادة . وأن يقول له كن فيكون . كالبيضة وبياضها وصفرتها، دون حركتها من موضع الى موضع . فانها مقدورة للانسان وبعلاج وأثر المدبر ، لا يكون الا حادثاً زماناً ، بديهة واتفاقاً من المسلمين والزنادقة .
حتى أنه قد يقال ، ان النزاع بين الفريقين ، في قدرة واجب الوجود ، بمعنى صحة الفعل والترك ، وعدمها . عين النزاع بينهما في حدوث العالم زماناً . وقدمه ، وليس معنى صانع العالم ، واجب الوجود . فمن استدل على الصانع بما لو تم ، لدل على اثبات واجب الوجود فقط
فقد وهم وخلط بين المقصود للمتكلمين ، والمقصود للزنادقة . ثم انه يظهر بما ذكرنا بطلان تجرد النفوس ، والعقول . فان تأثيرها في البدن ونحوه وحينئذ لا يمكن أن يكون بعلاج بل بالملكوت .
(۱) قوله (والعلم بصفاته الخ) المراد بالصفات ، الصفات التي يتوقف عليها الاستدلال بكلامه . وسيجيء عند قول المصنف (لان العلم به لا يتم الخ) بيان كيفية التوقف ، وأصلها استحالة النقص عليه تعالى . وهذا ضروري اللزوم عقلا ، لصنع العالم كما مر .
ويستلزم استحالة النقص عليه تعالى ، استحالة أن يلجأ بمصلحة الى القبيح في نفسه ، كالكذب ، أو اظهار المعجز على يد الكاذب .